السودان

حمدوك: تواصلنا مع أحزاب وحركات منها الشيوعي والبعث ومناوي والحلو وعبد الواحد للانضمام لـ”تقدم”

أديس أبابا: راينو – كشف رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، دكتور عبد الله حمدوك، عن دخول الحرب في عامها الثاني مرحلة، وصفها بـ”غير المسبوقة”، من تدمير للشعب السوداني ومقدراته.

وأعلن حمدوك، خلال كلمته التب قدمها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، اليوم الإثنين، عن تواصلهم مع أحزاب الشيوعي والبعث العربي الاشتراكي الأصل، الاتحادي الأصل، والمؤتمر الشعبي، وحركات بقيادات عبد الواحد، والحلو، ومناوي، للانضمام لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”.

وقال إنهم قدموا الدعوات لطرفي الحرب، قائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو، للقاء مع قيادة “تقدم” لبحث سبل إنهاء الحرب، وأضاف:(ووجدنا ردودا إيجابية، نتطلع للالتقاء بالقائد العام للقوات المسلحة في هذا الإطار).

وفيما يلي نص كلمة د. عبد الله حمدوك في افتتاحية المؤتمر التأسيسي لتقدم

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة المؤتمرون

الضيوف الكرام

الحضور الكريم بكل مقاماتكم السامية

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

المجد والخلود للشهداء

التحية للجرحى

التحية لكل ضحايا الانتهاكات

التحية للنازحين واللاجئين والمهجرين في كل بقاع الأرض.

ينعقد هذا الاجتماع وبلادنا تدخل عامها الثاني من الحرب التي ازهقت فيها آلاف الأرواح وخلفت عشرات الألاف من الأيتام والأرامل والثكالى وارتكبت فيها أفظع الانتهاكات ودمرت البني التحتية وقضت على مقدرات البلاد وتسببت في نزوح ولجوء الملايين من أبناء وبنات شعبنا الي دول الجوار.

وفي هذا الصدد لابد لنا ان نشكر الأشقاء في الدول الأفريقية والعربية وبخاصة في دول الجوار التي استقبلت كل هذه الأعداد من اللاجئين ونكرر رجائنا للأشقاء في هذه الدول لبذل المزيد من الجهد لتضميد جراح هؤلاء اللاجئين وذلك بتيسير الإجراءات وتقديم كل العون الممكن لهم وستحفظ ذاكرة شعبنا هذه الوقفات المشرفة من الاشقاء.

الحضور الكريم:

في عامها الثاني دخلت الحرب مرحلة غير مسبوقة من تدمير للشعب السوداني ومقدراته وازدياد في كم وكيف الانتهاكات وأخطر من كل ذلك نذر المجاعة التي تتهدد الملايين من أبناء وبنات شعبنا، هذه المجاعة إذا لم يتم تداركها ستؤدي الي فقدان اضعاف مضاعفة من الأرواح تفوق اعداد الذين قضوا تحت نيران الرصاص.

وإننا من هذا المنطلق نناشد المجتمع الإقليمي والدولي بتحمل مسئولياته بالضغط علي الأطراف المتصارعة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط وأن لا يتم استخدام الغذاء والدواء كسلاح لقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، كما نطالب المجتمع الدولي بضرورة السعي الفوري والجاد لإيقاف الحرب بإعادة الاطراف المتصارعة إلى طاولة التفاوض وفق رؤية متكاملة للحل تؤدي إلى الوقف الفوري للحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية، والعودة إلي مسار الانتقال الذي يفضي إلى التحول المدني الديمقراطي بما يحقق دولة المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة، كما نناشد باسم الإنسانية كل الأطراف المتصارعة ان يعودوا الي رشدهم و ان يتخذوا القرار الصحيح بالوقف الفوري لهذه المحرقة.

إن استمرار الحرب يشكل كارثة آنية وأيضاَ بعيدة المدى، فنتائجها الحتمية أرواح تزهق وأجيال تدمر وموارد تهدر وإنسانية تنتهك وشعب يتعرض للذل والمهانة في أماكن نزوحهم ولجوئهم، ولذلك فانه من غير اللائق ان يدعوا من هو في مأمن الي استمرار الحرب تحت أي ذريعة كانت.

من الحقائق المؤسفة انه مع تمدد الحرب لكل يوم جديد تتعرض البلاد لمخاطر وجودية مع تنامى خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، الأمر الذي يهدد بقاء الدولة السودانية ولذلك وجب التصدي لمثل هذا الخطاب وضرورة رفع الوعي ومحاصرة العنصريين ودعاة الفتنة بكل حزم وجدية.

السيدات والسادة:

منذ الساعات الأولي لتفجر الأوضاع لم تتوقف مجهودات القوى المدنية لوقف الحرب، استمرت الاتصالات مع طرفي النزاع، كما توالت الاتصالات مع القوى والمنظمات الإقليمية والدولية، وشرعنا في نفس الوقت في بناء جبهة موحدة ضد الحرب، وكان شعارنا ودافعنا هو أن تتوقف معاناة شعبنا، وأن نبذل كل جهد، ونقدم كل ثمن ممكن لذلك.

وقد استغرق الأمر وقتاً حتى استطعنا قطع خطوة مهمة في المشوار بالاجتماع الموسع الذي تم في أكتوبر 2023 في أديس أبابا، ونتج عنه تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”. وتواصل العمل بعد ذلك، وقدمنا الدعوات للقوى السياسية وقوى الكفاح المسلح والقوى المدنية والمهنية ولجان المقاومة للانضمام لهذه الجهود، والمساهمة في بناء هذه الجبهة. وقد وجدنا استجابة طيبة، حيث انضمت لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” العديد من الجهات التي تؤمن بأهدافها ولذات الهدف تم التواصل مع كل من:

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو

حركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد محمد نور

المؤتمر الشعبي برئاسة د. علي الحاج محمد

الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)

حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل

الحزب الشيوعي السوداني

حركة تحرير السودان- بقيادة مني اركو مناوي

وفي نفس الإطار قدمنا الدعوات لطرفي الحرب، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، للقاء مع قيادة “تقدم”، لبحث سبل إنهاء الحرب، ووجدنا ردوداً إيجابية، ونتيجة لذلك التقينا بقائد قوات الدعم السريع في أديس أبابا، وتم الإعلان عن مخرجات اللقاء التي لم تخرج عن جهود وقف الحرب، ولا زلنا نتطلع للالتقاء بالقائد العام للقوات المسلحة.

كما تواصلنا مع الدول والمنظمات الاقليمية والدولية المهتمة بوقف الحرب وتحقيق السلام في السودان، وشاركنا في قمة الإيقاد الأخيرة في كمبالا.

وتم التواصل مع دول الجوار، جمهورية مصر، جنوب السودان، تشاد، كينيا، يوغندا اثيوبيا، دولة الامارات، قطر، وتركيا. ولابد هنا أن نحي بشكل خاص الجهود الي تبذلها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات منبر جدة ومفاوضات المنامة، كما نشكر جمهورية مصر العربية لتنظيمها مؤتمر دول جوار السودان.

ويمتد شكرنا لفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوربي لدورهم في تنظيم مؤتمر باريس حول الأزمة الإنسانية في السودان، والذي نجح في إعادة قضية الحرب في السودان الي دائرة الضوء ومسار الاهتمام العالمي، وحشد الموارد لدعم المتضررين من الحرب.

كما نشكر كل من منظمة الإيقاد والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوربي ومجموعة الترويكا، على ما يبذلونه من جهود لوقف الحرب.

ونود في هذا المقام ان نزجي شكرنا الخاص لجمهورية اثيوبيا الشقيقة حكومة وشعباَ بقيادة رئيس الوزراء د. “ابي احمد” لاستضافة هذا المؤتمر، والمساهمة في إنجاحه، واحتضان آلاف اللاجئين السودانيين في الأراضي الأثيوبية.

أيها الاخوة والاخوات:

في كل هذه الاتصالات واللقاءات، وما سيجري منها مستقبلا، كانت وستظل عيوننا مفتوحة على حياة وسلام وأمن الملايين من أبناء وبنات وطننا، ونحن نفعل هذا دون أن نكون منحازين لأي طرف في الحرب، لكننا في نفس الوقت لسنا محايدين أو وسطاء. نحن منحازون لأسر الشهداء من المدنيين والعسكريين، ومن كل الاطراف، ومنحازون لمن زجوا في هذه الحرب دون أن يكون لهم فيها اختيار، ودفعوا فيها أرواحهم، ومنحازون لمن سُلبت أموالهم وممتلكاتهم وتعرضوا لجرائم وانتهاكات خطيرة، منحازون للملايين الذين تم تشريدهم من مناطقهم فاتجهوا لمواقع النزوح واللجوء، منحازون للجوعى والفقراء الذين يعرضهم استمرار هذه الحرب للموت أمام أنظار العالم، منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع.

الحضور الكريم:

ينعقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقيه القوي الديمقراطية المدنية (تقدم) بعد ان اكتملت التحضيرات، وتمت إجازة تقارير اللجان واجازة مسودة جدول الأعمال ومشروع النظام الأساسي ليتم طرحها في هذا المؤتمر لإجازتها، ومن المتوقع أن تواصل لجنة البت في طلبات الانضمام للتنسيقية، لتوسيع قاعدة المشاركة.

يشارك في هذا المؤتمر عدد من الفاعليين المدنيين الديمقراطيين المؤمنين بوقف الحرب ومناهضة الانقلابات العسكرية وفي هذا الصدد دعونا نحي حضور وفدي الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو وحزب المؤتمر الشعبي برئاسة د. علي الحاج محمد الذين يشاركون في هذا المؤتمر.

إن قضية وقف الحرب والعمل على بقاء كيان الدولة السودانية مقدماَ على كل الخلافات الأيدلوجية والسياسية والمطلبية لذلك كان اعلان نيروبي نقلة نوعية في العمل الجبهوي المناهض للحرب.

السيدات والسادة:

إن وقف الحرب والحفاظ على وحدة الدولة السودانية وعملية تأسيس الدولة الديمقراطية المدنية وخلق مشروع وطني تقف فيه الدولة علي مسافة واحدة من كل الأديان والثقافات وتجرم كل اشكال التمييز، ويضمن المشاركة العادلة للمرأة ويعظم من دورها ويدعم قضاياها، ويؤسس لنظام حكم يشمل مشاركة كل السودانيين في كافة مستويات الحكم وفق نظام لا مركزي قائم على أسس فدرالية بالإضافة الي استكمال كلما نادت به ثورة ديسمبر.

تلك كانت أبرز مبادئ إعلاننا السياسي والتي شملت أيضاً بناء جيش قوي مهني، والتوافق على برنامج عملي للعدالة الانتقالية يضمن المحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت، ويتبني سياسة خارجية متوازنة تضمن المصالح العليا للبلاد. ولمناقشة كل هذه القضايا تم التوافق على عقد مؤتمر مائدة مستديرة يعقد في القريب العاجل.

شعبنا الكريم:

لقد تعرضت العديد من الشعوب قبلنا لمثل هذه المحن والأزمات، ولكن بفضل تماسكها وإرادتها تمكنت من الخروج منتصرة وأقدمت على إعادة بناء مقوماتها الوطنية على أسس مستدامة، تقوم علي الحرية والسلام والعدالة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

سيظل وعدنا لكم ان لا يهدأ لنا بال، وان نعمل ليل نهار بكل ما نملك من قدرة على العمل لوقف هذه الحرب، وإعادة الأمن والأمان الي أهلنا ليعودوا لمدنهم وقراهم وفرقانهم، وينعموا بالحياة الكريمة في ظل وطن تسود فيه قيم الإخاء والمساواة والمحبة واحترام الآخر، وان تكون هذه الحرب اللعينة درساً يستفاد منه في بناء وطن شامخ ومستقبل مشرق لأجيالنا القادمة، وكل هذا رهين بالرجوع الي صوت العقل بين الأطراف المتصارعة، واتخاذ قرار مسنود بإرادة قوية للوقف الفوري للحرب.

فليعش السودان وليحيا شعب السودان

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار