السودان

ظهور قائد الدعم السريع بيوغندا يطوي صفحة الشائعات حول وفاته

تقرير: راينو

أثار الظهور المفاجئ لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول “محمد حمدان دقلو”، مع الرئيس الأوغندي “يوري موسفيني” – في أول زيارة خارجية معلنة له منذ اندلاع الحرب – ردود أفعال واسعة، صاحبتها تساؤلات وتكهنات متباينة في الأوساط السياسية والمجتمعية، بين مصدق ومكذب للقاء. وقال مراقبون صحفيون وقادة سياسيين تحدثت إليهم (راينو)، إن هدف الزيارة هو إنهاء الحرب، وإكمال ترتيبات لقاء “حميدتي” مع قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان” المحددة بواسطة الإيقاد، والتي يشكل “موسفيني” محورها الأساسي لعلاقاته الفعالة في المحيط الإقليمي والدولي. فيما رأي البعض الآخر ظهور “حميدتي”، لدحض إشاعة مقتله أثناء الحرب بالخرطوم.

طي صفحة الشائعات:

وفي حديث لـ(راينو) قال القيادي بقوي الحرية والتغيير “عروة الصادق”، إن الاجتماع بين “موسفيني” و”حميدتي”، تم بعد انقطاع الأخير عن التواصل المباشر لتسعة أشهر، وسط أقاويل وشائعات عن مقتله في الخرطوم. وأضاف:(لذا يأتي تحرك “حميدتي” لطي صفحة التخرصات، ويتحرك في زيارات رسمية لدول جارة صديقة وشقيقة للسودان، بعضها بجدولة منه، وأخرى بدعوة من تلك الدول التي تعتبر دورها جزءً هاماً من العلاقات الدولية والدبلوماسية بينها والسودان، وتابع:(قد تلعب هذه الزيارات دوراً مهماً في الإسراع بإنهاء الحرب في السودان، وكذلك في استكشاف العلاقات الثنائية بين تلك الدول، وعلاقتها الحقيقة بالسودان. ومن خلالها يمكن تقييم اهتمام قادتها بالصراع في السودان، وتقوية التفاهم المشترك والتعاون في مختلف المجالات بيننا وبينهم، لأن العلاقات المتوازنة بينها وأطراف الصراع تمكن تلك الدول من لعب دور الوساطة المقبولة والمثمرة، ويمكن أن تكون هذه الزيارات مهمة من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية والاستخباراتية والدبلوماسية).

 سردية الحرب:

ومن الناحية السياسية، يقول “عروة” إن الزيارات تساعد قائد الدعم السريع، على تقديم “سرديته الخاصة”، فيما يلي الحرب وملابساتها وتصوراته للحل، وربما التوصل إلى اتفاقيات أو فهم مشترك حول القضايا السياسية المهمة.

وتابع:(من الناحية الأمنية والدفاعية، قد تتضمن الزيارات الحالية واللاحقة التباحث حول التعاون الأمني والدفاعي، وتبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب، وهو ما متوقع أن يحدث بصورة جلية في زيارة السعودية – إن قدر لها – لما لقائد الدعم السريع من صلة بملف عاصفة الحزم وحرب اليمن، وكذلك ملف الجريمة المنظمة والإرهاب، خاصة بعد هروب أفواج كبيرة من مجرمي السجون السودانية وتسرب بعضهم لدول الجوار).

واعتبر “عروة” زيارات قائد الدعم السريع فرصة لتبادل المعلومات، وتوجيه الجهود الاستخباراتية المشتركة التي بدأتها افريقيا عبر منصات مختلفة، وكان قائد الدعم السريع جزء منها في مرحلة من المراحل، وتعاون سابق لقائد الدعم مع الأوروبيين في ملف الهجرة غير المنظمة، التي يعد إنهاء الصراع في السودان، أحد معينات الحد منها.

مستقبل الصراع:

 أما من الناحية الدبلوماسية – وفق عروة – فستساعد هذه الزيارات “حميدتي” – إن “أحسن استغلالها” – على بناء الثقة، وفهم أفضل بينه وقادة تلك الدول، خاصة لما لحق به وقواته من اتهامات كبيرة، وصلت حد إصدار قرارات إدانة دولية، وقوائم حظر أممية، وهو أمر يحتاج منه لأكثر من زيارة خارجية للمرافعة عن نفسه وقواته.

وأضاف:( يمكن أن يظهر تأثير زيارات “حميدتي” على القرارات والإجراءات في الدولة مقبل الأيام بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث يمكن أن تؤثر على مجريات الحرب والصراع في السودان، وهو ما سينعكس كلياً على التوجهات السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية للدولة).

محور حل الأزمة:

يقول الصحفي (أحمد حمدان) لـ(راينو)، أن لقاء “حميدتي” والرئيس اليوغندي “موسفيني”، يأتي في إطار حل الأزمة السودانية، وإيقاف الحرب باعتبار أن دولة يوغندا من ضمن الدول المكونة لمنظمة الايقاد التي تلعب الدور الرئيسي لإنهاء الحرب في السودان، وكما هو معلوم، أن الايقاد اقترحت في آخر قمتها المنعقدة بنيروبي لقاء بين “حميدتي”، وقائد الجيش “عبد الفتاح البرهان”، لذا يأتي لقاء “حميدتي” مع الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني”، لإكمال ترتيبات ما قبل لقاء “البرهان وحميدتي”، والمتوقع قيامه مطلع يناير المقبل.

ونبه “حمدان” إلى أن الرئيس اليوغندي له دور أساسي في إنهاء الحرب الحالية، وذلك من خلال علاقاته في دول الإقليم وبقية دول العالم، لذا يشكل “موسفيني” محور حل الأزمة السودانية.

 تشكيك في اللقاء:

من جانبه شكك السفير الأسبق “أحمد كرمنو”، في قيام اجتماع قائد الدعم السريع “حميدتي” بالرئيس اليوغندي، ووصف صورة اللقاء بالغير “حيه”، حيث لم يظهر أي وفد وزاري مع “موسفيني”، أو مستشارين مع “حميدتي” في صورة جماعية مشتركة أثناء الاجتماع، أو صورة ثنائيه لموسفيني و”حميدتي”، وهمها جالسان في كراسي كبروتوكول اجتماع.

 وتابع:(لا تظهر للصورة المنشورة لاجتماع يوغندا وجود أي “مايكات” لوسائل إعلام دولية أو يوغندية لنقل حدث مهم كهذا مع شخصية مهمه في السودان، مما يشكك اللقاء أو مكانه، وربما تؤدي الصورة المفبركة في ظل التقنيات الحديثة والخبر المنشور، لأزمة سياسية بين السودان ويوغندا.

ولفت كرمنو لعدم إدلاء “حميدتي” أو “موسفيني” بتصريح صحفي عقب اللقاء، كما هو متبع، وتساءل “كرمنو”:(كيف يعقد اجتماع في يوغندا، في وقت حددت فيه “الايقاد” لقاء آخر أهم بين قائد الدعم السريع وقائد الجيش ان في جيبوتي؟ فما هو الأهم في ظل الحرب الدائرة الآن بالسودان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار