السودان

بعد تصريحات المبعوث الأمريكي .. هل بات التدخل العسكري في السودان ممكناً؟

تقرير: راينو

إجماع كبير من دول العالم، برز خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، حول ضرورة وقف الحرب في السودان، والعودة إلى مسار الحكم المدني الديمقراطي، غير أن الضغط على الطرفين المتحاربين في الوقت الراهن يعد غير كافٍ لتحقيق ذلك، بحسب ما صرح المبعوث الأمريكي الخاص للسودان “توم بيريلو”، وأصبحت خيارات التدخل ممكنة أكثر من أي وقت مضى.

خيارات أمريكية:

تجاوزت الحرب في السودان كل الخيارات الممكنة لوقفها، ما جعل الإدارة الأمريكية تدرس خيارات أخرى من بينها إرسال قوات لحفظ المدنيين بالسودان، وقال بيريلو في تصريحات صحفية خلال الأسبوع: “فتحنا قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئته لإعداد وتجهيز قوات للتدخل، بهدف حماية المدنيين في السودان” لكنه أحجم عن الكشف عن الوقت المحدد لذلك، وتابع بيرييلو مبرزاً أن الأشهر المقبلة “ستكون مهمة جداً لإعادة فتح النقاش حول القضايا المهمة بالنسبة لكل السودانيين، الذين يسعون للسلام والانتقال السلمي المدني في البلاد”. مُشيراً إلى أن الجيش السوداني أصبح أكثر عدائية وتطرفاً تجاه العودة إلى نظام ديمقراطي مدني، وبدا واضحاً أنه يعمل على العودة بالبلاد إلى فترة أخرى من الحكم الديكتاتوري. كما أوضح بيرييلو أن الجيش “يسعى عبر الدعم الذي يحصل عليه من الجماعات الإسلامية، التي تقاتل إلى جانبه، إلى إنهاء الحرب بتحقيق النصر كاملاً، وهذا ليس ممكناً”، وفق ما قال بيريلو.

عواقب مرعبة:

ويأتي حديث المبعوث الأمريكي “توم بيريلو”، في وقت تتولى فيه مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال شهر أكتوبر الجاري. وأشار سفير جمهورية مصر العربية لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي السفير محمد جاد، إلى أن مجلس السلم والأمن تحت الرئاسة المصرية سيقوم بزيارة إلى “بورتسودان”، تعد الأولى منذ إندلاع الأزمة السودانية في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي، في إطار حرص مصر على تعزيز التضامن مع الشعب السوداني ودعم مؤسسات الدولة السودانية، وتهيئة المجلس والاتحاد الأفريقي للإطلاع على الأوضاع على الأرض، ولتحمل مسئولياته في دفع جهود التوصل لحل سلمي للأزمة.

إلا أن مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية دكتورة “أماني الطويل” قالت في صفحتها بفيسبوك: “إن حل الأزمة السودانية يحتاج صبر وفهم عميق، التسرع التهور سيكون له عواقب مرعبة على السودان وعلى الإقليم.  على المبعوث الأمريكي أن يفكر ليس مرتين بل أر بع مرات، قبل اتخاذ قرار دخول قوات الى السودان”.

خطوة محفوفة بالمخاطر:

وشهد المشهد السوداني تباينات كبيرة، بعد توصية بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بإنشاء قوة حفظ سلام مستقلة، لحماية المدنيين في السودان، بين من يرى أن إنشائها قد يسهم في خفض العنف ووقف الحرب، خاصة وأن التوصية جاءت مقرونة بقرار بتنفيذ توصية أخرى للجنة بحظر توريد السلاح والطيران، بالمقابل يتخوف الكثيرون من أن هذه الخطوة تساهم في تعقيد الأوضاع، وتضع البلاد أمام سيناريوهات مفتوحة.

التدخل الدولي لا يعني النجاح:

 من جانبه يقول المحلل السياسي فايز السليك لـ”راينو” إن خطوة التدخل الدولي لا تعني النجاح، بل ستكون خطوة محفوفة بالمخاطر، وللنجاح تحتاج الى جدية في عدد القوات وتسليحها ومهامها الممنوحة لها دولياً، بما في ذلك ضرب أي قوة تعتدي على المدنيين، استخدام حظر السلاح للطرفين، وغير ذلك من الصعب التكهن بنجاح الخطوة”. وأضاف السليك “اتفاق طرفي الحرب على وقف القتال هو الخطوة الصحيحة لوقف العنف ضد المدنيين وحمايتهم والإفراج عنهم كرهائن حرب والسماح بوصول الإغاثة إليهم”.

قوات حماية المدنيين:

وبحسب توصيف مجلس الأمن لهذه القوات، فهي عمليات حفظ سلام سياسية بطبيعتها، ويعتمد نجاحها على العمليات السياسية الفعالة والمُستدامة، أو وجود أُفق حقيقي لعملية السلام في البلد المعين. ولا يمكن أن تحل عمليات حفظ السلام محل الإرادة السياسية ورغبة جميع الأطراف في وضع حد للنزاع وحماية شعوبهم، كما أنها لا تحل محل مسؤوليات الدولة المُضيفة ذات السيادة. كما أن مجلس الأمن له دور حيوي في ضمان هذا الالتزام والتعاون، مع تزويد البعثات بتفويض واضح وواقعي. ويقع على قوات حفظ السلام  حماية المدنيين، ومنع نشوب الصراعات، والحد من العنف، وتعزيز الأمن وتمكين السلطات الوطنية للاضطلاع بهذه المسؤوليات. وهذا يتطلب استراتيجية متماسكة للأمن وبناء السلام تدعم بدورها الاستراتيجية السياسية. تساعد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام البلدان المضيفة لتصبح أكثر صموداً تجاه الصراعات، ووضع الأساس اللازم لحفظ السلام طويل الأجل، وأكثر احتواءً عن طريق معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار