السودان

الجيش السوداني يرفض محادثات السلام في جنيف ويواجه تهمة عرقلة السلام

راينو: وكالات – إن اختيار الحكومة السودانية عدم إرسال وفد إلى محادثات السلام في جنيف اليوم هو إما خطوة جريئة وشجاعة أو قرار قصير النظر. ويبقى أن نرى ما إذا كان السودان سيصمد أمام الضغوط الدولية التي لا شك أنها ستتهم الجيش بأنه عقبة في طريق السلام.

ينبع رفض السودان حضور المحادثات من رفض اثنين من مطالبه الرئيسية الثلاثة. كان الطلب الأول، الذي وافق عليه المفاوضون الأمريكيون، هو الاعتراف بالجيش، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كحكومة شرعية للسودان. أما الطلب الثاني، الذي لم تتم الموافقة عليه، فكان استخدام الاتفاق الذي وقعه الجيش وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023 في جدة، كنقطة انطلاق. وكان الاعتراض الثالث، الذي رفضه المفاوضون مرة أخرى، هو منع الإمارات من حضور محادثات السلام كطرف ثانوي. ويتهم السودان الإمارات بتأجيج الصراع بشكل مباشر من خلال دعم قوات الدعم السريع عسكرياً ويهدد برفع قضية ضد الإمارات في المحكمة الجنائية الدولية.

وقبل ساعات من المحادثات الأمريكية، أكد البرهان:(لن تتوقف العمليات العسكرية حتى تنسحب آخر مليشيا من المدن والقرى التي انتهكتها واستعمرتها). وأضاف:(لا يمكن أن يكون هناك سلام بينما الميليشيا المتمردة تحتل منازلنا).

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، “توم بريلو”، قد أكد في العاشر من الشهر الجاري أن الجيش السوداني لن يحضر محادثات جنيف. إلا أنه أكد على الجهود الأمريكية المستمرة لإنهاء النزاع، وأشار إلى التزام قوات الدعم السريع بالمفاوضات.

وفي الوقت نفسه، استضاف الاتحاد الأفريقي يوم السبت مشاورات مع مختلف أحزاب المعارضة السودانية وجماعات المجتمع المدني. وفي سلسلة ثانية من الاجتماعات، التي شارك في أولها مجموعات سياسية موالية للجيش، قال الاتحاد الأفريقي إن المشاورات تهدف إلى التحضير لعقد حوار سياسي بين السودانيين.

ويؤمل أن يجري الحوار بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار لمناقشة الشكل المحتمل للانتقال السياسي. وضمت المحادثات في مقر الاتحاد الأفريقي ممثلين عن تحالف التقدم برئاسة رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال (وهي مجموعة مسلحة غير منحازة تسيطر على أراضٍ كبيرة)، والحزب الاتحادي الديمقراطي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الشعبي الذي كان يقوده الراحل حسن الترابي.

ومهما كانت نتيجة محادثات جنيف، يبدو الجيش السوداني في الوقت الراهن واثقاً من قدرته على الصمود أمام الضغوط الدولية المتوقعة، على أمل أن يبقى تحالف القوى العسكرية والدعم الشعبي إلى جانبه. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن قرار عدم حضور المحادثات قد يأتي بنتائج عكسية ويطارد قيادته في نهاية المطاف.

نقلاً عن ميدل إيست مونيتور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار