السودان

مبادرة أهل الجنينة ترفض قرار إعفاء والي غرب دارفور

الجنينة: وكالة راينو

رفضت مبادرة أهل الجنينة التي تضم نقابة الاطباء والأئمة والدعاة والإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع، قرار إعفاء نائب والي غرب دارفور، الأستاذ (تجاني الطاهر كرشوم)، الذي أصدرته وزارة الحكم الاتحادي.

وكان وزير الحكم الاتحادي (محمد كرتكيلا صالح)، قد أصدر قراراً، قضى بإعفاء (كرشوم)، الذي عين في هذا المنصب في يونيو (2022)، وآلت إليه صلاحيات الوالي، عقب مقتل والي غرب دارفور (خميس عبد الله).

من جانبه قال رئيس نقابة الاطباء الدكتور (محمد الموفق)، إن القرار قُصد به إحداث بلبلة، وضرب الاستقرار الذي تشهده مدينة الجنينة. وأضاف:(نحن في مبادرة أهل الجنينة جسم محايد، ونقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، سواءً كان الجيش، أو الدعم السريع، أو المكونات الاجتماعية). وزاد:(نحن في هذه المرحلة كرشوم هو خيارنا ونؤكد وقوفنا معه ومساندته من أجل أمن واستقرار الولاية). وأكد (موفق) رفضهم التام لأي قرار يؤدي إلى ضرب الاستقرار الموجود، وزعزعة السلم الاجتماعي. وتابع:(نحن سنقف مع “كرشوم” قلباً وقالباً، من أجل التعايش السلمي، ومن أجل تقديم الخدمات).

وفي ذات الصعيد قال (فرشة) قبيلة (المساليت)، ممثل الإدارة الأهلية الدكتور (جمال بدوي)، أنه وفي ظل الوضع الاستثنائي الذي تعيشه ولاية غرب دارفور، كان (كرشوم) هو الخيار لأكثر من أربعين مكوناً، من المكونات المجتمعية، وتم استلامه للمنصب، بموافقة كافة الأجهزة التنفيذية، وحكومة اقليم دارفور. وأضاف:(لذلك نطالب بإرجاء هذا القرار، حتى تخرج الولاية من هذا النفق المظلم).

 رئيس مبادرة أهل الجنينة (أبو بشارة بشر)، قال أن (كرشوم) تمكن في الفترة الماضية ادارة الولاية بشيء من الحكمة والتوافق المجتمعي. وأشار إلى أنهم غير معنيين بقرار من رئيس مجلس السيادة أو نائبه، وإنما القرار هو قرار شعب الولاية، ولا نقبل بأي(أوامر)، من أي جهة، وتابع:(نحن نقف مع كرشوم من أجل إنقاذ هذه الولاية).  وأشار رئيس مبادرة أهل الجنينة، إلى انهم يقفون مع (كرشوم)، من أجل القيام بمزاولة مهامه، لحين وصول من يتم اختياره لهذا المنصب، إلى ولاية غرب دارفور.

وعلى صعيد متصل قال (عبد الرحيم ادم إبراهيم)، ممثل الأئمة والدعاة:(نحن في مبادرة اهل الجنينة هدفنا السلم الاجتماعي، وما أصدر من قرارات لا يعنينا في شيء، وما يهمنا هو سلامة وأمن الولاية)، مطالباً الوالي (كرشوم) بالاستمرار في منصبه، وعدم الالتفات للقرار. وقال عبد الرحيم:( نحن لا نرضى بأي فراغ دستوري، بجانب أن الولاية منكوبة أصلاً، وبلا مرتبات).

مشيراً إلى أن ما يحدث من عودة المنظمات، وفتح الأسواق، وانسياب الخدمات، وتأمين الطرق، تحققت بفضل جهود (كرشوم)، وأوضح ان هنالك عودة للنازحين واللاجئين الى مناطقهم بعد استتباب الأمن. واستدرك عبد الرحيم حديثه بالقول:(القرار أحدث بلبلة وعدم استقرار، وهنالك عدد من الأسر، بدأت رحلة اللجوء والنزوح بالفعل، داعياً المواطنين إلى عدم الإنصات للشائعات)، مؤكداً أن جميع مواطني الولاية، يقفون خلف (كرشوم). وكشف أن المبادرة قررت عقد مؤتمر صحفي تكشف فيه الحقائق، وموقفنا من قرارات المركز نحن (واطين الجمرة).

إلى ذلك قال والي غرب دارفور المكلف الأستاذ (تجاني الطاهر كرشوم)، إن ما تحقق من أمن واستقرار، هو جهد جماعي ساهمت فيه كل المكونات الاجتماعية.

واشار إلى أن مبادرة أهل الجنينة وضعته عند قبوله بمزاولة مهامه عقب مقتل (خميس) أمام خياران، إما الموافقة على التكليف، أو مغادرة كل القبائل لولاية غرب دارفور. وزاد:(لذلك قبلت التكليف في وقت لا توجد فيه مؤسسات ولا إمكانيات للدولة، وطالبتهم ان يتحملوا معي المسؤولية في إطار الواجب تجاه بلدنا ومجتمعنا، خوفا من الانهيار التام. ومن أجل إنقاذ الموقف، تحملت المسؤولية. وانتقد (كرشوم) إهمال المركز لولاية غرب دارفور طيلة الشهور الثمانية الماضية، وقال :(حتى اللحظة لم يصلنا جنيه او فتيل دواء من المؤسسات الاتحادية، وظللنا نتساءل هل سكان غرب دارفور ليسوا جزءً من الدولة السودانية؟ أوليست لهم حقوق؟).

وأشار الوالي إلى أن (غرب دارفور) من أكثر الولايات التي مرت بظروف صعبه بسبب الحرب، ووصف ما حدث بأنه نكبة، ويحتاج الى تدخل من المركز، لكن لم تكن هناك استجابة.

وقال:(الآن غرب دارفور أصبحت فتح لولايات دارفور عبر البوابة الغربية، ودخلت المنظمات الأجنبية لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. فإحساسنا بالمسؤولية، وإلزام الآخرين لنا بتحملها دفعنا للقبول بالتكليف.)

وأشار (كرشوم) إلى أن من اتخذ القرار بإعفائه له حساباته الخاصة، ولم يك خبط عشواء مؤكداً اعترافه بالمركز، لكنه اشار لأن الحكومة الاتحادية لا تستطيع محاسبته، ولا محاسبة مجتمع الولاية وأوضح انه سيحدد موقفه لاحقاً تجاه القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار