افريقيا

راينو تستكشف أوضاع السودانيين المتضررين من إعصار ليبيا

تقرير: التجاني خضر

طرابلس / درنة / البيضاء

تعتزم الجالية السودانية بليبيا اليوم الجمعة تسيير قافلة دعم ومساعدة للمنكوبين في المنطقة الشرقية بليبيا. وتشمل القافلة عدداً مُقدر من العناصر الطبية للمُساعدة في أعمال تكفين المتوفين ومواراة الثرى، وتوفير دعم طبي للناجين، وتوفير مستلزمات للأطفال والرُضع، وبعض المواد المُنقذة للحياة. ويشتمل برنامج القافلة على مجموعات عمل تتحرك من مدينة (مُصراته) الساحلية على مدار ثلاثة أيام. وخلفت كارثة السيول في ليبيا عشرة الاف مفقود و(2500) بحسب آخر المعلومات الرسمية قتيل وسط اوضاع كارثية بمدينة درنة، واجتاحت السيول والفيضانات مدنا كاملة في الشرق الليبي فيما تبذل السلطات المحلية جهودا كبيرة لمحاولات الإنقاذ والعثور علي ناجين وجمع جثث المتوفين.

 

الكارثة وحدت الليبيين:

يضعف الأمل في العثور على مفقوين أحياء بمرور الأيام، علي الرغم من ان الحدث وحد الليبيين المتقاتلين في حرب اهلية منذ العام (2011) .حيث ألقى الجيش الليبي بثقله في عمليات البحث والإنقاذ، وساهمت آلياته في البحث تحت الأنقاض. وارسلت العاصمة طرابلس التي تعتبر شبه دولة منفصلة عن الشرق مُعينات الهلال الأحمر وأجهزة البلدية ومجموعات البحث والانقاذ فيما تطوع آلاف الليبيين من المُدن المجاورة للمُساهمة في المجهودات الرسمية. وأودت السيول المُدمرة الناتجة عن العاصفة بحياة مُختلف  الجنسيات من قاطني المنطقة، منهم أسر ليبية كاملة داهمتها السيول فيما تعتبر الجالية المصرية التالية في عدد الفقد في الأرواح، تليها الجالية السودانية في مدينة (درنة) المنكوبة حيث يعيش ويعمل آلاف السودانيين بعضها أسر ممتدة تقيم في المنطقة منذ عشرات السنين.

 

الجالية السودانية بليبيا:

تواصلت (راينو) مع مسئولين واعضاء في الجالية السودانية في المنطقة الشرقية منهم (محمد مريود) منسق الجاليات السودانية بشرق ليبيا تحدث الينا وهو منهمك مع بعض السودانيين في تقديم يد العون لعمليات البحث والانقاذ قال بان حزن كبير يخيم علي السودانيين بالمنطقة لفقدهم اسر كاملة في السيول ومخلفاتها الكارثية  وتحدث عن الفقد الجلل وعظمة الامر وقال ان عدد السودانيين المتوفين في مدينو درنة وصل إلى (215) شخصاً. وأضاف:(تم وضع الأسر الناجية في المدارس وبعض المؤسسات الحكومية في ظل احتياجات ملحة لوسائل الحياة والمفارش والأغطية والأدوية، رغم إن الليبيين لم يقصروا في واجب الدعم والمُساندة وتوفير إلا أن الكارثة أكبر من إمكانيات البلد مجتمعة)، داعياً دول العالم للتدخل السريع والمُساهمة في عمليات البحث والإنقاذ، ودعم الناجين.

 

سيول مُدمرة:

اشرف عبد النبي أحد مسؤولي الجالية السودانية بمدينة البيضاء المتأثرة بالكارثة قال لـ(راينو) أن هناك (12) فرداً سودانياً مفقودين في سيول مدينة البيضاء بينما تم دفن أربعة سودانيين ماتوا غرقاً، إلا أنه أشار لكون الكارثة في (درنة) أكبر مما يُمكن تخيله، معيباً علي وسائل الاعلام عدم منح الحدث أهميته التي تسهم في تنوير الراي العام العالمي بحجم المأساة. وقال اشرف عن بداية الكارثة أنه وعلى الرغم من نداءات الدفاع المدني، والتوجيه بأخذ الاحتياطات اللازمة والبقاء في المنازل، إلا أن الفاجعة  كانت كبيرة والسيول مدمرة، وأنهم ظلوا يبحثون عن سودانيين يعرفونهم فقدوا حتي الآن، ولم يتم العثور عليهم .

 

مقتل ستة عشر سودانياً من أسرة واحدة:

أما في مدينة شحات، والتي تبعد بحوالي سبعة كيلومترات عن مدينة البيضاء فقد فقد ثلاثة سودانيين تم العثور علي جثامين اثنين منهم، ولم يتم العثور على الشخص الثالث .وفي درنة قضى عدد من  السودانيين نحبهم في الكارثة إثر انهيار بناية مكونة من ثلاثة طوابق حيث قتل ستة عشر شخصاً،   منهم  رب أسرة وزوجته وأبناؤه وأصهاره  دون ان ينجو أحد، كما طفت بعض الجُثث علي سطح المياه التي توقف جريانها، والبعض الآخر ابتلعه البحر، بينما يرقد عدد من الجثامين تحت ركام الأبنية المُنهارة .

 

كارثة بيئية:

يقول (محمود العجمي)، وهومن أبناء الجالية السودانية بمدينة المرج شرق ليبيا، أن ابن جارهم تحفز متطوعا للمساعدة في عمليات الإنقاذ بمدينة درنة، ليفقد هو الآخر حياته، في محاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه. ولا يزال الوضع في مدينة درنة الساحلية كارثياً، بحسب شهود عيان أكدوا على ضرورة التفات  المجتمع الدولي لهذه الأعداد الكبيرة من الضحايا، والدمار الكبير الذي خلفته الكارثة البيئية، والسعي لتقديم العون والمساعدة في عمليات البحث والانقاذ وإغاثة الناجين، والتحوط لكارثة بيئية محتملة نتيجة لانهيار البنية التحتية ودمار نصف المدينة التي يبلغ عدد سكانها (201.793) نسمة، حسب آخر الإحصائيات الرسمية  .

 

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. للعلم القافلة الطبية التى انطلقة يوم الجمعة 14/9/2023انطلقة من مدينة مصراتة بمبادرة من الاخ معتز ميرغني رئيس الجالية السودانية بمدينة مصراتة وبمشاركة الكوادر السودانية التى تعمل في مدينة مصراتة ولا علاقة لطرابلس بالقافلة
    خالص الود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار