السودان

عامان منذ انقلاب أكتوبر.. كوارث البرهان تسحق شعب السودان

مدني – راينو الاخبارية

(على برهان أن يعتذر للشعب السوداني عن انقلابه على السلطة المدنية في 25 اكتوبر 2021م، فهو السبب الأساسي في الكوارث التي حلت على بلادنا (، هكذا افتتح عضو المجلس السيادي السابق والقيادي بالتجمع الاتحادي وقوى الحرية والتغيير (محمد الفكي سليمان)، خطابه للشعب السوداني في ذكرى ثورة 21 اكتوبر (1964)، والتي أحيت القوى المدنية ذكراها باجتماع تحضيري موسع لتوحيد الجبهة المدنية لوقف الحرب، واستعادة التحول المدني.

حديث عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي، أكد أن انقلاب 25 اكتوبر هو أساس الأزمة السودانية الحالية، خصوصاً عقب اشتعال حرب 15 ابريل، التي اتخذها قائد عام الجيش الفريق أول (عبد الفتاح البرهان) ذريعة للقيام بانقلابه، حيث قال في خطابه الأول للانقلاب، أنه لو لم يقدم الجيش على هذه الخطوة فإن البلاد كانت ستشهد حرباً، وبعد حين من الدهر “ليس طويلاً” اندلعت الحرب، و تحت إمرة البرهان نفسه الذي جال المدن بعد خروجه ” متدثراً في الخفاء” من حصار ضرب عليه لأربعة أشهر وعشرة أيام في القيادة العامة، يستنفر الشباب لنجدة الجيش والقتال معه، لينال سخرية واسعة باسترجاع تحديه للقوى المدنية في الحكومة الانتقالية بأنه هو حامي حماهم، ولولا جيشه “الحامي والوصي على الشعب”، لما استطاعوا النوم ناهيك عن الحكم؟.

تعطيل التنمية والاستقرار الاقتصادي:

أزمات متشابكة تسبب بها انقلاب 25 أكتوبر، الذي أوقف عملية الإصلاح الاقتصادي، فقد كان من المتوقع إعفاء ديون السودان الخارجية في يونيو (2024)، الأمر الذي يفسح المجال لتدفق التمويل والاستثمارات الضرورية للتنمية الاقتصادية، وعقب الانقلاب وعودة النظام البائد لمقاليد السلطة بقرارات البرهان، وصل الأمر بالبلاد إلى عدم قدرة الحكومة على صرف مرتبات العاملين في جهاز الدولة، فضلاً عن انخفاض حاد في سعر الصرف بنسبة فاقت الـ(100%)، وانفلتت أسعار السلع مع ندرة كبيرة في سلع مهمة مثل الأدوية والمستلزمات الطبية، بلغت حتى أدوية اصحاب الأمراض المزمنة، ما قاد لوفاة المئات من مرضى السرطان والفشل الكلوي. كما ضعفت القدرة الشرائية للمواطنين، لدرجة قادت بعضهم للتسول بحثاً عن لقمة العيش، مع انهيار كامل لقطاع الاعمال، ما اضطر رؤوس الأموال للهرب الى خارج البلاد للبحث عن بيئة أقل وحشية من السودان ما بعد الانقلاب. وكانت مصر إحدى أكبر الدول استفادة، سواءً على مستوى هروب رأس المال السوداني اليها، أو في قطاع العقارات الذي ازدهر لديها ببيع السودانيين لممتلكاتهم في الخرطوم، والسعي للحصول على عقارات في مصر، ما أنعش قطاع العقارات فيها بدرجة لم يشهدها في وقته القريب.

وأكد القيادي بحزب الأمة والحرية والتغيير (صديق الصادق المهدي)، أن السودان خسر اعفاء 50 مليار دولار من الديون بسبب الانقلاب، ما عطل انطلاق السودان اقتصادياً. موضحاً في مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتغيير في أبريل 2022 تجميد مساعدات دولية بسبب انقلاب برهان في 25 اكتوبر (150 مليون دولار في 27 اكتوبر بعد يومين من الانقلاب، 500 مليون دولار في 4 نوفمبر بعد 9 ايام من الانقلاب، 248 مليون دولار في ديسمبر)، مشدداً على خسارة السودان 4 مليارات دولار بسبب انقلاب برهان في 25 اكتوبر، علاوة على فقدان البلاد لبرنامج الاكتفاء الذاتي من البترول، الذي كان سيكتمل في ديسمبر 2021 وتم تعطيله بسبب الانقلاب، حتى وصل الأمر إلى مرحلة موت عشرات السودانيين جوعاً، عقب اندلاع حرب فلول النظام البائد للعودة للحكم من جديد على أشلاء السودانيين، وأنقاض الوطن.

قتل المستقبل:

لم يرعو قائد انقلاب 25 اكتوبر عن مطلبه في تحقيق حلم والده في الحكم، فاستخدم كل القوة “المميتة” ضد الشعب الرافض للانقلاب، والذي خرج فجر الانقلاب ليحيل البلاد الى دخان بإغلاق شامل لكل الطرقات، دعماً للحكم المدني ورفضاً للانقلاب العسكري، فوجه برهان آلته المميتة على صدور المتظاهرين السلميين، ليسقط مئات القتلى من “شهداء الحرية والمدنية” بدم بارد، ويتوعد بقتل آلاف آخرين إن تواصلت المظاهرات السلمية ضد محاولته الانفراد بالسلطة. غير أن الانقلاب العسكري، كان يحمل مواته في داخله، بتواجد ثلاث رؤوس فيه، فقائد الجيش ليس وحده، هناك أيضا الحركة الاسلامية التي حركت جيوبها في الجيش والأجهزة النظامية الأخرى للسيطرة، كما أن هناك الدعم السريع الذي سرعان ما اكتشف أن الانقلاب “اسلامي بحت”، فخرج غاضباً ليعلن ندمه على المشاركة في الانقلاب. ولأن الانقلابيين يمتلكون جميعا هيكلاً هرمياً يصعب عليهم اقتسام السلطة، ظل الانقلاب بلا حكومة، رغم أن قائد الجيش أعلن عن نيته تشكيل حكومة بعد أسبوع فقط من ميقات الانقلاب، لكنه فشل، وتوترت الاوضاع بينه والدعم السريع، فأتى الاتفاق الإطاري الذي التزم به كما التزمت به قوات الدعم السريع، ليصب ماءاً بارداً على التوتر. لكن الطرف الثالث في الانقلاب كان له رأي آخر، فأشعل الحرب، لإبادة الدعم السريع، وركب البرهان في مركب الطرف الثالث، لكنه بعد زمن طويل، اكتشف خطل ما مضى به، ليقف متنازعاً بين “لملمة الأزمة تفاوضياً”، والسير في خطى خارطة أمين عام الحركة الاسلامية (علي كرتي)، والتي اتضح حتى الآن فشلها الذريع، رغم إسالته لدماء آلاف السودانيين الابرياء، من شباب كان بالإمكان ان يضيفوا كثيراً للبلاد.

 ويرى القيادي بالحرية والتغيير شهاب ابراهيم في حديثه لراينو، أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن ما أحدثه البرهان من مآسي بحق الشعب السوداني، سيأتي أوان محاسبته عليها، وقال أن كل ما حدث من انهيار في البلاد وصولا للحرب وتداعياتها الكارثية المؤسفة، سببه في الاساس انقلاب 25 أكتوبر، وإعادة تمكين فلول النظام البائد في دولاب الدولة، خصوصاً بقرارات القاضي (أبو سبيحة)، الذي أعاد الحركة الإسلامية كلها للحكم، و أنهى – بجرة قلم – كل قرارات لجنة تفكيك النظام، مؤكداً انه “ما ضاع حق وراءه مطالب، فدعوات أمهات الشهداء ستجد عند الرحيم القدير متسعاً، فالله هو العدل، وعدالته نافذة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار