السودان

غياب المنظمات الإنسانية يضاعف معاناة النازحين في السودان

تقرير: راينو

قال نازحون بوسط السودان وإقليم دارفور، إن غياب نشاط المنظمات الإنسانية الدولية والوطنية والحكومية، خلال الحرب بين الجيش والدعم السريع، في دعم النازحين والمواطنين بمناطق النزاعات بالمساعدات الإغاثية والإيوائية والطبية، خلف أوضاعاً مأساوية معقدة، لاسيما وسط كبار السن والأطفال والنساء.

وكشفت مفوضية العون الإنساني عن توقف نحو ثلاثة آلاف منظمة إنسانية، عاملة بشكل فعلي، عن نشاطها الإنساني في السودان. وأوضحت المفوضية خلال (الملتقى التنويري حول عمليات الاستجابة الإنسانية في ظل الظروف الراهنة)، الذي أنهى أعماله بمدينة بورتسودان شرقي السودان، أن نحو ثلاثة آلاف منظمة إنسانية توقفت عن نشاطها الإنساني، منها نحو (2900) منظمة وطنية محلية، ونحو (110) منظمة أجنبية، وأكثر من (10) وكالات أممية ومنظمات إقليمية عاملة في الشأن الإنساني، وذلك منذ شهر مايو الماضي.

انسحاب المنظمات من دارفور:

يقول المحامي (جمال ضحاوي)، النازح من مدينة (نيالا) إلى مدينة (الفاشر) بسبب الحرب، إن الأنشطة التي ظلت تقوم بها المنظمات الأجنبية والوطنية منذ نحو أكثر من عشرين عاماً، خاصة في إقليم دارفور، هي أدوار متعاظمة وجبارة، وفرت ضروريات الحياة لأكثر من مليونين ونصف نازح، في خمس ولايات بدارفور.

وتابع:(لكن ازدادت الأمور تعقيداً بشكل كبير بعد اندلاع النزاع الحالي بين الجيش والدعم السريع، خاصة بعد انسحاب المنظمات الإنسانية من دارفور نتيجة لانعدام الأمن، بعد عمليات نهب همجية طالت مقارها ووسائل تنقلها. وقد كانت هذه المنظمات تقدم خدمات للنازحين والمواطنين على حد سواء، شملت المياه والأدوية والغذاء والإيواء والتعليم وغيرها. والآن توقفت كافة الدعومات، خاصة في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. إذ أنها تعاني من انعدام وتوقف كلي للخدمات الطبية، فهنالك أكثر من خمس مستشفيات حكومية بالولاية، بالإضافة إلى أكثر من (21) مركز صحي، فضلاً عن (10) مستشفيات خاصة، إلى جانب عشرات العيادات الخاصة. وقد توقفت جميعها تماماً، بعد عمليات نهب طالتها، وتم نهب جميع مخازن الإمدادات الطبية، وهرب معظم الأطباء إلى خارج الولاية).

الأطفال وكبار السن:

وأكد ضحاوي لـ(راينو)، أن أكثر من ستة معسكرات نزوح في ولاية جنوب دارفور، لم تصلها أي من المعونات الغذائية أو العلاجية منذ ما يقارب السنة، مما يزيد الأوضاع أكثر تعقيداً، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن. ومع دخول فصل الشتاء، توقع (ضحاوي) زيادة معاناة النازحين، نسبة للنقص الحاد في الأغطية ومواد الإيواء.

وشدد على ضرورة وأهمية دخول ووصول المعونات الإغاثة، لمتضرري الحرب في دارفور. وأضاف:(على حكومة المركز والإقليم أن تتحملان مسؤوليتهما كاملة تجاه مواطن دارفور للتخفيف من حدة الكوارث الإنسانية التي يعيشها المواطن)، مطالباً بمعاقبة كل من يعرقل عمليات وصول الإغاثة لمستحقيها.

منظمات صورية:

بالمقابل تقول النازحة الدكتورة (تماضر الطيب)، المقيمة بولاية (سنار):(إذا كانت تلك المنظمات التي أعلنتها مفوضية العون الإنساني جميعها تمارس نشاطها بصورة مباشرة في خدمات الغذاء والصحة والتعليم وخدمات المياه والتعليم – سواء كانت في ولاية الخرطوم أو المعسكرات ومناطق النزاع بولايات دارفور والمناطق الحدودية – فإن أثر توقفها سيكون كبيراً للغاية، على النازحين والمواطنين في مناطق النزاع). بيد أن (تماضر) شككت في حديث لـ(راينو) أن تكون هناك منظمات بتلك الأعداد التي تبلغ ثلاثة آلاف منظمة، إلا أن تكون بينها منظمات لها ممارسات غير معلومة، أو منظمات صورية.

غياب الحكومة:

وأبدت النازحة الدكتورة (تماضر الطيب) دهشتها لتوقف عمل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وسحب موظفيها عن السودان، حيث لا أثر لها حتى في الولايات الآمنة. وتساءلت أيضًا:(لماذا انسحبت المنظمات، والبلد في حالة حرب، ونحن نعرف أدوارها ونشاطاتها الإنسانية وفقًا لقانونها الدولي؟ مما يستوجب مراجعة نشاطها بالكامل حالة انتهاء الحرب). وتابعت:(أنا كنازحة وسكنت في ولايتي سنار والجزيرة، لم أحظَ بتقديم أي معونات أو مساعدات غذائية وصحية وطبية من قبل المنظمات الدولية أو الحكومة الاتحادية تقدم للنازحين من الحرب).

إغاثة أمريكية:

قالت النازحة (سبنا شعبان) المقيمة بمحلية (الحصاحيصا) بولاية الجزيرة التي قدمت إليها من الخرطوم، إن توقف نشاط المنظمات له أثر سلبي معيشي ونفسي كبير، خاصة على النازحين الذين تعطلت أعمالهم ومشاريعهم ووظائفهم، وهم الآن يعيشون أوضاعًا قاسية بسبب الحرب، وذكرت لـ(راينو) أنه قبل الحرب، كانت العديد من المنظمات الدولية عاملة بشكل كبير في أهم احتياجات السكان، ودعمت أسراً بتقديم المساعدات الطبية والغذاء، لكنها بعد الحرب قلت بشكل كبير.

ونبهت إلى أنه بعد الحرب، لم تقم المنظمات الدولية بدعم النازحين، عدا دعم أمريكي بمواد غذائية وإغاثية، مشيرةً إلى وجود أحاديث عن دخول بعض مواد الإغاثة للسوق، بينها (أرز، عدس، وزيت)، ووصفت دور الحكومة تجاه مساعدة النازحين بالمعدوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار