السودان

تزايد المخاطر من تردي الأوضاع الإنسانية في معسكرات النازحين بدارفور

نيالا: راينو – حذرت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين من مآلات الأوضاع الإنسانية على المعسكرات من فقد لكل مقومات الحياة وضروريات البقاء مع تزايد المخاطر وتصاعدها ما ينذر بما هو أسوء إن لم تتدخل الجهات المؤمنة بالإنسان وضمان كرامته.

وكشفت الإدارة في بيان لها عن أن الوضع الأمني والغذائي والمعيشي بات هو الأسواء في ظل الانغلاق الذي يضرب دارفور، وعدم وجود جهات فاعلة تهتم بأمر انسان دارفور.

وأكد البيان إن حالة الانهيار التي تشهدها دارفور ومعسكرات ومراكز إيواء النازحين والفارين من لهيب الاقتتال في المدن والقرى، تنذر بخطر أكبر، في ظل غياب تام للمسؤولين والمجتمع الدولي والإقليمي، وبالتالي تصاعد حدة معاناة سكان دارفور بصورة متسارعة ومخيفة.

وأشارت إلى تزايد معاناة المواطنين ما يستدعي الإعلان عن مجاعة حقيقية في ظل ارتفاع معدلات التضخم والإصابة بسوء التغذية – بحسب البيان – تماشياً مع الوضع المتردي والذي يزداد سوءاً مع استمرار الحرب، وعدم تلقي أي معينات غذائية منذ مارس الماضي. كما إن معظم الأسر أصبحت خارج إطار الأمن الغذائي.

وأشارت الإدارة إلى أن الأوضاع الصحية تشكل أحد المعضلات الرئيسية، بعد فقد أرواح عديدة، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، بعد أن استحال حصولهم على الدواء، إما لنفاذه، أو استحالة الحصول عليه بسبب المخاطر الأمنية، وتوقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، مؤكدة أن الاطفال والحوامل أكثر الضحايا تأثراً بالحرب ومآلاتها، إذ راح العشرات منهم متأثرين بسوء التغذية، خاصة الحوامل اللواتي كن بحاجة إلى تدخلات جراحية، وبالتالي يتم فقدان الأم وجنينها، ما ترك آثارا نفسية سيئة لدى أسرهم.

وجاء في البيان:(أما التعليم فقد أصبح حلماً بعيد المنال، على الأقل في المدى المنظور. وفي ظل الأوضاع الماثلة، تحولت مدارس المعسكرات لمراكز إيواء للفارين من القرى والمدن الكبيرة، وبالتالي اكتظاظ المعسكرات بالنازحين، والضغط على مصادر المياه التي خرجت معظمها عن الخدمة، بسبب انعدام الوقود).

وتابع البيان:(معسكرات النازحين باتت هي الوجهة الوحيدة للفارين من المدن الكبيرة والقرى رغم ما تتعرض لها من عمليات حصار، وقتل ممنهج في مسافات قريبة من المعسكرات، وإطلاق أعيرة نارية بصورة متكررة إلى هذه المعسكرات في محاولة لأحداث شرخ واقتحامها وهو الأمر الذي نستنكره بشدة وفي سبيل ذلك فقدنا عشرات الأرواح من النازحين وما زالت تتواصل عمليات إزهاق أرواح الأبرياء في ظل غياب الوازع والأخلاق).

وطالبت الإدارة العامة للنازحين واللاجئين، المسؤولين والجهات الإنسانية والأمم المتحدة بكل وكالاتها ومنظماتها، ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية وكل الحريصين على سلامة أرواح وحياة المدنيين، بأخذ قضيتهم مأخذ الجد، والعمل بإخلاص من أجل استنقاذ أرواح الأبرياء ونزيف الدم المستمر، وقطع الطريق أمام انزلاق الأمور إلى ما هو أسوء.

كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بالاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية أولاً، ومنع وقوع المزيد من الانتهاكات، وضمان سلامة من بقي على قيد الحياة، قبل أي خطوة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار