السودان

لقاء البرهان وحميدتي .. تفاؤل حذر وسط السودانيين

تقرير: راينو

جدل كثيف دار حول اللقاء المرتقب قائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” وقائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان”، والذي أعلنت عنه الهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، مؤكدة أنها تلقت تأكيدات بالموافقة على اللقاء من الجانبين. وعلى الرغم من كل ما دار حول عقد اللقاء في الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري ومن ثم يناير المقبل إلا أن مصادر من داخل “الإيقاد” تحدثت إليها راينو، أكدت أن الهيئة الحكومية لم تحدد موعداً محدداً للقاء، وتوقعت أن يتم في يناير من العام القادم.

ترحيب وتفاؤل حذر باللقاء:

وأبدت قوى إعلان الحرية والتغيير ترحيباً متفائلاً بموافقة “حميدتي” والبرهان على اللقاء. وقال المتحدث الرسمي باسم الحرية والتغيير “جعفر حسن”، إنهم يشجعون اللقاء بين الجنرالين، مبيناً أن السلام والاستقرار يستحقان دفع أغلى الأثمان. وأضاف:(نتمنى أن يحكما صوت العقل من أجل إيقاف القتل والنزوح واللجوء، والحفاظ على وطننا موحداً.

في المقابل أبدى المحلل السياسي “عثمان فضل الله” في حديثه لـ(راينو)، تخوفاً من اللقاء المزمع انعقاده في نيروبي، موضحاً بأن الإيقاد دون أن تعي، وضعت الوضع السوداني على حافة الانفجار، وقال:(كان يمكن للـ”إيقاد” المطالبة بترفيع الوفود التفاوضية بين الطرفين لنائبي الطرفين، لأن مجيء البرهان على رأس الجيش وحميدتي على رأس الدعم السريع، وعدم توصلهما لاتفاق يفتح الطريق لإيقاف الحرب، من شأنه تفجير الأوضاع نهائياً وبشكل كبير، باعتبارهما المرجعية النهائية للطرفين).

وشدد فضل الله على أنه حال تم اللقاء ولم يتوصل إلى وقف إطلاق النار فإنه يكون لقاء غير ذي جدوى بل ويعكس سيطرة منطق الإسلاميين على المشهد وقدرتهم على فرض إرادتهم في استمرار الحرب.

صفحة جديدة:

عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير المجلس المركزي “ماهر أبو الجوخ” في حديثه لـ(راينو)، وصف الحديث عن لقاء بين البرهان وحميدتي أمر يدعو للتفاؤل، وقال:(أي لقاء يحدث بين الرجلين بكل تأكيد هو أمر مرحب به، لأن ذلك اللقاء مؤشر على إمكانية وجود فرصة للوصول إلى إنهاء الحرب، فالجميع يتذكر بداية الحرب حيث التلاسن والقصف بالألفاظ العنيفة، التي كانت سمة سائدة بين الرجلين).

وقال “أبو الجوخ”  أن مجرد عقد لقاء بين البرهان وحميدتي – وإن لم يصل إلى نتيجة – إلا أنه مؤشر إلى أن صفحة جديدة تفتح أو فصل جيد من الحرب يكتب، وأضاف:(أود أن أذكر إلى أنه بعد التوقيع على “مشاكوس”، كان هناك اجتماع تاريخي جمع بين “البشير” ود. “جون قرنق”، وصحيح ذاك اللقاء لم يحدث اختراقاً، لكنه كان مؤشراً إلى أن أمراً ما – مختلف – سيأتي لاحقاً، وهذا ما حدث من خلال العملية السياسية التفاوضية بين حكومة السودان، والجيش الشعبي لتحرير السودان. وتابع:(لذلك حتى وإن لم يحدث اللقاء اختراقاً، واقتصر على العلاقات العامة، فإنه يمكن وقتها أن يحمل مؤشرات، لحدوث أمر ما في المستقبل).

وتابع:(المؤسف أن هذه الانتصارات في خاتمة المطاف هي إما ان يتضرر منها المواطن البسيط، فيكون نازحاً ولاجئاً، وهارباً من مناطق الحرب إلى مناطق اخرى، كما حدث في “ود مدني”، ويحدث حالياً للذين ذهبوا إلى سنار، فتطال ممتلكاتهم وأعراضهم وحياتهم، أو تترتب عليها أضرار مباشرة تمس البنى التحتية كما حدث اليوم، وتم نعي “مصفاة الجيلي” التي تدمرت مثل منشآت كثيرة أخرى، بما في ذلك منشآت ذات طبيعة تاريخية، كجسر “شمبات”، الرابط بين “الخرطوم بحري”، وأم درمان).

فلول النظام البائد:

ويذهب المحلل السياسي إيهاب محمد الحسن (بلنجة) في حديثه لـ(راينو)، إلى أن قائد الجيش البرهان وعقب بيان أمين عام ما يسمى بالحركة الإسلامية على كرتي وما كشفه قائد الفرقة الأولى مشاة اللواء أحمد الطيب، لم يعد أمامه أي مساحة للمناورة والخداع، وقال إن انكشاف وقوف وإدارة فلول النظام المباد للحرب وتعنتهم ضد أي مساع لوقفها، فضلا عن المذبحة التي كان يتم إعداد مسرحها ككمين من قبلهم للدعم السريع باستفزازه بقتلهم للمنتسبين إلى بعض اثنيات ومناطق جغرافية بعينها على أساس عنصري، حتى تكون ردة فعله أعنف لدى دخوله “ود مدني”، فيقوم بالتقتيل على أساس اثني ومناطقي، ما يمنح شرعية لاتهامه بجرائم ضد الانسانية، ومن ثم يحدث التفاف حول الجيش والفلول، وخط الحرب.

وأضاف ايهاب:(لكن الفلول وبالرغم من غضبهم من البرهان، وتحريكهم لغرفهم الإعلامية في الهجوم عليه وعلى قادة الجيش الآخرين، إلا أنهم لن يجرأوا على تغييره، موضحا ًبأنه حال تم اختيار بديل للبرهان، فإن ذلك يفقدهم ما يبنون عليه فلسلفتهم للتفاوض، وهي أن الدولة ممثلة في “رئيس مجلس السيادة”، تتفاوض مع حركة أو تمرد، أي استناداً على شرعية الدولة التي يرونها حقا لهم، وتابع:(الدعم السريع على ما يبدو فطن لذلك منذ فترة بالتالي يصر على أن التفاوض يجب أن يكون بين البرهان كقائد للجيش وبين قائد حمدان دقلو كقائد للدعم السريع، بالتالي إفقادهم ميزة الشرعية التي يستندون عليها، وهو ما تعززه بيانات المجتمع الدولي والإقليمي الذين ينظرون للطرفين باعتبارهما طرف نزاع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار