السودان

تحالف القوى المدنية المتحدة: ندعم جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام والتحول المدني الديمقراطي

كمبالا: راينو – عقد تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)، مؤتمراً صحفياً، الاثنين، في العاصمة الأوغندية كمبالا، عرض فيه أهداف التحالف ووسائل عمله، والتي تأتي داعمة ومكملة لكل المبادرات المطروحة لإنهاء الحرب، والمحافظة على وحدة السودان أرضاً وشعباً.

وفيما يلي وقائع المؤتمر الصحفي:

أيها الحضور الكرام، وجماهير الشعب السوداني في الداخل، وفي ملاجئ الجوار الإقليمي، وفي شتات العالم البعيد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نقف اليوم نحن تحالف القوى المدنية المتحدة أمامكم في عاصمة دولة أوغندا الشقيقة التي آوتنا كلاجئين، كما آوت الملايين من دول الجوار التي عانت ويلات الحروب، وفي ذات الوقت شهدت محاولات قوية من قائدها الزعيم الأفريقي الكبير يوري موسيفيني لإنهاء الحرب في السودان وإرساء السلام.

أيها الحضور الكرام، وجماهير شعبنا المنكوب,

إن حرب 15 أبريل 2023، تمثل منعطفاً خطيراً في تاريخ السودان منذ رحيل المستعمر، فهي تجسد الفشل المتراكم للأنظمة والحكومات المتعاقبة التي لم توظف الموارد البشرية والمادية الهائلة بطريقة عادلة ومنصفة، مما خلق أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية معقدة، أدت إلى اندلاع حروب أهلية وإقليمية تسببت في تبديد مقدرات السودان.

استبشر الشعب السوداني خيرا بإسقاط نظام الإنقاذ – أسوأ حقبة في تاريخ السودان – عبر ثورة ديسمبر المجيدة، وبدأت قوى الثورة الحية تتحسس طريقها نحو تأسيس وطن يتسع للجميع وتتحقق فيه دولة مدنية ديمقراطية. إلا أن ذات القوى التي عطلت البلاد قرابة سبعة عقود تصدت لهذا التطور وأجهضت أحلام الشعب السوداني في إقامة دولته المنشودة، وقطعت عليه الطريق بإشعال حرب الخامس عشر من أبريل. وقد أسفرت هذه الحرب عن أسوأ كارثة شهدتها البشرية والعالم المعاصر، وشردت الشعب السوداني وأدت إلى انهيار كامل للخدمات والدستور في البلاد. إن الظروف التي يعيشها الوطن والمواطن السوداني اليوم تتطلب تضافر الجهود لإخراج البلاد من الأزمة الحالية وإنهاء الحرب وبناء سلام شامل ومستدام.

وإزاء هذا الواقع الحرج، اتفقنا وتعهدنا بدعم تحالف القوى المدنية المتحدة، وهو تحالف عريض يضم كتلاً سياسية تتكون من القوى الشعبية المجتمعية الفاعلة والناشطين من المجموعات الشبابية ولجان المقاومة وقطاعات المرأة وحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقيات السلام، ورموز وقيادات مجتمعية ودينية بلغت (68 تنظيماً). التحالف مفتوح لكل السودانيين وتنظيماتهم لتحقيق أكبر قدر من الإجماع والتوافق الشعبي لمعالجة قضايا الوطن وإعادة تأسيسه من جديد. جهودنا في تحالف القوى المدنية المتحدة داعمة ومكملة لكل المبادرات المطروحة لإنهاء الحرب والحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً. وندعو كل القوى السياسية والمجتمعية الثورية إلى الاتفاق والتعاون لتحقيق وحل القضايا السودانية الكبرى وإطلاق الحوار ونبذ العنف والتطرف وخطاب الكراهية، والالتزام بمبدأ العمل السياسي السلمي، والاعتماد على الحشد الجماهيري وتنظيمه، والإعلام الخالي من خطاب الكراهية والاستقطاب الاجتماعي، واعتماد التفاوض والحوار في عملها. هذه هي وسائلنا في العمل لتحقيق أهدافنا.

وتتمثل هذه الأهداف فيما يلي:

– إيقاف الحرب وبناء السلام وإرساء دعائم بناء الدولة في فترة انتقالية ذات أهداف واضحة تقود إلى تحول ديمقراطي كامل.

– تأسيس الدولة السودانية الجديدة القائمة على أسس “البناء – العدالة – الديمقراطية”، في سودان موحد أرضاً وشعباً، وفق نظام حكم فيدرالي مدني تقف فيه الدولة على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات.

 – أن يشمل مفهوم التأسيس وإعادة البناء كل مؤسسات الدولة وأنظمتها الإدارية والقانونية بما يضمن الكفاءة والمهنية والقومية والتوزيع العادل للفرص بين السودانيين.

 – إنشاء جيش وطني مهني واحد مهني بعيد عن السياسة والانحيازات الجهوية والعرقية، ويجب أن تعكس المؤسسة العسكرية في تكوينها تنوع أهل السودان بثقافاتهم وتركيباتهم.

– اتباع سياسة خارجية متوازنة تلبي مصالح الشعب وتحقق السلام والتعاون الإقليمي والدولي.

– إعادة إعمار ما دمرته الحرب وبناء اقتصاد وطني كفء وتنمية الريف وتحسينه وإزالة آثار الحرب بدعم برنامج متكامل للنازحين واللاجئين يشمل العودة الطوعية والتوطين وإعادة التوطين.

– العدالة الانتقالية والمحاسبة على جميع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في السودان منذ 30 يونيو 1989، بما في ذلك تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.

 – يدعو تحالف القوى المدنية المتحدة الجيش وقوات الدعم السريع إلى الاستجابة لنداءات المجتمع الدولي للتفاوض لوقف إراقة الدماء والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يحمي المدنيين والمساعدات الإنسانية. وسيكون هذا الاتفاق حجر الزاوية لمفاوضات سياسية لا تستثني أحدا إلا المؤتمر الوطني وواجهاته السياسية.

  – ندعو الطرفين إلى تخفيف معاناة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهما بالسماح بمرور الغذاء والدواء دون أي قيود أو شروط، وندين أي محاولة لاستخدام الغذاء كسلاح لأن ذلك يشكل جريمة حرب.

 – ندعو طرفي الحرب إلى التخفيف من معاناة الأسرى ومعاملتهم وفقاً للمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وندعو الطرفين إلى إطلاق سراح جميع الأسرى وخاصة الجرحى والمرضى وكبار السن.

 – نثمن الاستجابة المتكررة لقيادة قوات الدعم السريع لكل دعوات المجتمع الدولي للسلام.

– يدعو تحالف القوى المدنية المتحدة المجتمع الدولي لتوحيد المنابر والمبادرات لحل القضية السودانية.

– لقد خلقت حرب 15أبريل انقساما اجتماعيا حادا وفاقمت من حالة التشرذم السياسي. علينا جميعاً، كسودانيين بمختلف مكوناتنا السياسية والمدنية والاجتماعية، أن نتحد ونعمل بمسؤولية تجاه وطننا لحماية بلادنا من الانهيار، ودعم عملية السلام، وتعبئة الموارد من أجل السودان.

 – إن الوطن الذي نسعى لبنائه هو وطن خالٍ من أمراض العنصرية وخطاب الكراهية، تتحقق فيه دولة السيادة وسيادة القانون.

  – الحوار الوطني الشامل هو الوسيلة الأنجع للوصول إلى حل سياسي يؤدي إلى انتقال سلمي مدني ديمقراطي سلمي.

  – ندين بشدة الاستهداف الانتقائي للتجمعات السكانية الآمنة في المدن والقرى النائية بالطائرات العسكرية وقتل الأبرياء والماشية والتدمير الانتقائي للمستشفيات ومحطات الكهرباء ومصادر المياه ومنازل المواطنين، مما يعكس استهدافاً عنصرياً جهوياً غير مسبوق في تاريخ السودان. كما ندين تدمير البيئة. كما ندين كافة الانتهاكات ضد المدنيين العزل.

مرة أخرى، نكرر شكرنا باسم تحالف القوى المدنية المتحدة لكل من وقف مع الشعب السوداني في محنته منذ انقلاب أكتوبر 2021. وندعو القوى السياسية والشعب السوداني إلى التوحد والعمل معًا لإنهاء الحرب وبناء سودان أفضل يتسع للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار