السودان

محادثات جنيف تطرح هدنة لمدة 90 يوماً ووفد الجيش يتعنت حول مقترحات الممرات والمناطق الآمنة

تقرير ـ راينو

بدأت محادثات العاصمة السويسرية جنيف، بين الجيش والدعم السريع والتي دعت لها الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، بغياب ممثل الجيش عن الجلسة الأولى، والمخصصة للعون الإنساني وفتح المسارات لانسياب المواد الإغاثية. وتضرب الأمم المتحدة سياج من السرية على مجريات المحادثات والتي صُرح بأنها غير مباشرة بين الوفدين.

وتشير الأنباء من داخل قاعات المحادثات إلى عدم اختراق يذكر، والأمم المتحدة التي صممت بحسب مصادر، اتفاقاً يتضمن هدنة لمدة 90 يوماً، لتسهيل حركة المساعدات وإيصالها للمدنيين في مناطق القتال، وتعنت من قبل وفد الجيش، حول مقترحات الإحداثيات المقدمة للممرات والمناطق الآمنة.

قتال دامي:

ويشهد السودان قتالاً دامياً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 25 أبريل من العام الماضي، ما خلف أوضاعاً إنسانية حرجة، وتعرض 25 مليون مواطني لخطر المجاعة، بالإضافة إلى أكثر من تسعة ملايين ما بين النزوح واللجوء.

تمثيل المفوضية:

وقال رئيس المرصد السوداني لحقوق الإنسان دكتور “عبد السلام سيد أحمد”، إن محادثات جنيف برعاية من الأمم المتحدة ومشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية والسعودية، إضافة إلى أن تمثيل الجيش في المحادثات عن طريق مفوضية العون الانساني، مما يعني أن هذا التمثيل ليس من القيادة العسكرية للجيش.

مناورة ومزايدة:

وقال عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” خلال حديثه لـ”راينو”، إن وصول وفدي الجيش والدعم السريع لجنيف تلبية لدعوة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وأضاف:(الجيش عليه أن يعلم جيداً أن المطلوب منه – وليس المرجو – هو شيء واحد فقط، وهو الموافقة على كل مطلوبات المجتمع الدولي الخاصة بفتح المسارات وتأمينها، من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى الملايين من السودانيين المُهددين بالموت جوعاً. كما عليه أن يعلم أن هذا الأمر ليس قابلاً للمناورة أو المزايدة، وأن التلكؤ فيه له عواقب وخيمة على سلطة الأمر الواقع في بورتسودان).

هدنة لثلاثة أشهر:

وأوضح “سيد أحمد” خلال حديثه لـ”راينو”، أن المفاوضات تتركز حول تسهيل العوان الإنساني وتحديد المسارات وآلية هدنة. وأعلن أن هناك طرح لهدنة مدتها 90 يوماً، وقال:(في حال نجحت المحادثات، يمكن اعتماد تلك الهدنة لترتيب أوضاع الإغاثة وتحديد تحديد المسارات ووضع آلية للمراقبة)، واعتبر أن هناك عراقيل أمام التوصل للهدنة، خاصة وانها تحتاج إلى ترفيع التمثيل لاتخاذ القرار والالتزام به.

وبشأن التفويض، قال رئيس المرصد السوداني لحقوق الإنسان، إن المفاوضات الجارية دون مستوى التمثيل، خاصة من جانب الجيش، الذي تمثله مفوضية العون الإنساني، ليتسنى لهم التوقيع على هدنة أو وقف إطلاق النار.

وبحسب “سيد احمد”، فإن المحادثات حال خروجها بالاتفاق على هدنة لتمرير المساعدات، تكون الوساطة قد احدثت اختراق. والمؤشرات تذهب نحو نجاح المفاوضات، مما يفتح الباب أمام أمل جديد لاستئناف مفاوضات جدة، وهي خطوة إذا نجحت تكون في الاتجاه الصحيح، لكن حتى الآن تفاصيل الاتفاق غير معروفة.

 وتهدف الأمم المتحدة إلى التوصل لاتفاق على هدنة أو وقف إطلاق نار لمدة 90 يوماً، لترتيبات الإغاثة وتجميد توسع العمليات الحربية، بحيث لا يكون هناك تحرك عسكري لأي منطقة جديدة من الطرفين. وهناك معلومات تشير إلى وجود تعنت من وفد الجيش، حول مقترحات في الاحداثيات المقدمة للممرات والمناطق الآمنة.

لكن المخاوف والشكوك تظل باقية في إمكانية النجاح أو صدور مخرجات قوية، وأن البرهان فقط قام بإرسال وفد التفاوض، لتسجيل الحضور دون التوصل إلى شيء، بحسب حديث “سيد احمد”.

فشل المحادثات:

واعتبرت استاذة الدراسات الدبلوماسية في الجامعات السودانية، والتي فضلت حجب اسمها، أن الأمم المتحدة تأخرت كثيراً في خطوتها الأخيرة، مشيرةً إلى أن الوضع في السودان أصبح معقد سياسياً وجغرافياً، وأن أمر إيصال المساعدات يحتاج إلى قدرات عالية، نسبة لتمدد الصراع في البلاد، حتى وصل إلى مناطق بعيدة ووعرة، ومن الصعوبة بمكان أن تصل إليها المساعدات، خاصة في فصل الخريف.

استهتار الجيش:

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الأسبق دكتور “عمر قمر الدين” خلال استضافته على قناة “العربية – الحدث” اليوم الجمعة، أن تغيب جيش عن حضور الجلسة الأولى من المحادثات، استهتاراً بأرواح السودانيين، وعدم اهتمام بمأساتهم.

وتغيب وفد الجيش عن حضور الجلسة الأولى في افتتاحية محادثات الأمم المتحدة دون إبداء اسباب، لكن الأمم المتحدة قالت في تصريحات لها، أن المحادثات مستمرة رغم غياب الجيش عن الجلسة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار