السودان

عبد الواحد النور لـ”السودانية نيوز”: لا بد من تشكيل جبهة عسكرية موحدة لإنهاء استبداد الكيزان

دعا رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير السودان، الاستاذ عبد الواحد محمد احمد النور، الي تكوين جبهة مدنية قومية قوية، وإذا اضطر الأمر والظرف عمل جبهة عسكرية واحدة، لإنهاء استبداد الكيزان.

وقال النور في رده على ما رشح بشأن البند السابع ونشر قوات دولية في السودان في حوار مع “السودانية نيوز”:(إذا أردنا ان نراهن يجب ان نراهن على قدرتنا في أن نتوحد، ويكون لدينا مشروع واحد، ونعمل جبهة مدنية قومية قوية، وإذا اضطر الأمر والظرف نعمل جبهة عسكرية واحدة، لإنهاء استبداد الكيزان، ونكون كلنا مع بعض قوة لخلق دولة المواطنة، ونأتي بها. ويجب ألا يكون هناك، افلات من العقاب. ولا بد من محاسبة كلٍ من ارتكب جريمة ضد الشعب السوداني بما فيهم أنا رئيس حركة جيش تحرير السودان).

حوار: جعفر السبكي

(*) استاذ “عبد الواحد”، الأوضاع في دارفور لا تزال ملتهبة، خاصةً بعد انقسام الحركات الموقعة على اتفاق جوبا (من أجل حماية المدنيين سابقاً، منهم من شارك مع الجيش في القتال، والبعض الآخر محايد) والآن مواطن دارفور يعيش الأمرين – ما تعليقك على الأحداث الجارية الآن خاصةً الفاشر؟

الأوضاع ليس في دارفور فقط، إنما في كل السودان الأوضاع سيئة جداً، وبالتالي يجب علينا جميعاً أن نقف صفاً واحدا، مع الشعب السوداني، وليس مع أي طرف من أطراف الصراع على أساس إنقاذ السودان، من حالة الحرب والاقتتال. رغماً أنه من المعروف من الذي صنع الحرب منذ 89 إلى اليوم. أيضاً الأوضاع في دارفور ملتهبة جداً، وكنا نتمنى أن كل الرفاق، كان يكونوا محايدين؛ في هذه الحرب، لأننا تمردنا ضد هذا الجيش “جيش الإسلاميين” وقاتلناه وتوقفنا الآن، لكن نحن أعداء حقيقين لهذا الجيش لأنه هو من صنع المليشيات عبر استخباراته، وهذا الجيش مارس الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، هذا جيش أيدلوجي بامتياز، لكن المواطن في دارفور إذا سألتني عنه. نحن كحركة وقفنا موقف حيادي، وأراضينا المحررة تمثل ثلث مساحة دارفور، ولن نقف مع أي طرفٍ أو جهة، فقط نقف مع الشعب السوداني في معركته الطويلة ضد الإسلام السياسي، واستطعنا كحركة توفير أراضي محررة، فيها الأمان الكامل لشعبنا، واستقبلنا الشعب السوداني الذي فر من ويلات الحرب بين الطرفين. لكن نحن عاجزين عن توفير المساعدات الإنسانية، كالغذاء والدواء والكساء. وأيضاً لم نوفر لهم المنازل للحماية من الأمطار والسكن وحر الشمس، خاصةً وأن فصل الخريف قد بدأ، لذا نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتوفير المساعدات الإنسانية لشعبنا؛ مناشدين أن هناك الملايين من السودانيين، أتوا من كل انحاء السودان (الجزيرة الخرطوم، كردفان، ومن مدن دارفور المختلفة). وهذا هو موقفنا كحركة جيش تحرير السودان، نناشد الجميع بأن يحذو حذونا، والموقف الحيادي جميل، لأنه يقلل من ويلات ومعاناة الشعب السوداني.

حمدوك سوداني وطني ونحن كحركة تحرير السودان، نثق فيه جداً ونتواصل معه لتأسيس أكبر جبهة وطنية ضد الحرب

(*) الطيران الحربي لا يزال يشن غارات جوية في أجزاء واسعة من السودان أدى ذلك إلى مقتل العديد ولم تسلم منه حتى الحيوانات، والغابات، البعض يري أن هناك استهداف واضح حيال مناطق بعينها لممارسة التهجير خاصة إقليم دارفور ما تعليقك؟

طبعاً نحن في أراضينا المحررة لم تصلنا الغارات، لأنه على الأقل نحن محايدين، لكن الجميع يعلم ويرى، أن الطيران السوداني منذ تأسيس سلاح الطيران، يضرب مواطنيه في حروبه ضد الشعب السوداني اولاً ثم يتركها للمليشيات الحليفة لتنظيف الأرض حسب مصطلحاتهم العسكرية بمعنى ارتكاب جرائم القتل والاغتصاب والحرق. “ولنأخذ دارفور كمثال،  فأي قرية تم حرقها كانت تأتي أولاً طائرة “أنتنوف”، أو “الهليكوبتر”، أو “الميج”، تقصف القرية، تم تأتي بعدها المليشيات لتعيس فسادا في الأرض، من اغتصاب وقتل، وإبادة وبعدها يأتي الجيش للتأمين، والجميع يري الآن في هذه الحرب بين الجيش، والدعم السريع كل هذه المشاهد المكررة، حيث ترى طيران الجيش يقصف المدنيين عزل، في مناطق سيطرة الدعم السريع، والذي يصاب هو المدني الأعزل.

 نحن في الحركة حاربنا النظام، مثلاً في جنوب كردفان، يقصف المدارس، وجنوب السودان، قصف بطريقة متعمدة، ولم يضرب أهداف عسكرية. لذا جل غضب الجيش على الحواضن الاجتماعية التي تقف ضده، او تمردت ضده، هذه هي المعاناة التي نراها.

أما التهجير القسري لبعض المجتمعات، يجب أن نكون صريحين هذه هي حقيقة، لأن الجيش جيش عنصري، يمارس ممارسات عنصرية ضد الحواضن الاجتماعية للذين تمردوا ضده، لأن هناك الملايين من النازحين واللاجئين في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق هجروا مواطنهم قسراً، لأن الدولة تستهدفهم بطريقة ممنهجة ومنظمة وخاصة بسلاح الجو.

(*) الآن هناك الآلاف من المواطنين نزحوا بسبب الحرب من الفاشر إلى الأراضي المحررة لديكم، ويعانون ظروف قاسية هل لديكم اتصالات مع المنظمات الدولية لإيصال المساعدات لهم؟ وما دور الحركة في عمليات المساعدة؟

طبعاً الذين يصلون إلى الأراضي المحررة يومياً بالآلاف، ووصلوا الينا ملايين من كل بقاع السودان المختلفة ـ والظروف الإنسانية كما اسلفت سيئة جدا، بسبب الحرب. والطرق غير آمنة وهناك حصار مما أدى إلى ندرة في الغذاء، بجانب الجميع ليس لديهم نقود أو مال، ولا أعمال، فالحالة سيئة خالص. وبالتالي نحن نعم لدينا الأمان والسلطة المدنية، تنظم شئون المدنيين، برئاسة الرفيق مجيب الرحمن الزبير، ولدينا كل مكونات السلطة، القضاء، والشرطة، والتعليم، والصحة، والخدمات، لكن هناك عجز في إيصال المساعدات والدواء والكساء. لكن نحن كحركة نجتهد لتوفير بعض الأشياء، ونحاول مساعدة الخيرين من التجار، والمنظمات الإنسانية، لإيصال المحاصيل من خارج السودان، ونحن نقوم بتأمين الطرق، وهذه مسألة مرهقة جداً، وبالتالي نحن نناشد المنظمات الدولية أيضاً، وعملنا جلسات طويلة جدا مع منظمات الإغاثة، والآن سوف تكون هناك بداية حقيقية لإيصال المساعدات والاغاثات لدارفور، والأراضي المحررة وكل السودان، وأن تكون الفاشر المكان الآمن لذلك. حتى يتمكن الجميع من توصيل الإغاثة لدارفور وكردفان، لان إيصال المساعدات من بورتسودان لا يمكن عملياً بالطبع. لأن السلطة الموجودة هناك هي نفس السلطة التي مارست الإبادة والتطهير العرقي (بقايا النظام السابق) لذا يستحيل أن تكون لديها “اي سلطة بورتسودان” العقلية التي تقبل بإيصال الإغاثة لتلك المناطق؛ التي في نظرهم أن الموجودين فيها ليسوا بشرا.

الموقف الحيادي يقلل من ويلات ومعاناة الشعب السوداني والجيش غاضب على الحواضن الاجتماعية التي تقف ضده

(*) سبق وأن التزمت الحركة بعقد مؤتمر للقضايا الإنسانية بالمناطق المحررة بيد أنه تأجل لدواعي امنية، وهل هناك اتجاه لعقده قريباً لتحديد الاحتياجات الإنسانية؟

نعم، هناك برنامج وفكرة أتت من هيئة محامي دارفور، عن طريق الأمين العام الأستاذ الصادق علي حسن “السندكالي” وهذه المنظمة الحقوقية تستحق التقدير والإعجاب والإشادة، لأنها قامت بدورها كاملاً بنشر الحقائق والانتهاكات، ودافعت عن أهل دارفور، وهذه شهادة مهمة تجاهها وفي حقهم، بجانب الأستاذ المحامي صالح محمود وغيرهم.

 كانت الفكرة أن يكون هناك مؤتمر للقضايا الإنسانية في مصر، ثم الأراضي المحررة وعقد في معسكر كلمة تحت استضافة المنسق العام للنازحين واللاجئين يعقوب فوري. وامتدت الفكرة؛ لكن لأسباب غير أمنية [أي أسباب تتعلق بالتنظيم وبعض الأشياء اللوجستية] تسببت في تأجيل المؤتمر، لأجل لاحق، وسيعقد المؤتمر قريباً، لأن الأوضاع الإنسانية سيئة جداً، حيث تحدثت مع السيد المنسق العام الذي قال إنه يومياً يموت بمعسكر كلمة من 20 إلى 21 شخص يومياً، وهذا رقم كبير جداً، بسبب نقص الأدوية المنقذة للحياة، والأغذية. فاذا كان هناك 171 معسكر في دارفور فقط، ناهيك عن باقي أنحاء السودان، إنه أمر محزن للغاية، وبالتالي السودان يشهد أكبر كارثة إنسانية، لا مثيل لها في العالم. لكن في العالم نفسه، هناك عنصريات لأن السودان في نظرهم أقل درجة من غزة. أو أوكرانيا، لو وجدنا 1 في المية، من اهتمام غزة، وأوكرانيا في تقديم المساعدات الإنسانية. اعتقد ان حياة المواطن السوداني، كانت يمكن أن يكون أفضل بكثير من الذي يعيشه الآن.

ازمة السودان سياسية ويجب حلها سياسياً وليس امنياً كما يجري الآن والسياسي ليست عملية بيع وشراء

(*) هناك حديث عن أن الحركة شاركت في ترحيل الفارين من الحرب، من الفاشر إلى طويلة، هل لديكم تنسيق مع الحركات المحايدة في تأمين وصول الفارين؟

نعم، الحركة شاركت مشاركة فعالة في ترحيل الفارين من الحرب من مدينة الفاشر إلى مدينة طويلة، وهذه أراضينا المحررة، طبعاً الحقيقة التي يجب أن تقال، كان لدينا في السابق قوة تنسيق مشتركة لحماية المواطنين، لكن بعض من الأطراف، التي دخلت الحرب لصالح الجيش أخلت بتعهداتها بدخولها الحرب، وبالتالي هذا التنسيق انتهى كعمل مشترك.  فواصلنا العمل لوحدنا. كان هناك فكرة لتكوين قوة مشتركة مع الرفاق في تجمع تحرير السودان “قيادة الطاهر حجر”. وهي مازالت تحت الإجراءات والتأسيس. لكن نحن الآن نعمل لوحدنا وهذا ليس جديد قديم جداً، حيث سهلنا للفارين من قبل في “زالنجي” ولاية وسط دارفور، ونيالا ولاية جنوب دارفور، وفي مناطق كثيرة جداً اخرى.

وكما ذكرت واجبنا هو حماية المواطن وتأمينه، رغم أن الحكومة مسئوليتها حماية وتأمين المواطن، باعتباره عقد اجتماعي طبيعي، لكن ليس هناك دولة، فنحن في حركة جيش تحرير السودان، التزمنا بحمايتهم حتى لو اضطررنا للدخول في حرب على الذين يعتدون على المواطنين.

(*) بعد توقيع الحركة مع رئيس الوزراء الأسبق دكتور عبد الله حمدوك مؤخراً إعلان نيروبي، شن إعلام النظام البائد هجوماً على الحركة مرة بدعوى مشاركة الحركة في الحرب، وتارة أخرى منتقداً لمواقف الحركة، إلى ماذا تعزي ذلك؟

دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الشرعي، سوداني ووطني وغيور، نحن كحركة تحرير السودان، نثق فيه جداً وحسب تجربتنا معه من باريس. عقدنا ثلاث اجتماعات معه في نيروبي وجوبا، تأكد لنا ان هذا الرجل ينبض نبض الوطن والشعب لذا ليس لدينا فيه أي تحفظ، ونلتقيه في أي وقتٍ ومكان، ونؤمن أننا سوف نعمل معه من اجل إيقاف الحرب والتحول الديمقراطي المنشود.

اما توقيعي مع دكتور عبد الله حمدوك، نحن مثل بقية السودانيين الذين، يجتهدون في أن يكون هناك سلام، وإيقاف للحرب. وهذا جهد كبير نحن نرى كحركة بذلناه، ووقعنا معه كما وقع الآخرين. واقصد بذلك خاصةً الحركة الشعبية شمال، بقيادة الجنرال عبد العزيز آدم الحلو. وجهدنا لن يتوقف “سنواصل مع بقية السودانيين الذين يؤمنون بتأسيس دولة حقيقية”، نحن نتواصل معه لتأسيس أكبر جبهة وطنية، تقف ضد الحرب وتنحاز للشعب السوداني، وننهي حكم العسكر، وحكم الحركة الإسلامية، التي قسمت السودان، وبترت السودان وحولته من دولة واحدة واعدة صاعدة مبشرة في العالم، إلى دولتين منقسمتين في وهن، اعادنا إلى القرن الحجري. ولكن بإرادة السودانيين، وتكاتفنا كقوة نستطيع ان نسقط هذا الطغم، ونبدأ في بناء دولة المواطنة والحقوق المتساوية.

أما عن انتقادات الحركة الإسلامية فنحن تمردنا ضد الحركة الإسلامية، وضد النظام “المتأسلم” لأنهم أبعد ناس عن الإسلام، حاربناهم 23 عاماً ، وموقفنا مبدئي وثابت، رفضنا منذ 2006 أي حوار او تقارب، ووقفنا في أكثر اللحظات حرجاً لوحدنا ضد العالم أجمع بمبادئنا؛ نحن نعرفهم نظام استبدادي وفكر مستبد، وهذا نظام لا يصلح في القرن الواحد وعشرين ـ والجميع يرى الآن، لأن أزمة السودان منذ 56 هي أزمة سياسية ، نحن تمردنا ضدهم، وهدفنا بناء دولة علمانية، ليبرالية، فدرالية  ديمقراطية ؛ فيها فصل واضح للدين من الدولة ـ أي دولة المواطنة المتساوية ـ وسيادة القانون ـ دولة المؤسسات ، لكن الإسلاميين بدل مناقشة الحل السياسي اتجهوا الي تقسيم المواطن السوداني إلى زرقة وعرب، ومسلمين، وغير مسلمين، وعملوا المليشيات والجنجويد، وسموهم مرة “بالشرطة الظاعنة” وعند ما أصدر مجلس الأمن قراراً بحلها بسبب ارتكابها جرائم التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، تم تحويلها إلى “حرس الحدود” ، وآخرها “الدعم السريع” وبعد اندلاع الحرب بينهم والدعم السريع، أعلن البرهان حل الدعم السريع وأعاد حرس الحدود، هي لعبة شطرنج،  يحرك فيها البيادق، هذه عقلية فوضوية. وبعدها يأتي البرهان ويتباكى للشعب السوداني. نحن كحركة نعتبر مسألة انتقادهم لنا فخر للحركة “لكن مجرد ما نكون مع الحركة الإسلامية كويسين، هذا يعني اننا انتهينا”.

(*) بعد التوقيع على إعلان نيروبي وخاصةً بند تمرير الإغاثة عبر دول الجوار دون عوائق هل شرعتم في إيجاد دول لتمرير الإغاثة عبرها خاصةً وأن الأطراف المتصارعة يمنعون إيصال المساعدات من بورتسودان؟

نحن كحركة شرعنا في الأمر واوصلنا رأينا؛ إن قانون الأمم المتحدة مع السودان لا ينفع، لأن قانون الأمم المتحدة يتحدث عن السيادة، والسيادة من اهم شروطها أن تكون الدولة مسيطرة على أراضيها، والجميع يعرف الآن أن الدولة غير قادرة. على أن تسيطر على أراضيها، والآن عملياً هناك 4 سيادات، الأولى نحن كحركة تحرير السودان، نسيطر على ثلث مساحة دارفور يعني أكبر من دولة بلجيكا، ولن يستطيع كائن من كان أن يأتي الا بإذن، من سلطات الحركة المدنية، في مناطق سيادتنا، أيضاً؛ هناك الحركة الشعبية شمال. بقيادة الجنرال الحلو تسيطر على جنوب كردفان/ وجبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق. كذلك الدعم السريع تسيطر على أراضي واسعة من السودان، في دارفور، وكردفان والجزيرة ووسط السودان والخرطوم؛ بجانب سيطرة الجيش على بورتسودان.  هذه أربع سيادات؛ واقعياً على الأرض، لا يمكن تأتي الإغاثة من بورتسودان إلى دارفور وكردفان، لذا نحن كحركة نتحدث مع المنظمات، بأن الواقع هذا هو أما أن يتمسكوا بالسيادة الزائفة، التي لا توجد على أرض الواقع. أو الناس تموت، او التعامل بواقعية هناك اغاثات ولو قليلة، بدأت تصل من معابر ثانية وهذا استجابة جيدة.

وبخصوص الدول، نحن لن نعمل تنسيق مع الدول، إنما المنظمات، لكن نحن نتحدث مع حكومات هذه الدول، إذا كانت هنالك عوائق نقوم بتذليلها مع بعض.

(*) السودان الآن حسب المنظمات الدولية يواجه مخاطر تهدده، والبعض يرى ان استجابة المجتمع الدولي ضعيفة حيال الأزمة ما هي المناشدات التي توجهها للعالم بشأن الازمة؟ 

نحن نناشد المجتمع الدولي، ونقوف بأن أزمة السودان سياسية، لأن السودانيين لم يجلسوا لتأسيس دولة إطلاقاً، وأن الصراع الدائر الآن لهو نتيجة إفرازات صراعات سياسية منذ 56، وأن الأزمة السياسية تحولت إلى أزمة عسكرية للمحافظة، على شكل الدولة العنصرية التي تكونت منذ 56 بصناعة المستعمر، وليس دولة المواطنة المتساوية، وسيادة القانون، والعدالة الاجتماعية، والثقافية المفقودة.  فمناشدتنا، بأن طريقة ترقيع السودان منذ 56 إلى اليوم “بالمناسبة كلمة 56 يقولون هذا حديث الدعم السريع” ابداً نحن كحركة جيش تحرير السودان، وقبلنا الحركة الشعبية برئاسة دكتور جون قرنق، بل الأنانيا ايضاً وقفوا ضد دولة 56، وكانوا يطالبون بالعدالة الاجتماعية. وكلمة “نيو سودان” أتت من أين؟ لأنهاء دولة 56 وخلق دولة جديدة تمثل السودانيين جميعاً، وبالتالي الإرهاب الذهني الذي يمارسه الكيزان على الناس (نحن على الأقل في حركة تحرير السودان تحررنا وحررنا عقولنا لأننا حركة تحررية من هذا الإرهاب الذهني، والفكري الذي يمارسه الإرهابيين من جماعة الإسلام السياسي. كل ما في الأمر ازمة السودان سياسية ويجب حلها سياسياً وليس امنياً كما يجري الآن ولن يجدي.

وقع على حركتكم في مواقعها المحررة عبء كبير فيما بخص تقديم الحماية للمدنيين وتقديم الدعم الإنساني خاصةً بعد تغير حركتي مني أركو مناوي وجبريل ابراهيم لمواقفهم ودخول الحرب تحت لواء الجيش الشيء الذي أدى لانهيار الوضع الإنساني في الفاشر ومعاناة المدنيين كيف تواجهون ذلك؟

نحن كحركة لدينا رؤيتنا، و “لا خير في ود امرءٍ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل” كما قال الشاعر. وبالتالي هذه الرؤية مهدت لنا الطريق للسير، نحن لا نتخبط عندما يكون هناك حدث طارئ في السودان، كما يحدث بسبب الحرب الآن، نحن موقفنا واضح نريد خلق دولة مواطنة متساوية، وصراعنا مع النظام القائم، وواجهتاه وفق مشروعنا ولدينا الحلول، والذي يشغلنا هو الوطن ومواطنه حيث ما كان، وموقفنا الذي نقوم به. في السودان العمل السياسي مفاده أما “دفعوا لك كم”؟ أو “ماهي المناصب التي ستحصل عليها”؟

 نحن في حركة تحرير السودان لا يمكن ان نباع بقروش ولا مناصب، لأن الوطن ليس له ثمن، إذا دفعت لك أموال العالم كله لن تشتري لك وطن، لذا نحن قروش الدنيا كلها لا يشترونا بها، ولا بالمناصب مهما عظمت، نحن نسعى فقط لتحقيق مشروعنا.

صحيح نحن كحركة يقع علينا عبء كبير جداً، لكن وفق مشروعنا وامكانياتنا استطعنا، أن نوفر الحماية كما اسلفت لك سابقاً، ونطبق مشروعنا في الأراضي المحررة، ونؤمن سعياً حثيثاً. في القريب العاجل بتطبيقه في كل السودان. لأن المشروع عبارة عن فكر، وصراحة العبء الإنساني الآن في مناطقنا المحررة أكبر من قدراتنا، لذا نناشد كل السودانيين المقتدرين بأن يقفوا معنا على أساس نخلق سودان عادل حقيقي، وطن يسع الجميع، ونملك الإرادة.

(*) ألا تعتقد ومع إصرار طرفي الأزمة على الحرب أن يقوم المجتمع الدولي بتطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة واستخدام القوة؟ هل تتوقع تطبيق البند السابع؟

هذه أحلام لا يُبَّنى عليها؛ ما في جهة ستأتي بقواتها، وهناك سوريا واليمن وليبيا، ودول كثيرة في العالم أصبحت فاشلة. لذا نحن إذا أردنا أن نراهن يجب أن نراهن على قدرتنا في أن نتوحد، ويكون لدينا مشروع واحد، ونعمل جبهة مدنية قومية قوية، وإذا اضطر الأمر والظرف نعمل جبهة عسكرية واحدة، لإنهاء استبداد الكيزان، ونكون كلنا مع بعض قوة لخلق دولة المواطنة، ونأتي بها. ويجب ألا يكون هناك، افلات من العقاب. ولا بد من محاسبة كلٍ من ارتكب جريمة ضد الشعب السوداني بما فيهم أنا رئيس حركة جيش تحرير السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار