السودان

من يسعى لتدمير البنية التحتية في السودان؟ وما هو الهدف؟

تقرير: راينو

للمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب تتعرض مصفاة النفط الرئيسية في الخرطوم للقصف من قبل طيران الجيش السوداني، وسط تقارير تحدثت عن أضرار بالغة لحقت بالمحولات الرئيسية ومستودعات التخزين وخطوط نقل البترول. وتعد مصفاة الجيلي الرئيسية واحدة من أكثر من 200 منشأة حيوية تعرضت لدمار شامل أو جزئي خلال الحرب، التي يتبادل فيها طرفي القتال الاتهامات حول مسؤولية تدميرها، وجاء التدمير بعض تحريض مستمر من منصات داعمة للجيش بحجة أن المصفاة نقطة مهمة لقوات الدعم السريع تستغلها في تمركز قوات كبيرة فيها، الأمر الذي يبدو مريباً تجاه استراتيجية الجيش ومن يقف خلفه، في تدمير منشآت الشعب السوداني.

وتعتبر مصفاة الجيلي هي الأكبر في السودان، ويقدر انتاجها بنحو 100 ألف برميل يومياً وتلبي معظم احتياجات البلاد من النفط المكرر، ويتم تصدير الفائض منها عبر ميناء بشاير على البحر الأحمر، ويبلغ طول خط أنابيبه 1610 كيلومترات، وتقع المصفاة في منطقة الجيلي شمال الخرطوم على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة شندي في ولاية نهر النيل.

وقالت منصات تابعة للدعم السريع إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن قارات جوية مكثفة، استهدفت عدة مواقع حول المصفاة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أشهر، وفي الجانب الآخر اتهمت منصات تابعة للجيش قوات الدعم السريع بتفجير المصفاة.

خسائر مليارية:

خلافاً للقصف المتكرر لمصفاة الجيلي، شهدت محطة بحري الحرارية قصف وحرائق هائلة. صاحب ذلك صمت من قبل وزارة الطاقة والنفط والجيش السوداني فيما تتهم قوات الدعم السريع كتائب الحركة الإسلامية بتدمير المؤسسات الحيوية. وتعليقاً على تكرار قصف المنشئات والمرافق المهمة يقول الصحفي “محمد راجي” إن الدمار الهائل الذي لحق بمحطة بحري الحرارية للتوليد الكهربائي، والذي جاء بعد أقل من 24 ساعة من قصف مصفاة النفط الرئيسية بمنطقة الجيلي، أجج المخاوف من المآلات الكبيرة الناجمة عن التدمير الكبير للبنية التحتية نتيجة الحرب المستمرة في البلاد، منذ منتصف أبريل 2023.

ويشير “راجي” في تدوينه له على صفحته في منصة فيس بوك إلى أن تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن خسائر الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ بداية الحرب في السودان تتراوح بين 120 إلى 150 مليار دولار حتى الآن، خلال الحرب التي يصر البعض على استمرارها كرامةً.

تبادل الاتهامات:

من جانبها اتهمت قوات الدعم السريع في بيان لها الجيش السوداني بقصف واحراق محطة الخرطوم بحري الحرارية، إحدى أكبر محطات توليد الكهرباء في البلاد، واتهمت قوات الدعم السريع في بيانها ما أسمتها كتائب الحركة الإسلامية المتطرفة وعناصرها في الجيش، بقصف واحدة من أكبر محطات التوليد الحراري للكهرباء في البلاد، مما أدى إلى حرقها.

ووفقًا للبيان، فإن قصف هذه المحطة يأتي استمراراً لسلسلة التدمير والتخريب المتعمد لتدمير المرافق والمنشآت الحيوية والاستراتيجية.

تدمير ممنهج:

لم تكن مصفاة الجيلي ومحطة بحري الحرارية وحدهما في سجل هذا الخراب الذي طال مؤسسات الشعب الحيوية، بل امتد التخريب حتى ولايات البلاد التي تشهد الآن عمليات حربية عنيفة، فعلى سبيل المثال وفي ولاية الجزيرة شب حريق ضخم بمحطة كهرباء “مارنجان” التي تغطي أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ ديسمبر الماضي، بجانب نهب وتدمير مخازن هيئة البحوث الزراعية التي تحتوي على سلالات نادرة من النباتات.

ولم يستبعد المحلل السياسي “علي عبد الرحمن” أن يكون تدمير المنشآت والبنى التحتية المهمة بالبلاد يتم وفقاً لخطط وأهداف مرسومة تأتي في سياق سياسة الحريق الشامل الذي لم يعد خافياً، وتجاهر بها واجهات الحركة الإسلامية التي ترسم الخطط الحربية للجيش، وأشار “عبد الرحمن” إلى أن الحركة الإسلامية وقادتها ظلوا يرددوا أن المنشآت ملكهم ولهم حق مسحها من على الأرض، لافتاً إلى أن وسائط التواصل الاجتماعي بها كثير من المنصات التي وثقت للتحريض الذي لازم الحرب منذ بدايتها للطيران الحربي بقصف المؤسسات التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، بعد أن فشل الجيش في استردادها سليمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار