السودان

أحداث بورتسودان .. من يريد إشعال البارود؟

تقرير : راينو

ما حدث فى بورتسودان ليس سوى البداية! هذا ما عبر عنه صحفيون ومحللون سودانيون عقب إشتباكات محدودة وقعت في مدينة بورتسودان بين الجيش السوداني ومقاتلين من مجتمع البجا المحلي مساء الاثنين، مما زرع الخوف والارتباك في معقل الجيش بشرق البلاد.

وتأتي هذه المخاوف لأن الصراع في شرق السودان يعود إلى فترة طويلة من التوتر والاضطرابات في المنطقة. ويتميز الصراع بالعديد من العناصر، بما في ذلك الصراع العرقي بين المكونات المحلية.

ما الذي حدث؟
حسب رواية صحفيون تحدثوا أمس لوكالة رأينو الإخبارية فأن الإشتباكات وقعت في في سوق (ديم مدينة) وسط بورتسودان بين قوات الجيش وعناصر يتبعون لقوات شيبة ضرار.
وأوضح مصدر رسمي من بورتسودان أن قوة تتبع لقائد حزب مؤتمر البجا القومي المسلح الفريق شيبة ضرار قامت بنصب نقاط ارتكاز لتفتيش العربات التي تغادر المدينة، مضيفاً أنه لدى تصدي الأجهزة الأمنية لهذه المجموعة لفتح الطريق والسماح بمرور العربات، وقع اشتباك محدود بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بين الطرفين سرعان ما تم احتواؤه.

وقال شيبة ضرار، في تصريحات صحافية، إن قواته تمكنت من مواجهة 50 عربة مقاتلة للجيش هاجمتهم أثناء احتجازهم مركبات مغادرة للمدينة لا تملك أي مستندات قانونية “وبدلاً من شكرنا هاجمنا برتل من المركبات المقاتلة”.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل معارك طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وفي الشهر الماضي، هرب الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، من الخرطوم إلى بورتسودان، التي يستخدمها الآن كقاعدة لعملياته. ويُعتقد على نطاق واسع أن البرهان يخطط لتسمية حكومة حرب قريبًا في بورتسودان، مما يجعل المدينة، التي تعمل بالفعل بمثابة شريان لوجستي ومساعدات، أكثر استراتيجية. قبل الحرب، كان 90 بالمائة من البضائع تمر عبر بورتسودان.

لكن الفريق أول محمد حمدان قائد قوات الدعم السريع شدد في تسجيل صوتي نشره على حسابه في منصة “إكس” الخميس الماضي قائلاً “إذا تم تشكيل حكومة في شرق السودان سنشرع بتكوين سلطة حقيقية في مناطق سيطرتنا”.

إلى ذلك أردف أن “الدعم السريع يسيطر على معظم ولاية الخرطوم”، لافتاً إلى أن “الجيش يسيطر على شرق السودان وبعض مناطق الشمال”.

فيما مضى قائلاً: “نستطيع السيطرة على بورتسودان اليوم إذا أردنا”.

في ضوء هذه التطورات يرأى وائل محجوب محمد صالح مدير تحرير صحيفة الأيام اعرق الصحف السودانية، إن الأحداث التي وقعت أمس ببورتسودان بين قوات تحالف أحزاب شرق السودان، التي يقودها شيبة ضرار والقوات المسلحة، هي مستصغر الشرر، في ولاية قابلة للإشتعال بسبب الإنقسامات والتوترات القبلية، التي قادت من قبل خلال فترة الحكومة الإنتقالية للإحتراب القبلي، والذي تمدد منها لجميع ولايات شرق السودان، وتساقط العشرات ضحايا له.

ويضيف محجوب على حسابه الشخصي في منصة فيسبوك : في ظل إستمرار الحرب لن يكون هنالك مكان بمنجاة عنها، وعلينا أن نتعظ من تجارب الدول التي انزلقت لتلك الهاوية، وأن نجنب بلادنا هذه المصائر المظلمة والمزالق المدلهمة، فهذه الحرب المشتعلة لا منتصر فيها، ولن يصيب بلادنا منها غير الموت والخراب والدمار، ومن التعقل وحسن القيادة إدراك المقاصد بالسياسة، و”حلا بالأيد ولا حلا بالسنون”.

في ذات الإتجاه قال مسؤول حكومي من شرق السودان وطالب حجب أسمه أن الأحداث يجب النظر إليه من زاوية المواقف التنافسية بين شيبة ضرار و الناظر ترك بجانب القيادات الأهلية الأخرى في شرق السودان.
لافتاً إلى أن شيبة ضرار يبحث عن وجود سياسي وسبق أن افتعل ذات الأحداث قبل أعوام في ولاية كسلا عقب ابعاده من مؤتمر في العام 2008 ، وأشار إلى أن تسليحه الحالي تم خلال الفترة الانتقالية بترتيب من الاستخبارات العسكرية كواجهة عسكرية قصاد حركات اتفاق سلام جوبا وللضغط على الاتفاق في مقابل مسار شرق السودان. ويضيف المتحدث بأن ضرار له تواصل قديمة متجددة ومباشرة مع المصريين.
ويعتبر أن تحركه الأخير موجه للضغط على قائد الجيش البرهان من أجل افساح مجال وادخاله المشهد السياسي وإيجاد موطئ قدم في التحالف السياسي التي يقوم بنسجها البرهان.

في جانب متصل يرأى مرقبون أن احداث توتر أمني ونزاعات في الشرق يصب لصالح مجموعات اجتماعية وسياسية واقتصادية على رأسها عناصر الأخوان المسلمين حزب المخلوع البشبير المنتمين لشرق السودان و اذا عُرف موقع تيار محمد طاهر إيلا داخل الحزب المحلول والحركة الإسلامية سُيعرف من يخدم شيبة ضرار

وخلال الايام الماضي نشط جهاز أمن النظام السابق الذي عاد لمباشرة اعماله في مناطق سيطرة الجيش في اعتقال عدد من الناشطين واعضاء بالمجموعة المدنية والسياسية والمجتمعية اخرهم والي القضارف السابق سليمان علي، وهو ما فسره المراقبين بانه خنق للفضاء العام والسياسي في شرق السودان من اجل تهيئة المشهد لقادم جديد.
بيد أن حملة الاعتقالات هذه يمكن ان تساهم في تفجير الاوضاع ، نسبة لان المعتقلين ينتمون إلى عرقية محددة بالشرق.
وحذر والى ولاية كسلا السابق صالح عمار أمس الاول من حملات الاعتقال و التضيق ، واضاف ان الخطوة يمكن ان تعجل بتاجيج صراع مكتوم في شرق السودان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار