راينو: وكالات – كشف الصحفي السوداني المقيم بالولايات المتحدة “عبد الرحمن الأمين” عن مصادر، أن قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” دفع مبلغ 9 مليون دولار في الثلاثين من يونيو الماضي، كقسط أول – من جملة مبلغ 70 مليون دولار – في صفقة مع شركة أمنية، لاستجلاب مرتزقة من أجل القتال مع الجيش ضد قوات الدعم السريع.

ونشر الأمين وثيقة مسربة، تحتوي على تفاصيل إكمال تحويل مصرفي بنظام سويفت SWIFT من بنك السودان المركزي المشار له بالكود الخاص به BSDNSDKH إلى بنك السلام بالبحرين وعنوانه بجزيرة سنابس، ورمزه الكودي فهو ALSABHBM

وتذكر الوثيقة المسربة أن الغرض من التحويل هو تمويل ائتمان “Credit”، وأن قيمة المبلغ المحول هي 9 مليون دولار. أما العميل المُرسل للمبلغ فهو “وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي”، أما البنك الذي سيتم إيداع المبلغ فيه، فهو بنك زينث ” Zenith” بمدينة لاغوس، في دولة نيجيريا الاتحادية.

وأشار البند “59” في الوثيقة إلى أن الشركة   المستفيدة من هذا التحويل الائتماني هي شركة “كونيلا” لاستقدام المرتزقة، أما الخدمات التي تم تنفيذها بواسطة كونيلا والتي بموجبها يتم سداد الفاتورة المقدمة منها، فهي – بحسب الوثيقة – استحقاق بمبلغ 9 مليون دولار، لكونيلا، نظير تقديمها “دعماً ومساندة لمجلس السيادة الانتقالي”.

وكشف المصدر – بحسب الأمين – عن تفاصيل العقد الذي ابرمته الحكومة السودانية بمبلغ 70 مليون دولار مع شركة كونيلا “Conella” للخدمات الأمنية “ذات المسؤولية المحدودة”، فقال إن شركة المرتزقة ستحصل على “47” مليون دولار فقط، مؤكداً أن البرهان “تدخل شخصياً”، ووجه السماسرة الإسلاميين بتقاسم “23” مليون دولار بينهم، وهو ما تعادل نسبته “32,8%”، أي أكثر قليلاً من ثلث قيمة العقد.

وتعليقاً على تأخر إرسال المبلغ عن التاريخ المكتوب في الوثيقة قال عبد الرحمن الأمين”:(يتضح جلياً ان حكومة بورتسودان حرصت على تمرير هذه المعاملة “ذات الاهمية القصوى” في أول يوم دوام لبنك السودان بعد عطلة نهاية الأسبوع، فاستحقاق التحويل كان يوم 27 يونيو، لكنه صادف “يوم خميس”، موعد الإجازة الأسبوعية للمصارف في السودان، وعليه انتظروا حتى يوم الأحد ليرسلوا المبلغ).

وأضاف:(“كونيلا” هي شركة جنوب افريقية متخصصة في استقدام المرتزقة، تعاقدت معها حكومة بورتسودان في بحثها المحموم لاستمرار الحرب ونضوب مواردها العسكرية المحلية. وذاع صيت كونيلا بعد ان تعاقدت الحكومة النيجيرية معها سراً قبل 10 سنوات لهزيمة جماعة “بوكو حرام” الاسلامية المتطرفة. وعند استجلابها في عام 2014، تم تسجيل شركة كونيلا في نيجيريا تحت الرقم 1231667 وكان المسؤول عن حساب عمليات نيجيريا هو المتعهد الاستشاري دي وال فان جارسفيلد). 

وتابع:(الظرف الإنساني الذي تم فيه تخصيص هذا المبلغ الضخم لاستجلاب المرتزقة وحال البلد مكشوف يغني عن كل بيان يثير الاستغراب، أما أم الأثافي فشهدناها في احتجاج ولاة “بورتكيزان” لمسؤول اليونيسيف البارحة، و”بقوة عين لا تعرف الحياء”، يشكون تقاعس المجتمع الدولي وانصرافه عن اغاثة جوعي السودان، وهم يستقدمون مَنْ ينفخ لهم لهيبها لتحرق أكثر!).