السودان

هروب أبو عاقلة كيكل .. هل يرجح كفة الجيش العسكرية؟

أثارت وسائل الإعلام المؤيدة لنظام بورتسودان ضجة كبيرة حول هروب أبو عاقلة كيكل، القائد السابق في قوات الدعم السريع، وإعلانه الانضمام إلى الجيش. هذه الحملة الإعلامية صوّرت الحدث وكأنه انتصار كبير للجيش في ميادين المعارك، وزعمت أن هذا الهروب يمثل ضربة قوية لقوات الدعم السريع، وأنه سيؤدي إلى تغيير ميزان القوة لصالح الجيش، خاصة في ولاية الجزيرة.

وأعلنت قوات الجيش رسمياً الأحد، انضمام أبو عاقلة كيكل للقتال في صفوفها بعد انشقاقه عن قوات الدعم السريع. ورحب الجيش بكيكل، ووصف انشقاقه عن قوات الدعم السريع وانضمامه لصفوفه بالخطوة الشجاعة، وأكد في تعميم صحفي أن أبواب الجيش ستظل مفتوحة لكل من ينحاز إلى صف الوطن والقوات المسلحة، مجددًا العفو عن أي متمرد ينضم للجيش.

التقليل من أهمية الحدث:

رغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي رافقت انضمام كيكل، يرى العديد من المراقبين أن الحدث لم يكن له تأثير حقيقي على مجريات الحرب. ويؤكد هؤلاء أن وجود كيكل كجاسوس داخل قوات الدعم السريع كان أكثر فائدة للجيش من انضمامه الفعلي. فكيكل، الذي عاد بلا جنود أو عتاد سوى بضعة أفراد من حرسه الخاص (أفراد من أسرته وأبناء عمومته)، لا يُعتبر إضافة مؤثرة لقوات الجيش، ولا يحمل أي معلومات سرية خطيرة يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا في ساحة المعركة.

علاوة على ذلك، سارعت قوات الدعم السريع إلى إصدار تعليمات جديدة بشأن إعادة ترتيب وانتشار القوات في ولاية الجزيرة بعد انشقاقه، مما قلل من أي تأثير محتمل قد يكون لديه فيما يتعلق بتحركات القوات في تلك المنطقة.

التاريخ الشخصي لكيكل:

يتفق العديد من المحللين والمراقبين على أن أبو عاقلة كيكل هو شخصية هامشية غير مؤثرة، ومعروف بتاريخه الطويل في النهب وقطع الطرق. ويُعتبر كيكل صنيعة أمنية استخباراتية، استخدمته الاستخبارات في أغراض محدودة، ولم يكن له أي دور قيادي بارز داخل قوات الدعم السريع.

تصريحات من داخل قوات الدعم السريع:

محمد المختار النور، مستشار قائد قوات الدعم السريع، قلل من أهمية انضمام كيكل إلى صفوف الجيش، مشيرًا إلى أن كيكل ليس أول من ينشق عن قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب. وأوضح النور أن مئات الضباط قد انضموا إلى الجيش من قبل دون أن يؤثروا على تماسك قوات الدعم السريع، التي لا تزال تحقق الانتصارات الميدانية. كما أكد أن انضمام كيكل لن يضر قوات الدعم السريع ولن يضيف شيئًا يُذكر للجيش.

في السياق ذاته، أشار عمران عبد الله، عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع، إلى أن مهمة كيكل كانت تتعلق بتسليم مدينة ود مدني للجيش، لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف. واعتبر عمران أن هذا الفشل يعكس ضعف كيكل من الناحيتين العسكرية والسياسية، وربط بين انشقاقه والانتهاكات الأخيرة التي شهدتها ولاية الجزيرة.

وقال مراقب سياسي إن الانشقاقات داخل حركات المقاومة ظاهرة طبيعية تمتد عبر التاريخ، وهي غالبًا ما تنتهي بتقوية هذه الحركات وليس إضعافها كما يتوقع البعض.

لا تأثير يذكر:

ويمكن القول إن انضمام “أبو عاقلة كيكل” إلى صفوف الجيش، لم ولن يكون له تأثير يُذكر على مجريات الحرب أو توازن القوى. ورغم الضجة الإعلامية التي أثيرت حوله، فإن كيكل لا يمثل إضافة حقيقية للجيش، بل يعكس انشقاقه مزيداً من التخبط والضعف في صفوف المليشيات المتحالفة سراً أو جهراً مع فلول النظام السابق. وتظل قوات الدعم السريع متماسكة وقادرة على الاستمرار في مواجهة التحديات، مع ضرورة إعادة النظر والتدقيق في الشخصيات التي تصنعها أبواق الحرب الإعلامية.

مركز إدراك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار