السودان

انخفاض أسعار الفول السوداني يتسبب في خسائر للتجار والمزارعين 

تقرير: راينو

في مثل هذا التوقيت من كل عام يتنافس تجار المحاصيل في شراء الفول السوداني، في ظل ذاك التنافس ترتفع أسعاره على مدار الأسبوع ولكن في هذا العام ظلت أسعار ثابتة، حيث يباع جوال الفول عبوة مائة رطل بـ”7500″ فقط، ويتراوح سعر الطن ما بين “270” إلى “300 ” ألف جنيه، ومع تدني الأسعار المستمر، توقف الشراء تعرض مزارعي وصغار تجار الفول لخسائر كبيرة. واشترى صغار التجار الجوال ما بين “9500 – 10500 ” لتدنى أسعاره إلى “7500” مما جعلهم عرضة لخسائر كبيرة، بل تحول بعضهم الى فقراء.

شرق دارفور:

واشتكى عدد من مزراعي الفول بولاية شرق دارفور من تدني أسعاره مما عرضهم لخسائر كبيرة، وهنالك مزارعين اكتفوا ببيع الفول بالخسارة، بدلاً عن تحمل تكاليف الترحيل من المزارع في أطراف مدينة “الضعين”، إلى داخلها لتخزينه، وانتظار ارتفاع الأسعار، وقام آخرون بتخزين الفول في مزارعهم على بعد “80” كيلو متر من المدينة، مفضلين المخاطرة بتعرض المحصول لخطر السرقة والحرائق، على زيادة التكاليف بنقل الفول الى مخازن آمنة في المدينة.

وقال التاجر “محمد صالح كتر”، إن اسعار الفول في هذا الموسم متدنية، ولا توجد قوة شرائية في الأسواق للفول، وأضاف:(سمع التجار بارتفاع أسعار الفول في دولة الجنوب، ولكن بعد وصول عدد من العربات إلى مناطق الجنوب، تراجعت أسعاره من “26000” للجوال إلى “12000” ألف جنيه، وبهذا السعر لا يغطي بيع الفول تكاليف الترحيل والرسوم الحكومية في السودان الشمالي، ورسوم الجمارك في دولة جنوب السودان، والتي تبلغ “580” ألف جنيه جنوب سوداني، لكل عربة فول)، مؤكداً أن السوق الوحيد للفول حالياً هو سوق منطقة ” الدبة ” بالولاية الشمالية، ويباع فيه الطن بـ”700″ ألف جنيه، وقال:(هذا المبلغ مجزي فقط مع التجار الذين يمتلكون عربات ترحيل).

أسواق الضعين:

وأقر تاجر الفول السوداني بسوق الضعين السيد “حمدان محمود” بتدني أسعار الفول إلى مستوى ضعيف لا يقابل تكاليف زراعته،

وأضاف:(يعود تدني أسعار الفول إلى عدة أسباب، منها انتقال عدد كبير من تجار الفول من مدينة “الضعين” بسبب الحرب، لتختفي عملية التنافس في البيع، بالإضافة الى إغلاق البنوك منذ بداية الحرب، الأمر الذي حرم التجار من إجراء تحاويل بنكية، ومن اسباب تدني الأسعار كذلك شح وسائل نقل الفول من “الضعين” إلى “الدبة” أو” بورتسودان”، وارتفاع تكلفة الرسوم والجبايات على الطريق، مشيراً الى أن أهم اسباب تدني السعر هو ايقاف صادر الفول).

 ويباع جوال الفول السوداني في مناطق انتاج الفول في المحليات ما بين   سبعة إلى ثمانية آلاف جنيه ويبلغ سعر طن الفول في المحليات ما بي270 جنيه إلى 300 ألف جنيه، حين كان سعره في العام الماضي نحو 700 ألف جنيه.

إنتاج مشرف وأسعار متدنية:

وقال المزارع “عبد الله جمعة فضل”:(نحن نعاني من تدني أسعار الفول السوداني في هذا الموسم، ويباع جوال الفول بسعر سبعة آلاف جنيه فقط، هذا السعر حال مقارنته بتكلفة الانتاج التي تبلغ “90” ألف لـ”المخمس”، ومتوسط انتاج المخمس الذي لا يتجاوز التسعة قناطير من الفول).

ووصف المزراع “الريح برة” انتاج الفول في هذا الموسم بـ”المشرف”، واستدرك قائلاً:(لكن أسعار الفول متدنية لدرجة تعرض المزارع للخسارة).

وحصر خبير زراعي مشاكل المزارعين في ولاية شرق دارفور في “عدم الحصول على تمويل من البنوك، عدم الحصول على التقاوي المحسنة، القصور في أجهزة الإرشاد الزراعي، بالإضافة إلى الآفات الزراعية”.

وقال المهندس الزراعي “أحمد محمد أبو كلام”، أن   المشاكل التي تواجه المزارع بولاية “شرق دارفور”، تتمثل في عدم الحصول على تمويل من البنوك، وعدم الحصول على التقاوي المحسنة مما ساهم في تدني الإنتاجية، وتقلص المساحات المزروعة هذا العام.

قصور من جانب الوزارة:

وأقر أبو كلام – وهو موظف في الدرجة الاولى بوزارة الزراعة – بقصور من جانب الوزارة فيما يتعلق بأجهزة الإرشاد، نسبة لضعف إمكانيات وزارة الزراعة، وضعف الميزانية المخصصة لذلك، مطالباً المزارعين بتطبيق الحزم التقنية، وهي مراحل الزراعة التي تبدأ من تحضير الأرض، النظافة، تباعد المساحات، وحتى مرحلة الحصاد.

ونوه إلى أن أهمية الحزم التقنية تأتي لكونها نتاج جهد من البحوث الزراعية، تتنزل إلى إدارة الإرشاد الزراعي، التي تقدمها بدورها للمزارع في شكل توعية.

وبحسب الخبير الزراعي بولاية شرق دارفور، فإن من جملة مساحة تقدر بـ(13) مليون فدان، يتم استغلال نحو سبعة مليون فدان فقط، مشيراً إلى تقليص المساحة المزروعة لهذا الموسم إلى (5) فدان فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار