السودان

الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير جعفر حسن: الحركة الإسلامية تنظيم إرهابي بسجل إجرامي معلوم

أكد الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير، ورئيس الهيئة الإعلامية للتجمع الاتحادي، (جعفر حسن عثمان)، أن البذرة الاولى لحرب (15) أبريل العبثية، كانت في انقلاب (25) أكتوبر، الذي قام به الجنرال البرهان والجنرال (حميدتي) والبطانة السياسية التي دعمته من واجهات الحركة الإسلامية، والتي قطع بمشاركتها في الحرب الآن. لافتاً إلى أن رصاصة الحرب الأولى، أطلقت لحظة الانقلاب على حكومة الثورة، وتقويض النظام الانتقالي القائم آنذاك، والذي جاء نتاج لنضالات ضخمة للشعب السوداني، وتضحيات عظيمة لأجل بناء سودان الحرية والعدالة والسلام.

 وكشف (حسن) عن رفضهم القاطع لمكافأة تنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي على إشعاله الحرب، بشموله في أي عملية سياسية تعقب وقف اطلاق النار، مشدداً على أن مؤتمر توحيد الجبهة المدنية المنتظر عقده قريباً في أديس أبابا، مفتوحة أبوابه أمام كل القوى الرافضة للحرب، مستثنياً المؤتمر الوطني المحلول ولافتاته التي “تدعم حريق البلاد وتدمير بنيتها التحتية”، وقال:” الفلول قطعوا الطريق على حل أزمات البلاد المتطاولة في بناء الجيش القومي المهني الموحد، ونأيه عن الحكم و السياسة و الاقتصاد، بإشعال الحرب، لفض العملية السياسية و الانقضاض على قوى الثورة والارتداد للنظام القديم المباد” .

حوار – راينو

(*) عقدتم في القاهرة اجتماعاً للحرية والتغيير، ما أبرز ملامح خارطة الطريق التي توافقتم عليها؟

الاجتماع اتسم بشفافية عالية، وأشرنا من خلاله للمؤشرات الجلية بتغذية الصراع وزيادته في دارفور من خلال خطوات مرصودة لتحويل الحرب إلي مواجهة أهلية شاملة بين المكونات السكانية للإقليم، وبناءً على تلك الوقائع وجهنا في (قوى الحرية والتغيير) نداء لكل المكونات الاجتماعية بإقليم دارفور لعدم الانسياق لهذا المخطط الذي لن يورث الإقليم إلا مزيد من الخراب والدمار ، كما شددنا على ضرورة أن تتضمن أي إجراءات مستقبلية بعد إنهاء الحرب التحقيق الشفاف العادل في كل التجاوزات والانتهاكات التي حدثت في الإقليم من قبل الأطراف المتحاربة، والكشف عن الجرائم والانتهاكات ومرتكبيها وإحالتهم للعدالة الجنائية، وجبر أضرار وتعويض المتضررين، مع تسليم كل المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بشكل فوري. إضافة إلى وضعنا تصور لوقف الحرب، أعلنا تواصلنا مع طرفي النزاع لمناقشة هذه الخارطة التي نعتقد بأنها ستخرج البلاد من مأزقها الكارثي الحالي، كما دعونا إلى أهمية زيادة التشبيك بين الفاعلين في المجال الإغاثي والإنساني، بما يضمن توصيل المساعدات الإنسانية، وتوزيعها الي مستحقيها بالتنسيق مع منبر جدة، لاتخاذ كافة التدابير لتنفيذ الالتزامات المتفق عليها في مدينة جدة السعودية.

(*) صنفتم الحركة الإسلامية تنظيم إرهابي، هل هذا اتهام لها بإشعال الحرب؟

إن صلة النظام البائد وحزبه (المؤتمر الوطني المحلول)، وتنظيم الحركة الإسلامية، وواجهاتهم في التحريض على الحرب وإشعالها وتغذية استمرارها، لم يعد أمراً خافياً، فهؤلاء و عبر استخدام نفوذهم على بعض أجهزة الدولة، كان لهم الدور الأبرز في صنع مطبات أمام تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، كما أنهم كانوا ليس فقط وراء اشتعال الحرب، بل قبلها أيضاً كانوا وراء الانقلاب على حكومة الثورة، وهنا وجب الإشارة الى إن مساعي بعض الأطراف لاستيعاب النظام البائد وحزبه المحلول في أي عملية سياسية مستقبلية، هو محاولة لفرض استمرار التشوه في الدولة، ومكافأة للنظام المباد على جرائمه التي ارتكبها بإعاقة الانتقال الديمقراطي، وتدبير انقلاب (25) أكتوبر (2021)، وقطع الطريق على العملية السياسية بإشعال الحرب في (15) أبريل (2023)، ولذلك يجب إخضاع هذه المجموعة الإجرامية لرغبات الشعب العظيم، والتصدي الحازم لهم، وتصنيفهم كمجموعة إرهابية ذات سجل إرهابي معلوم، مثل تهديداً للسلام والأمن الإقليمي والدولي، وليس فقط للسلم والأمن في البلاد.

(*) في أديس أبابا أيضاً شاركتم في اجتماع لتوحيد الجبهة المدنية، ما مدى نجاح هذه الخطوة في ظل غياب عديد القوى عن الاجتماع؟

الاجتماع الذي عقد في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا، حقق نجاحاً منقطع النظير، من حيث تمثيل معظم القوى المدنية في ذلك الاجتماع، وهو يشكل خطوة الى الأمام في سبيل توحيد كافة القوى المدنية الرافضة للحرب، والمنادية بتحقيق السلام، واستعادة المسار المدني الكامل، ومن ثم تحقيق التحول الديمقراطي، المنشود من كل الشعب السوداني. ما عدا قلة كانت مستفيدة من فوضى النظام البائد وفساده، وتسعى بكل جهدها لعرقلة أي تحول نحو صناديق الاقتراع، التي يعلمون بأنها ستلفظهم مثلما لفظهم الشعب في ثورته المجيدة، التي قدم خلالها تضحيات ضخمة، لاجتثاث نظام الاخوان المسلمين الارهابي.

(*) نعم .. لكن هناك غياب لقوى مؤثرة في اجتماع توحيد القوى المدنية في اديس أبابا؟

بالتأكيد مشاركة جميع القوى السياسية الرافضة للحرب والمنادية بالتحول الديمقراطي ضرورة قصوى، وهو ما نعمل لأجل تحقيقه بكافة السبل، ولا تزال اتصالاتنا مستمرة مع الجميع لتحقيق هذه الخطوة الضرورية، وأيادينا ممتدة للجميع “دون فرز”، الا فلول النظام البائد، ولافتاته التي تغذي الحرب وتزيد من حريق السودان، فهؤلاء عزلهم الشعب السوداني العظيم، ولا مكان لهم في رسم مشهد التحول المدني.

هم لم يؤمنوا يوماً بالحكم المدني الديمقراطي، ولا بالتسليم السلمي للسلطة، ولا يعترفون الا برؤيتهم المتطرفة في الحكم عبر القبضة الامنية الحديدية، حتى ولو أدى ذلك لإبادة الشعب السوداني، فمن لا يؤمن بالديمقراطية لا يمكن ان يكون جزءً من استعادتها، هذا من البديهيات. أما القوى المدنية المؤمنة بالتحول الديمقراطي، فهي مرحب بها في مؤتمر وحدة الجبهة المدنية، وما تم في اديس ابابا في (21) اكتوبر هو اجتماع تحضيري، ستعقبه الخطوة الكبرى بمؤتمر جامع للقوى المدنية الديمقراطية الرافضة للحرب بكل قواها، سواءً احزاب سياسية، أو لجان مقاومة، أو قوى نقابية ومهنية، ومنظمات المجتمع المدني.

(*) هل لديكم خطوات حالية لوقف الحرب؟

حالياً، وعقب اجتماع (21) أكتوبر، واجتماع القاهرة، والعدد الكبير الذي حضر في مؤتمر وحدة الجبهة المدنية الرافضة للحرب والداعمة لاستعادة التحول المدني الديمقراطي، عملنا في (قوى الحرية والتغيير)، على تطوير الرؤية السياسية التي توافقنا عليها في اجتماع القاهرة، وتم التوافق على خارطة طريق، استوعبت المقترحات الهامة والضرورية، التي تمخضت عن مؤتمر أديس أبابا، فتطوير الرؤية السياسية يمثل دعامة اساسية في الوصول إلى آليات ما بعد وقف إطلاق النار الدائم، وايقاف الحرب، و اعادة الحكم المدني، وكيفية تحقيق إعادة الإعمار وجبر الضرر. وهو أمر غاية في الأهمية لكل السودانيين، الذين شردتهم الحرب، ما بين نازحين ولاجئين، وفقدوا منازلهم وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية، التي تدمرت بشكل شبه كلي.

(*) بالعودة الى الحرب، تم اتهامكم بإشعال الحرب، والتخطيط لانقلاب مع الدعم السريع؟

هذه ترهات، وأكاذيب بثها فلول النظام البائد، الذين أعدوا عدتهم للحرب منذ وقت ليس بالقصير، وهم من حدد ساعة صفرها، وجهزوا غرفهم الإعلامية التي أنشئت خارج البلاد للتحشيد للحرب، وكيل الاتهامات الجزافية ضد الحرية والتغيير، لكن وعي الشعب السوداني كان لهم بالمرصاد، فصاحب المصلحة في إشعال الحرب هم الفلول، هل يعقل وببساطة أن تشعل قوى الحرية والتغيير الحرب وهي على بعد أيام من استلام كامل السلطة بتوقيع الاتفاق السياسي النهائي؟ مؤكد أن أي صاحب عقل يعلم تماماً أن فرضية إشعال الحرية والتغيير للحرب أو الانقلاب هي ليست كاذبة فحسب، بل هي مُثيرة للسخرية، وكأنها تفترض الغباء في شعب كامل، وعيه كان العامل الحاسم في إسقاط واحد من أعتى و أكثر الانظمة وحشية في تاريخ بلادنا، والآن يرى الشعب بوضوح من يدعو للسلم واسترداد المسار الديمقراطي وتعويض المتضررين ومحاسبة من أشعل الحرب، ويعلم أيضاً من يحشد الشباب للدفع بهم في  الحرب، ويغذي نيرانها ويعرقل أي جهود لإنهائها، فالفلول يريدون العودة للحكم ولو على جثث الشعب وأنقاض الوطن، لكن هذا في خانة المستحيل، لأن هذا الشعب لن يقبل الا بالمدنية، و محاسبة الارهابيين الذين اشعلوا الحرب، ومعلوم أننا أكثر من أصر على تنظيف المؤسسات الأمنية من الفلول، و انشاء الجيش القومي المهني الموحد، بدمج الدعم السريع وكافة حاملي السلاح من حركات الكفاح المسلح في الجيش، وهو ما نجحنا فيه على الورق في الاتفاق الإطاري، وكنا على بعد خطوة من تحقيقه عملياً، إلا أن الفلول قطعوا الطريق على حل أزمات البلاد المتطاولة في بناء الجيش القومي المهني الموحد، ونأيه عن الحكم و السياسة و الاقتصاد، بإشعال الحرب، لفض العملية السياسية والانقضاض على قوى الثورة والارتداد للنظام القديم المباد.

(*) تم التوافق في جدة على اجراءات بناة الثقة، ما رؤيتكم حولها؟

رحبنا في قوى الحرية والتغيير بما تم التوصل إليه بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من التزامات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة، ضمن محادثات منبر جدة، الذي تيسره المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإفريقي والإيقاد، وهذه الالتزامات تمثل في هذه المرحلة خطوة للأمام، يمكن البناء عليها حتى الوصول إلى اتفاق لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، وهو ما يأمل الشعب السوداني الوصول إليه بفارغ الصبر. لذلك، فإننا الآن نحث القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، على الالتزام التام بما تم الاتفاق عليه، كما ندعوهم وندعو الميسرين، لمواصلة التفاوض، وإكمال سير المحادثات حتى الوصول لهذه الغاية المنتظرة، والتي يترقبها كل السودانيين.

(*) هل تعتقد بأن منبر جدة سيصل لاتفاق بوقف الحرب؟

نأمل ذلك، فالوضع الانساني كارثي، ودائماً كنا نتحدث عن رفض الحرب من حيث المبدأ، ونصنف الناس لفريقين: فريق يدعم الحرب، وفريق يرفض الحرب ويدعم السلام. ونحن في الحرية والتغيير رفضنا الحرب منذ اندلاعها وأعلننا ذلك في بياناتنا وتصريحاتنا المناشدة لإيقافها، وما زلنا نرى أن إيقافها اليوم أفضل من إيقافها غداً، لذا شرعنا في تكوين (الجبهة المدنية) الرافضة للحرب، ووضعنا رؤية سياسية لإنهاء الحروب وإعادة تأسيس السودان ما بعد الحرب، وتوافقنا عليها في قوى الحرية والتغيير، ثم في القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، ثم مع القوى المدنية خارج الإطاري من القوى التي ترفض الحرب، وتدعم التحول المدني الديمقراطي. ونعتقد جازمين بأن البذرة الأولى لهذه الحرب العبثية، كانت في انقلاب (25) أكتوبر، الذي قام به الجنرال البرهان والجنرال حميدتي، والبطانة السياسية التي دعمته من واجهات الحركة الإسلامية، والتي تشارك في الحرب الآن، رصاصة الحرب الأولى كانت لحظة الانقلاب على حكومة الثورة وتقويض النظام الانتقالي القائم آنذاك، والذي جاء نتاج لنضالات ضخمة للشعب السوداني، وتضحيات عظيمة لأجل بناء سودان الحرية والعدالة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار