السودان

الدعم السريع يجدد اتهاماته لمصر بدعم الجيش .. صراع السودان يدخل مرحلة التدويل

الخرطوم: راينو

 بعد وقت قصير من خطاب قائدها،الذي اتهم فيه مصر بضرب قواته في منطقة “جبل موية”، جددت قوات الدعم السريع اتهامها لمصر عبر بيان للناطق باسمها، مؤكداً أن السلطات المصرية كانت شريكاً أساسياً، في إشعال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، بين الدعم السريع والجيش، الذي وصفه البيان بأنه “مختطف من قبل الحركة الإسلامية”، وكذلك وده البيان اتهاماً صريحاً لمصر، بعرقلة الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرارفي السودان.

وقال بيان قوات الدعم السريع إن طائرات مصرية، كانت في قاعدة مروي العسكرية شمالي السودان، ضمن”الخطة العسكرية لإشعال الحرب”، في الخامس عشر من إبريل من العام الماضي، متهماً مصر بتقديم دعم عسكري للجيش السوداني،  وتسهيل دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات، والطائرات المُسيَّرة عبر الحدود المصرية، وفقاً لما قالته قوات الدعم السريع.

القاهرة تنفي:

ونفت وزارة الخارجية المصرية، اتهامات قائد قوات الدعم السريع بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان، وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن “المزاعم تأتي فى خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين، وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق”. ودعت مصر “المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد الدعم السريع”.  وكانت مصر انضمت إلى جهود الولايات المتحدة والسعودية للتوسط لوقف الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، واستضافت القاهرة محادثات بين مجموعات وكتل سياسية متنازعة حول موقفها من الحرب في وقت سابق من العام الجاري.

جنود مصريين في مروي:

في بداية الحرب لم يقل الجيش أن الاتفاق الإطاري هو سبب إشعال الحرب، بحسب رواية الحركة الإسلامية وأنصار النظام المباد بل كانت رواية الجيش أن ذهاب قوات من الدعم السريع لقاعدة مروي العسكرية هو السبب، وأن الجيش أمهلها مدة 24 ساعة للعودة، إلا أن قوات الدعم السريع قامت بأسر ضباط مصريين في مروي جاءوا بإتفاق مع الجيش، بينما أكد الدعم السريع في عدد من المرات أن الطيراالمصري القابع في مطار مرةي كان ينتظر ساعة الصفر من البرهان، ليقصف قوات الدعم السريع، وإن البرهان وافق على ذهاب الدعم السريع لمروي ضمن تفاهمات لنزع فتيل الأزمة قبل اندلاع الحرب.

وبحسب محللون سياسيون، فإن مصر لن تنسى “الإذلال” الذي تعرض له جنودها، والدعم السريع يعلم أن مصر تخشى من سيطرته، لأنها تعتبر السودان عمقاً استراتيجياً لها”.

وكان قائد قوات الدعم السريع قد صرح لإحدى القنوات الفضائية في بداية الحرب قد اتهم “طيران” دولة دون أن يسميها،  بقتل الآلاف من جنوده غير المسلحين، ممن كانوا في طريقهم للمملكة العربية السعودية”. إلا أن اتهامات الدعم السريع الأخيرة، جاءت متزامنة مع وصول دعم للجيش من الجارة مصر.

حماية مصالح:

لم تكتفِ قوات الدعم السريع بالاتهامات للطيران المصري، بل هددت بوقف الصادر السوداني إلى مصر، ويرى القيادي والمتحدث باسم حزب البعث عادل خلف الله في حديثه لـ”راينو” إن قرار الدعم السريع بحظر الصادرات السودانية إلى مصر يجيء كرد فعل على التزام مصر بتطبيق قرار وزارة الخزانة الأمريكية وأضاف: “وأكد الناطق الرسمي باسم حزب البعث أن حجم وتأثير السلع التي حددها القرار على الاقتصاد المصري وعلى المستهلكين في مصر كما في السودان، يتفاوت سواء السلع والخامات التي تدخل ضمن سلاسل القيمة المضافة في الصناعات الدوائية أو التحويلية والغذائية أو الاستهلاكية في مصر كالصمغ العربي، السمسم، الفول السوداني الأنباز والكركدي واللحوم، إضافة إلى الذهب والمعادن الأخرى”. وتابع: “من المعلوم أن واحد من مسببات أزمة الاقتصاد السوداني، تهريب الصادرات  التي تكون في غالبها الأعم مواد أولية خام ولقد تشكلت بمرور الزمن، قُوَى سوق ومنظومة مصالح داخل البلدين مصر والسودان، ترتبط مصالحها المتعاظمة بالتهريب، أو غض الطرف عنه، و بالتالي فإن هذه القُوَى ستعمل للتقليل من آثار القرار. وحسب مصالحها وخبراتها وشبكة علاقاتها، ستنعش نشاطها عبر منافذ جديدة وولايات أخرى، دون أن تستغنى كلياً عن مسار “الدبة” في الولاية الشِّمالية، والمسارات الأخرى.

طرف ثالث:

وتوقع خلف الله أن تلجأ السلطات المصرية لأسواق بديلة أو عبر طرف ثالث، حتى لا تتأثر صناعاتها المرتبطة بسلع وخامات الصادرات السودانية بما في ذلك الصمغ العربي واللحوم دون إسقاط الأعباء الإضافية في تكلفة الإنتاج التي سيتكبدها الاقتصاد والمواطن المصري والسودانيين المتواجدين في مصر، وقال: “إضافة إلى الجوار السوداني الذي تدخل إلى بلدانه المنتجات السودانية أو تصلها عبر التهريب، فمن المرجح أن تكون الصين والصومال وجيبوتي والخليج العربي أسواقاً بديلة للمنتجات المشمولة بالحظر، باستثناء الثروة الحيوانية الحية”.

وفي هذا السياق يرى محللون أن توجه الدعم السريع نحو التصعيد ضد مصر، يأتي في سياق دخول الحرب السودانية مرحلة التدويل. ومن زاوية اخرى فإن الاتهامات المباشرة التي وجهها الدعم السريع إلى القاهرة – بحسب مراقبين – تاتي في سياق محاولة الدعم السريع، وضع النقاط على حروف نهاية حكم الاسلاميين وجيشهم للسودان.

 ويذهب المحلل السياسي عمر سفيان سالم في حديثه لـ”راينو” إلى أن هذا الاتهام هو تمهيد لكشف الكثير من المستور في اللعبة التي بدأت منذ فض الاعتصام لوأد الثورة السودانية، وأضاف:(الدعم السريع ومنذ وقت مبكر يعي تمام الدعم الذي تقدمه مصر وايران، وربما روسيا واوكرانيا للجيش، ويؤمن بشكل أو باخر بقدرته على الانتصار، وسحق ما يسمى بالجيش الفلولي لولا تدخل تلك الدول وإمدادها للجيش، لذا بدأ في كشف مصادر بقاء الجيش حتى اللحظة في مواجهته).

وتابع:(الايام القليلة القادمة ستكشف تغيرا في المشهد بـ 180درجة لصالح الدعم السريع بعد امتصاصه لانفتاح الجيش وانتقاله من الدفاع للهجوم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار