السودان

جلسة جديدة لمجلس الأمن بشأن السودان .. هل تفلح الجهود الدولية في ضمان انسياب المساعدات؟

تقرير: راينو

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، جلسة خاصة لمناقشة الوضع في السودان بدعوة من دولة موزمبيق، رئيسة المجلس في الشهر الجاري.

ومن المتوقع أن يقدم الأمين العام المساعد لأفريقيا في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، مارثا أما أكيا بوبي ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إحاطات إعلامية بموضوع الجلسة.

ويأتي الاجتماع على خلفية التصعيد الشديد للعنف عبر جبهات متعددة في السودان، لا سيما في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي ظل التقارير التي تتحدث عن تزايد نسبة الجوع في السودان بمعدلات كبيرة جعلت شبح المجاعة يلوح في عدد من مدن وأقاليم السودان، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت الجهود الدولية ستفلح هذه المرة في ضمان انسياب المساعدات الإنسانية لمستحقيها.

فشل مفاوضات الكباشي والحلو:

والإسبوع الماضي تم الإعلان عن فشل المفاوضات لتوصيل المساعدات الإنسانية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، بسبب ما اعتبرته الحركة الشعبية التفافاً من قبل الحكومة على مبدأ توصيل المساعدات لمستحقيها، من أجل إنقاذ حامياتها المحاصرة في أبو جبيهة وكادوقلي وبابنوسة، وجددت الحركة موقفها الداعي لإيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان ودون تحيز جغرافي أو إثني، وفي توقيت واحد، وبواسطة وكالات الأمم المتحدة، وفقاً للقانون الدولي الإنساني.

وقال المتحدث باسم وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال المفاوض في جوبا “جاتيقو اموجا دلمان” إن المقترح الذي قدمت به حكومة بورتسودان لإيصال المساعدات هو عبارة عن جسر جوي لإيصال “مساعدات” الى كل من رئاسة الفرقة “14” – كادوقلي، ورئاسة الفرقة “22” – بابنوسة، ورئاسة الفرقة العاشرة – ابو جبيهة، بالإضافة لتدابير أمنية ولجان فنية عسكرية لإدارة القوات المشتركة التي ستقوم بحماية مطارات المدن “رئاسات الفرق” المذكورة في المقترح.

وقال دلمان في بيان له، أن الشعبية قدمت ثلاث مقترحات عملية أولها إيصال المساعدات الإنسانية بدون اتفاق مبرم، استناداً على تجربة سابقة، حيث أن الحركة الشعبية لتحرير السودان، قامت بتأمين ثمان شاحنات إغاثة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي “WFP” في الخامس من نوفمبر من العام الماضي، ثلاثة منها تحمل أدوية منقدة للحياة، من “الدلنج” حتي “كادوقلي” ذهاباً وإياباً، دون وجود أي اتفاق، لكن وفد حكومة بورتسودان رفض المقترح.

وأضاف:(وكان المقترح الثاني لوفد الحركة الشعبية لتحرير السودان هو توقيع كل طرف منفرداً مع وكالات الأمم المتحدة بإشراف وساطة دولة جنوب السودان، بعدها تقوم لجنة الوساطة بعقد اجتماع يضم الأطراف لمناقشة الجوانب الفنية استناداً لتجربة برنامج شريان الحياة في العام “1989”، إلا أن وفد حكومة بورتسودان رفض المقترح أيضاً).

وتابع:(المقترح الثالث، ولضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان، اقترح وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان ضم كافة الأطراف المتحاربة والتوقيع على اعلان وقف العدائيات، حتى لا يعرقل اي من الأطراف المتحاربة عملية إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، إلا أن وفد حكومة بورتسودان رفض هذا المقترح أيضاً).

القرار رقم 2724:

في مارس الماضي اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً مقدماً من المملكة المتحدة يدعو جميع الأطراف لضمان إزالة أي عراقيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط التماس، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

وتشمل تلك الالتزامات حماية المدنيين والأعيان المدنية، والتعهدات بموجب إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان المعروف باسم “إعلان جدة”.

وبعد اعتماد القرار الذي حمل الرقم 2724، قال جيمس كاريوكي نائب الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة إن القرار يرسل رسالة قوية للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بضرورة الاتفاق على وقف فوري للأعمال القتالية خلال شهر رمضان. وحث الجانبين على العمل للاستجابة للدعوة الدولية الموحدة للسلام وإسكات البنادق وبناء الثقة والسعي لحل الصراع عبر الحوار.

وأعرب عن القلق بشأن الوضع الإنساني الخطير في السودان، وشدد على الحاجة لضمان الوصول الإنساني العاجل والآمن وبدون عوائق للمحتاجين، مرحباً بجهود الوساطة للمساعدة في إنهاء الصراع.

الجيش يتعنت:

وفي فبراير الماضي قالت صحيفة العرب اللندنية أن البرهان يتملص من عرض أممي لتسهيل تدفق المساعدات للمتضررين من الحرب، وأكدت الصحيفة حينها أن الحكومة الموالية للجيش السوداني، نفت أن يكون الفريق أول “عبد الفتاح البرهان”، وافق على عقد لقاء مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول “محمد حمدان دقلو” برعاية أممية، لبحث تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في السودان، على الرغم من إعلان الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في السودان اتفقا على عقد اجتماع يرجح أن يكون في سويسرا لبحث مسألة إيصال المساعدات.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارتن غريفيث”، إنه أجرى اتصالات مع البرهان ودقلو بشأن عقد اجتماع بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين حول مسألة المساعدات. وأكد غريفيث – في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي – أن الطرفين وافقا على الأمر، وأعربا عن سعادتهما بالخطوة.

ويرى مراقبون – بحسب الصحيفة – أن النفي الحكومي كان بمثابة “تملص” للبرهان من أي التزامات حيال الأزمة الإنسانية التي ترزح تحتها البلاد، مثلما حصل مع جهود تحقيق السلام.

وسبق وأن شكك قائد قوات الدعم السريع في موافقة الجيش على المساعي الأممية، وقال إن “قيادة القوات المسلحة الحالية ربما ترفض هذه الخطوة، لأنها لا تكترث لمعاناة السودانيين”، معلناً عن استعداده للدخول في اتفاق ثنائي والتعاون مع المنظمات والوكالات الدولية المختصة لإنقاذ المدنيين في مناطق سيطرة قواته.           

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار