السودان

خيم عليها شبح الحرب .. كيف احتفل السودانيون ببداية العام الجديد؟

تقرير: راينو

أحجمت أعداد كبيرة من الأسر بالمدن والقري السودانية لأول مرة، عن المشاركة في الاحتفال بالسنة الجديدة (2024)، الأحد الماضي وصباح الاثنين في الحدائق والساحات العامة، وخلت المدن والقري من مظاهر الاحتفال السنوي، بينما اكتفت أسر بالاحتفال داخل منازلها، إثر قرارات حظر التجوال، وانعكاسات الحرب بين الجيش، وقوات الدعم السريع.

 أمدرمان التاريخية:

وفي حديث لـ(راينو) أكد (عادل موسي) – أحد سكان مدينة الثورة في أمدرمان بولاية الخرطوم – عدم احتفال المواطنين برأس السنة الجديدة، في ظل هذه (الغُمة) – بحسب تعبيره – أي الحرب التي أدت لتشتيت المجتمع بين لاجئين ونازحين، وتفرق شمل الأفراد حتى داخل الأسرة الواحدة نزوحاً بين المدن والأرياف، بعضهم متواجدين مع اقربائهم في الولايات، وبينهم من يسكنون في المدارس، وكلها عوامل لا تشجع على الاحتفال.

الولاية الشمالية:

وتقول (نجلاء اليأس) التي تقيم بمحلية الغدار بالولاية الشمالية مدينة “دنقلا”، إنهم وخلال عشرات السنوات، درجوا علي الاحتفال برأس السنة كاسرة، وفق الطقوس السودانية المعتادة، وأضافت:(كنا نستقبل العام الجديد بكل فرح وتباشير وسعادة، لكننا قررنا مقاطعة الاحتفال هذا العام بعد أن اختبرنا موجات من المآسي. نتذكر كل الجرائم والأحداث المؤسفة التي مرت علينا خلال تواجدنا بالخرطوم).

 وتابعت نجلاء:(نحن الآن إذ نختتم هذه السنة، ومع دخول العام الجديد، لم يعد لدينا رغبة أو مشاعر في إقامة أي نوع من أنواع الاحتفال كما درجنا في كل عام، حيث كنا نحتفل في فترة الظهيرة بإعداد الطيبات وأشهى المأكولات، وإعداد القهوة، وفي المساء بإطفاء الشموع وإطلاق الألعاب النارية).

وأشارت نجلاء في حديثها لـ(راينو ) لإلحاح أطفال الأسرة على عمل حلوي “التورتة” هذا العام، واستدركت قائلة:(إلا أن ما نعاني منه ويعاني كل السودانيين في مختلف الولايات جراء الحرب اللعينة لا يسمح بالاحتفال، لأننا فقدنا بسبب الحرب أرواح عزيزة كانت تحتفل معنا برأس السنة، وشردت الكثير من الأسر والعائلات من منازلهم، وهم الآن في المدارس وآخرين في العراء حيث لا مأوى ولاسكن، وكل الشعب السوداني أصبح يعاني الأمرين في كل  مناطق النزاعات والمناطق الآمنة، حيث الكل أصبح يترقب ويتوجس من انتقال الحرب لمنطقته، لذا تأتي احتفالات “رأس السنه” هذا العام في ظل هذه الظروف، وتحمل في طياتها كل الأحزان التي منعت الكثيرين من الاحتفال حتى علي مستوي الموجودين في الولايات الآمنة، لسان حالهم يقول:”هو في نفس للاحتفال”؟).

 ولاية الجزيرة:

من جانبه قال الطالب “مصطفي بابكر” من سكان محلية “الكاملين” بولاية الجزيرة، أن معظم الشباب بالمنطقة والمحليات الأخرى، أصبح همهم الأساسي كيفية الدفاع عن أهلهم وأسرهم في ظل التعديات اليومية، من قبل مسلحين متفلتين ممن يركبون الدراجات النارية، مما جعل الاحتفال برأس السنة “مسألة ثانوية”.

وقال “مصطفي” أنه لم بفكر ولو للحظه واحدة في الاحتفال، لكنه لم يستبعد قيام قلة من الشباب بالاحتفال بشكل بسيط، على عكس ما كان يجري خلال السنوات الماضية.

البحر الأحمر:

الصحفي “عثمان هاشم” المقيم بمدينة “بورتسودان” عاصمة ولاية البحر الأحمر أشار في حديثه لـ(راينو) إلى اعتياد مواطني المدينة في الماضي على الاحتفال برأس السنة علي ساحل البحر الأحمر، وإطلاق الألعاب النارية عند بدء يوم العام الجديد، وقيام آخرين بالاحتفال رحلات خارج المدينة بورتسودان في المناطق السياحية، منها (اربعات والسلام وسواكن) وغيرها.

ولفت “عثمان هاشم” النظر إلى اتجاه غالبية المواطنين للاحتفال داخل منازلهم، والاكتفاء بإطلاق الألعاب النارية من داخلها. وعزا الاحتفال بالمنازل لقرار حظر التجوال القاضي بمنع التجمعات، بجانب إغلاق الكثير من “الكورنيشات”، التي كانت تشكل “مصيفاً” لقضاء راس السنة الجديدة. ووصف الاحتفال بهذا العام بـ(الحزين) بسبب تداعيات الحرب، لافتاً لتزايد الكثافة السكانية بالمدينة، مع تزايد قدوم النازحين لبورتسودان.

 النيل الأبيض:

وفي مدينة “كوستي” بولاية النيل الأبيض، أطلق المواطنون خلال العام الجديد الألعاب من داخل منازلهم، مع مواصلة التهاني عبر الاتصال بالهاتف، أو عبر رسائل “الواتساب”.

وقال “عزالدين دهب” المقيم بكوستي، إن شوارع المدينة الرئيسية خلت من أي حركة للمواطنين، بسبب حظر التجوال الذي يبدأ الساعة الثامنة مساء حتى الصباح.

 نهر النيل:

وفي ولاية نهر النيل قامت بعض الأسر في مدينة عطبرة بإطلاق الألعاب النارية بكثافة فرحة بالعام الجديد، بينما يقول “هشام محمد” – أحد سكان المدينة – أن معظم الأسر لم تحتفل في الحدائق والساحات العامة بسبب حظر التجوال، بينما قاطع النازحين القادمين من “الخرطوم” و”الجزيرة” الاحتفالات لهذا العام، بشكل كلي.

 إقليم دارفور:

وبسبب رداءة شبكة الاتصالات، فشلت (راينو) في التواصل مع بعض سكان ولايات دارفور، ولم تتمكن من الحصول على معلومات عن الاحتفال برأس السنة الجديدة بالإقليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار