السودان

حوامل السودان يهبن الحياة وسط عتمة الموت .. تقرير لـ”اندبندنت عربية”

راينو: وكالات – ألقى تقرير نشرته “اندبندنت عربية” اليوم الأربعاء الضوء على أوضاع الحوامل في السودان. ونقلت “اندبندنت عربية” عن الصحفية “سلافة أبو ضفيرة” التي ولدت طفلها خلال الحرب في الخرطوم، أن الحوامل في السودان يعشن أوضاعاً أصعب من تلك التي عاشتها النساء في أوكرانيا وغزة، لكن عدم وجود الإعلام في مناطق القتال، حال دون نقل الصورة للعالم.

الصحفية السودانية ومقدمة البرامج سلافة أبو ضفيرة

وفيما يلي مقتطف من التقرير:

بنبرة حزينة، تروي الصحافية السودانية “سلافة أبو ضفيرة” تجربة ولادتها لطفلها وسط الرصاص والقذائف التي تتساقط بشكل عشوائي على المدنيين جراء المعارك الدائرة في الخرطوم منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.

وتقول “أبو ضفيرة” الناجية من الموت أثناء الولادة “كنت أسكن في محيط سلاح المهندسين حيث تدور المعارك بصورة مرعبة أمام منزلي، وبسبب النوم المستمر على الأرض أصبت بألم في الظهر والأطراف، فضلاً عن نقص في الدم واحتباس السوائل وعدم المقدرة على النوم مع انقطاع الماء والدواء. وعلى رغم مبادرة بعض المنظمات والنشطاء بتوفير المعينات للحوامل، فإن الأمر لم يستمر طويلاً لإغلاق مداخل ومخارج المنطقة بسبب اشتداد القتال”.

وأضافت “أتحدث كناجية من الحرب والموت أثناء الولادة، فعندما اندلعت الحرب جلست فترة ثلاثة أشهر حتى أكملت أشهر الحمل، كانت فترة عصيبة لجميع السيدات الحوامل في تلك المرحلة، فقد ضُربت المستشفيات وخرجت معظمها عن الخدمة، بخاصة المستشفيات المتخصصة للولادة، إذ فقدنا الرعاية الصحية والقدرة على شراء الأدوية، وتم حصارنا وتجويعنا لدرجة عدم تمكننا من الحركة داخل البيوت نتيجة القصف العشوائي والرصاص الطائش. هذه الظروف أصابتنا بحالة هلع كبير تسببت في إجهاض عديد من الحوامل”.

وتابعت أبو ضفيرة “في الحقيقة عشنا كحوامل أوضاعاً أصعب من تلك التي عاشتها النساء في أوكرانيا وغزة، لكن عدم وجود الإعلام في مناطق القتال حال دون نقل الصورة للعالم. ففي هذه الفترة سمعنا بعدد من الوفيات وسط الأمهات بسبب الخوف والضرب العشوائي وتوغل القوات في مناطق المدنيين مع تعثر في عمليات الولادة”.

وتروي أبو ضفيرة مأساتها مع الولادة في ظل الحرب، “لحظة ولادتي لطفلي لم نجد مستشفى يستقبلني حينها لجأنا للولادة التقليدية في البيوت، وكانت لحظة صعبة جداً، احتملت فيها الألم لست ساعات وكان الوضع في الطرقات والشوارع سيئاً للغاية إذ يتساقط القتلى في كل مكان. وضعت طفلي من دون مسكنات أو أدوية أو مخدر، أصبت حينها بنزف حاد وهبوط أدى لحالة إغماء ولم أجد مستشفى لإنقاذي. حتى بعد الولادة وجدت نفسي أحتمي أنا وابني الرضيع تحت السرير هرباً من الرصاص. كنت متمسكة بالحياة لأنني أريد رؤية طفلي بخير، وعزمت على إرضاعه الشجاعة وحب السودان على رغم الدمار الذي حدث”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار