السودان

في سابقة جديدة .. جنود الجيش السوداني يفرون لدول الجوار

مدني: راينو – لا تزال الأوضاع بمدينة (بابنوسة) في ولاية غرب كردفان متوترة، مع تزايد الأنباء عن هجوم محتمل للدعم السريع على الفرقة (22) مشاة بالمدينة. بعد انسحاب الجيش من مدينة (المجلد)، أمس الأحد. وتواصلت عمليات النزوح إلى خارج (بابنوسة) حتى أمس الأحد.

وقال مصدر مطلع لـ(راديو دبنقا) من المدينة يوم الأحد، إن المخاوف تزداد يوماً بعد يوم، مع تواتر الأنباء عن الهجوم الوشيك على المدينة من قبل الدعم السريع. وأوضح أن الأوضاع آخذة في السوء، حيث تشهد المدينة شحاً كبيراً في المواد الأساسية كالدقيق والوقود، ونوه إلى وجود أنباء غير مؤكدة، بانضمام عدد من قيادات الجيش في حاميات المجلد، إلى قوات الدعم السريع.

هروب باتجاه الجنوب:

ضباط برتب رفيعة، تنكروا في أزياء مدنية، وغادروا متسللين من مقر الفرقة (20) مشاة، باتجاه الجنوب، ألقي القبض عليهم من قبل قوات الدعم السريع قبالة الحدود في منطقة (سماحة)، إحدى مناطق الرقيبات قرب حدود جنوب السودان، وفي بحر العرب كانت هناك قوات كبيرة من الجيش السوداني بعدتها وعتادها قد عبرت الى دولة جنوب السودان، لتغادر اراضي المعركة، وتسلم نفسها بكامل عتادها لقوات جنوب السودان، وقبلها في كلبس تجمعت عناصر الجيش الهاربة من مقر الفرقة 15 بمدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، كانت محطتهم الاولى حامية الجيش بمنطقة كلبس، لتنضم لقوات أخرى انسحبت هي الأخرى من منطقتي سربا و(صليعة)، قبل أن تتحرك كل هذه القوات إلى منطقة كيراي حيث سلموا أنفسهم و أسلحتهم للقوات التشادية، حسب ما نشرت (إنجمينا) في الاسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري.

هروب من الخدمة:

مصدر عسكري بالقوات المسلحة السودانية، أكد لـ(راينو)، أن هذه الحالات تسمى في العلوم العسكرية (هروب من الخدمة)، ويعاقب عليها القانون في محاكمات عسكرية، موضحاً أن الانسحاب التكتيكي، جزء من العلوم العسكرية التي تدرس للطلاب الحربيين في الكلية، لكن الفرار لدول الجوار، وتسليم العتاد العسكري لقوات دولة أخرى، يعتبر خيانة يُعاقب عليها القانون. غير أن الكاتب والمدون (وديع صالح)، يقول بأن لجوء الجنود والضباط الى دول الجوار أمر مبرر للغاية، ولا يسألوا عنه لفقدانهم الدعم والإسناد من قيادتهم، ويعتبر هذا السلوك، بحث طبيعي عن حفظ الأرواح بعد انعدام أي إمداد عسكري لهذه القوات الهاربة، التي تركت لتواجه الموت دون عون أو إسناد، ويصبح بقاء الجنود بمثابة الانتحار.

تساؤلات مشروعة تدور في ذهن المواطن السوداني حول تكرار حالات فرار الجيش من مقراته باتجاه دول الجوار، فليس من الطبيعي أن تنسحب لتسلم سلاحك الى جيش دولة أجنبية، بينما بالإمكان الانسحاب الى مناطق اخرى للجيش، لهذا تطرح التساؤلات بكثافة حول هذه الحالات المتكررة من جنود وضباط القوات المسلحة السودانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار