السودان

قلق غربي وعربي من تأثير مليشيات الإسلاميين على مساعي وقف الحرب في السودان

تقرير: مصطفى الشريف

أثارت مليشيات التنظيم الاسلامي، التي تشارك في القتال إلى جانب الجيش السودان في الحرب غباراً كثيفاً في أروقة الحكم في عواصم غربية وعربية عديدة، وسط اجتماعات مكثفة تدرس كيفية التعامل معها باعتبارها (نبت إرهابي جديد)، برز في الساحة السودانية مُستغلاً حالة السيولة الأمنية، بعد أن وجدت في حرب الخامس عشر من ابريل مساحة مثالية للظهور علناً في المشهد.

قلق غربي وعربي:
ونشطت مؤخراً دوائر عربية وغربية في دراسة وبحث كيفية التعامل مع هذه المليشيات المُسلحة، وعلمت (راينو) من مصدر مضطلع أن مبعوثين للسفير الأمريكي في السودان (غودفري) عقدوا اجتماعات مُكثفة في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) مع مجموعة يقودها رئيس الوزراء السابق (د.عبد الله حمدوك). وكان المحور الأساسي في هذه الاجتماعات والتي انعقد آخرها الإسبوع الماضي، هو مدى تأثير هذه المليشيات – وعلى رأسها كتيبة (البراء بن مالك) – على قرار قائد الجيش السوداني الفريق أول (عبد الفتاح البرهان). خصوصاً مع تناقضه المستمر ما بين دعمه لمنبر جدة التفاوضي، والتصريح بأنه ماضٍ في الحرب حتى آخر جندي. و بحسب المصادر فقد أبدى السفير (غودفري) استياءً كبيراً من تأثير مليشيات الإسلاميين على قرار القائد العام للجيش، الذي لم يخفي رُعبه من هذه المجموعات بعد أن توعدته بالإطاحة، حال اختار المضي في طريق الحوار عبر منبر جدة التفاوضي. بينما تدرس (واشنطون) كيفية حجب هذا التأثير القوي للمليشيا الإسلامية على قرار وقف الحرب، ووضع على طاولتها عديد الخيارات، كان أبرزها اجتثاث هذه المليشيا بشكل نهائي. باعتبار أن وجودها لا يؤثر على الوضع الحالي فحسب، بل سيكون له تأثير عالي على استقرار السودان مستقبلاً.

ابو ظبي والقاهرة على الخط:
وعلى غرار (غودفري) وطاقمه، فقد جرت اجتماعات أخرى في العاصمة الإماراتية (أبو ظبي)، جمعت إلى جانب الدولة المضيفة، قيادات في الأجهزة الأمنية المصرية، درست هي الأخرى سُبل التعامل المستقبلي مع هذه المليشيا، ومدى تغلغلها داخل هياكل الجيش السوداني. واعتبرت بعض القيادات الأمنية أن خروقات الهُدن التي أعلنت سابقاً في جدة، تقف وراءها هذه المليشيات بهدف عدم ترك أي مساحات للحل التفاوضي. كما علمت (راينو) من مصادر موثوقة، استدلال الاجتماعات بزيارة البرهان لقائد المليشيا في منزله، عقب الخروج من القيادة العامة، لتأكيد هلعه من هذه المجموعات. فالرجل لا يخفي قلقه من قُدرة الحركة الإسلامية على الإضرار به، وربما التأثير على حياته نفسها. كما تخشى القاهرة أن يستلهم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، نموذج الاسلاميين السودانيين، ليبنوا مليشيا مسلحة تزعزع استقرار النظام المصري، والذي واجه صعوبات جمة مع التنظيمات الإرهابية التي تمركزت في سيناء قبلاً.

مليشيا دموية مؤدلجة:
لم تكن هذه المليشيات وليدة لحظة إطلاق الرصاصة الأولى في حرب أبريل، بل كانت متجذرة في الواقع السوداني، إبان فترة حكم النظام البائد، فقد كانت هذه المليشيا تُمثل ما أسماه نظام الإسلاميين بـ(قوات الدفاع الشعبي)، والتي كان يقودها زعيمهم الحالي علي كرتي، إضافة إلى كتائب الظل التي كشف عن وجودها القيادي الإخواني البارز (علي عثمان محمد طه). كما تُتهم هذا المجموعة أيضاً بالضلوع في المُشاركة بالمشاركة في فض اعتصام القيادة العامة للجيش قبيل سقوط النظام البائد، ف بتوجيه مباشر من القيادي المطلوب للمحكمة الجنائية أحمد هارون. وتُعتبر هذه المجموعات ذراع عسكري مُهم لتنظيم الحركة الإسلامية، خصوصاً إنها مجموعات مؤدلجة، تنفذ ما تؤمر به دون نقاش، إذ يُمثل قتل المختلفين في في منهجها مدخلاً لدخول الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار