السودان

اتساع نطاق الاشتباكات في الفاشر .. هل يدفع الجيش دارفور نحو الحرب الأهلية؟

تقرير: راينو

اتسع نطاق الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور صباح اليوم الإثنين، وشهدت مناطق وأحياء وأسواق وسط المدينة قتالا عنيفا بين الجيش والحركات المسلحة الموالية له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وتسبب القتال في نزوح الآلاف من سكان المدينة، في ظل مخاوف من انحسار خيارات الخروج الآمن بسبب الحصار المحكم المفروض على الفاشر. حيث يواجهون السكان صعوبات كبيرة في الخروج من المدينة بسبب كثافة النيران، والانتشار الواسع للمقاتلين.

وشوهدت أعمدة الدخان وهي تتصاعد في المدينة الاثنين، نتيجة القصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع، بينما تدور اشتباكات في الناحية الشرقية منها.

مناوي يتوعد:

من جانبه توعد رئيس حركة تحرير السودان “مني أركو مناوي” قوات الدعم السريع، وقال إن مدينة “الفاشر” ستكون مقبرة لهم وأضاف:(شرعنا في الجهود العسكرية لإزالة الحصار عن الفاشر).

وقال مصدر مقربة من قوات الدعم السريع لـ”راينو”، أن قوات الجيش والحركات المتحالفة معها كانت تستعد خلال الفترة الماضية لإشعال الحرب في الفاشر، مستشهداً بأن قيادة الجيش ظلت ترسل الإمدادات لقوات الحركات عن طريق الإسقاط بصورة راتبة خاصة خلال الأسابيع الماضية، وتابع:(نية قيادة الجيش لإشعال الفاشر كانت مبيتة).

ويزداد الأمر خطورة في الفاشر في ظل الانقسامات الحادة بين الحركات المسلحة التي يزيد عددها على 80 حركة ومجموعة مسلحة، منها 6 حركات رئيسية تقاتل 3 منها إلى جانب الجيش، وهي حركات جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي ومصطفى تمبور، وتتخذ اثنتان موقف الحياد هما حركتي الهادي إدريس والطاهر حجر، كما اصطفت إلى جانب الجيش مجموعة “موسى هلال” شيخ المحاميد، إحدى بطون قبيلة الرزيقات.

المؤتمر الوطني على الخط:

وكان الكاتب الصحفي والوزير السابق في حكومة المؤتمر الوطني “عبد الماجد عبد الحميد”، قد كشف في وقت سابق عن ترتيبات يقوم بها الجيش بمعاونة الحركات المسلحة والمليشيات المتحالفة معه، للهجوم على قوات الدعم السريع المتواجدة في الفاشر بولاية شمال دارفور.

وتوعد عبد الحميد – أحد المقربين من صناع القرار في الحركة الإسلامية – بمعارك شرسة في مقبل الأيام، ستجعل من الفاشر “مقبرة لقوات الدعم السريع”، على حد قوله.

وبحسب مراقبين فإن حديث عبد الماجد – أحد الداعمين للحرب واستمرارها – يكشف نوايا الجيش والحركات وكتائب الإسلاميين المسبقة، في شن هجمات على الفاشر.

مخاوف من حرب أهلية:

من جانبها أدانت القوي المدنية لإقليم دارفور ما وصفته بـ”محاولات النظام البائد للزج بمكونات دارفور في الحرب الأهلية، وهذا كما أدانت إعلان الحركات المسلحة ومجلس الصحوة بقيادة موسي هلال عن الانحياز لطرف من أطراف القتال، واعتبرته جراً للإقليم نحو حرب شاملة، تجهض ثورة ديسمبر الشعبية، وتعيد نظام الاخوان المسلمين إلى السلطة، على جماجم اهل دارفور.

وجاء في البيان:(طالبنا طرفي الحرب بألا تكون الفاشر مسرحاً لتجدد الصراع حتي لا تزداد الامور تعقيداً، ولكن تتراءي لنا نُذُر انزلاق في أتون حرب لا تبقي ولا تذر، وعلي خلفية ذلك نحن في القوي المدنية لإقليم دارفور نؤكد علي أن استمرار هذه الحرب العبثية يعد مهددا للسلام والأمن الاجتماعي وللأوضاع الإنسانية لاسيما وان الامم المتحدة حذرت من تفاقم الازمة بالإقليم وازدياد وطأتها علي المدنيين العزل الفارين من جحيمها) .

وأضاف:(بات في حكم المؤكد ان الجيش المختطف من قيادات التنظيم الاخواني البغيض والحركات المتحالفة معه وبعد اجتماعهم الذي التأم بالبركل، رشح حديث حول اقتحام “الفاشر”، وجر إلى محرقة، وسيناريوهات ربما تكون كارثية مع سبق الإصرار والترصد).

الغرب يحذر:

والأسبوع الماضي حذرت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودولة الإمارات من مخاطر تحدق بحوالي 800 ألف شخص في عاصمة ولاية شمال دارفور، وناشدت طرفي القتال بالعمل على حماية المدنيين ومنع وقوع المزيد من الخسائر البشرية.

ولجأ الاف النازحين إلى عاصمة ولاية شمال دارفور بعدما ظلت لفترة طويلة بمنأى عن الحرب الدائرة في البلاد منذ عام.

من جانبها قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية “روزماري ديكارلو”، إن المعارك في الفاشر يمكن أن تؤدي لصراع دموي بين المجموعات السكانية في أنحاء دارفور، وتزيد من إعاقة توزيع المساعدات الإنسانية، في منطقة باتت بالفعل على شفا مجاعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار