السودان

مقتل (13) مدنياً في حادثة نهب شرق دارفور .. أصابع الاتهام تشير لحركة مناوي 

شرق دارفور: راينو

يتداول الناس في منطقتي “لبدو” و”مهاجرية” ومحلية “ياسين”، ومناطق أخرى بولاية شرق دارفور، معلومات تفيد بقيام عناصر من “حركة تحرير السودان – قيادة مناوي”، بممارسات تؤكد نية الحركة إشعال فتنة قبلية، حيث منعت الحركة في منطقتي “لبدو” و”مهاجرية”، عملية التحصيل الحكومي بعد طرد المتحصلين الماليين، ومن ثم فرضت رسوم اًعلى المتاجر لصالحها.

ووضعت الحركة “نقاط ارتكاز وتفتيش”، على طريق “مهاجرية – الضعين”، لأخذ “رسوم عبور”. وكثرت شكاوى أهل البادية حول “لبدو” و”مهاجرية “، من مضايقات يجدونها من الحركة، وفي نهاية الأمر ارتكبت قوات “مناوي” حادث نهب راح ضحيته “13” مواطناً على طريق “الضعين – نيالا” في منطقة شروم.

سلطة بوضع اليد:

وصلت لحكومة ولاية شرق دارفور عدة شكاوى عن خلافات يفتعلها عناصر لحركة “مناوي”، متواجدين في منطقة “مهاجرية” التي تبعد حوالي “70” كيلو متر  شمال “الضعين”، فأرسلت حكومة الولاية وفداً يمثل وزارة المالية، بعضوية مدير بورصة الضعين “مصطفى باخت”، وقال أحد أعضاء الوفد  إنهم وأثناء زيارتهم لمنطقة “مهاجرية” بغرض الوقوف على شكاوى المواطنين فيها، اعترضتهم قوة من “الحركة” وحاولت منعهم من دخول المنطقة، وقال:(بعد شد وجذب دخلنا منطقة “مهاجرية”، لنجد أن الحركة بالفعل أوقفت التحصيل الحكومي، وبعد نقاش وحوار مع قائد المجموعة التابعة لمناوي، توصلنا لاتفاق بإيقاف عملية التحصيل من جانبهم، والسماح لموظفي وزارة المالية بمعاودة  العمل) .

لكن تاجر في سوق “مهاجرية” – فضل حجب هويته – أكد أن حركة “مناوي” عادت لفرض رسوم على التجار وبصورة مرتفعة، حيث يدفع التاجر شهرياً مبلغ “50” ألف جنيه، وقال:(هذا مبلغ كبير مقارنة رسوم الحكومة السنوية، “رسوم عتب”، وهي لا تتجاوز الـ”30” ألف جنيه وزكاة وضرائب، وهي رسوم تتماشى مع دخل التاجر، ويعلم التاجر إلى أين تذهب وكيف تصرف، وذلك لوجود مراجعين ماليين للحكومة، ولا يصرف أي مبلغ، إلا بتصديق من المسؤول، أما جباية “حركة مناوي”، فيدفعها التاجر عن يد وهو صاغر). وبسبب هذه الرسوم غير القانونية،  اضطر بعض التجار لإغلاق محلاتهم، خوفاً من تعرضهم لخسائر مالية.

استخبارات الجيش على الخط:

وقتل (13) مواطناً ومواطنة وجرح أخرين أمس الخميس في حادث نهب مسلح بمنطقة “خور شروم”، الواقعة في الطريق بين الضعين ونيالا، وعقب الحادث تجمع أهالي القرى المجاورة وبمساندة قوات الدعم السريع ليتقفوا أثر الجناة، حتى تمكنوا من القبض على ستة مسلحين يتبعون لحركة “مناوي”.

وقال النقيب “آدم عيسى” من قوات الدعم السريع، إن الأثر اتجه إلى الشرق ناحية منطقة “لبدو” بالقرب منها وزاد:(قبضنا على عربة يستقلها فرد مسلح وفي حالة سُكر، وعند تفتيش العربة وجدنا أمر تحرك عسكري، يفيد بتحرك قوة من عربتين من منطقة “لبدو” إلى منطقة “تور طعان”، ولاحقاً قبضنا خمسة متهمين كانوا على متن العربة، لكنهم هربوا منها لما اقتربنا منهم).

من جانبه قال شرطي أوكلت له مهمة التحري مع المتهمين، إنهم أقروا بارتكاب الجريمة، وتبعيتهم لحركة تحرير السودان قيادة “مناوي “.

تدبير مسبق:

ويرى المقدم معاش شرطة “صالح موسى”، أن الحادث لم يكن جريمة عادية يمكن أن يقع في أي بقعة في السودان، بل تمت بتدبير مسبق من حركة “مناوي”، لخلق مشاكل بين قبائل ولاية “شرق دارفور”، بهدف زعزعة الأمن فيها، وإدخال القبائل في حروب داخلية لتخفيف الضغط على حاميات الجيش في كردفان والخرطوم، في وقت أعلنت فيه قوات “مناوي” انحيازها للجيش، ومشاركتها في القتال الدائر في أم درمان، ضد قوات الدعم السريع. وكشف المقدم عن وجود توترات مسبقة بين قبائل “البرقد” و”الزغاوة” وبين “المعاليا” و”الزغاوة”، بالإضافة للنزاع القديم بين “الزريقات” و”المعاليا”. وذكر “موسى” أنه حالما وصلت معلومة الحادث بقتل ستة أشخاص من قبيلة المعاليا”، وتوجهت أصابع الاتهام حينها لأفراد من قبيلة “الرزيقات”، قبل القبض على المتهمين.

وحذر المحلل السياسي “أنور الدومة” من وجود مؤامرة كبرى تقودها حركة “مناوي” لإشعال فتيل حرب قبلية بين مكونات شرق دارفور، وتوقع نشوب الحرب إذا استمرت قوات “مناوي” في ممارستها تجاه المواطنين من هذه القبائل في منطقتي “لبدو” و”مهاجرية”، وأغلب مواطنيها من قبيلة “الزغاوة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار