السودان
رئيس الإدارة المدنية بالجزيرة: منع دخول المواد الغذائية والأدوية للولاية من قبل الجيش أكبر التحديات أمام المواطنين
حوار: الطيب علي حسن
قال رئيس الإدارة المدنية لولاية الجزيرة “صديق عثمان أحمد يوسف”، أنهم تصدوا لمهمة تشكيل الإدارة خشية على مشروع الجزيرة من الانهيار، وأضاف في حوار مع صحيفة الجماهير:(رأينا كيف عادت هذه الحرب المدمرة على المواطن بالخراب والدمار وعدم الاستقرار وخشينا على مشروع الجزيرة الزراعي من أن يطاله هذا الدمار). ودعا السودانيين للمطالبة بحقوقهم في الثروة والسلطة كمدنيين، وتابع:(ما ضاع حق وراءه مطالب، فغيابكم عن المشهد يضيع ما تبقى من وطن، ووجودكم يشكل خطوات البناء). وأكد صديق أن منع دخول المواد الغذائية والأدوية للولاية من قبل الجيش، يشكل أكبر التحديات أمام المواطن.
تصدينا لمهمة تشكيل الإدارة المدنية خشية على مشروع الجزيرة من الانهيار
تصدينا لمهمة تشكيل الإدارة المدنية خشية على مشروع الجزيرة من الانهيار
(*) أستاذ الصديق، يأتي تشكيل الإدارة المدنية لولاية الجزيرة في ظرف حرج يعيشه السودان والولاية بشكل خاص، ألا وهو ظرف الحرب الذي طال ولاية الجزيرة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها؛ فما هي أهم الأسباب والدوافع التي جعلتكم تكونون الإدارة المدنية بالجزيرة؟ وهل تجد القبول من قبل مواطني الولاية؟
إن أسئلتكم موضع اهتمامنا والإجابة عليها ضرورية. وهنا يمكن القول أن أسباب تشكيل الإدارة المدنية بولاية الجزيرة، هي أننا رأينا أن هذه الحرب المدمرة عادت على المواطن بالخراب والدمار وعدم الاستقرار وخشينا على مشروع الجزيرة الزراعي من أن يطاله هذا الدمار. هذا مع العلم أنه يشكل أهم المشاريع التي توفر الأمن الغذائي للسودان. أيضا، يأتي تشكيل الإدارة المدنية بالجزيرة نتيجة الحصار المضروب على الولاية، والذي يشمل عدم دخول المواد الغذائية وعدم وجود مسارات آمنة تؤمن انسياب العمل الإنساني، وكذلك عدم توفر الخدمات الأساسية التي تتعلق بمعاش المواطنين، من كهرباء ومياه ومستشفيات.
كل ذلك وأسباب أخرى جعلتنا نفكر في كيفية إدارة الأزمة من جانبنا نحن المدنيين. وبالطبع نحن نلاقي كل القبول والرضا من المواطنين، بعد أن خاطبنا معظمهم بأننا نرغب بإدارة الأزمة إدارة رشيدة، بحيث نضمن أمنهم وحمايتهم وتقديم الخدمات الأساسية لهم، فكانت استجابتهم عالية وترحابهم كبير بهذه الإدارة المدنية.
منع دخول المواد الغذائية والأدوية للولاية من قبل الجيش أكبر التحديات أمام مواطن الولاية
منع دخول المواد الغذائية والأدوية للولاية من قبل الجيش أكبر التحديات أمام مواطن الولاية
(*) نحن نعلم أن ولاية الجزيرة تعاني الكثير من المشكلات، مثلها مثل بقية ولايات السودان التي طالتها الحرب، فما هي أهم المشكلات التحديات التي تواجه الإدارة المدنية بالجزيرة؟
لعل أهم المشكلات والتحديات التي تواجهنا في الإدارة المدنية بولاية الجزيرة تتمثل في منع دخول المواد الغذائية والأدوية للولاية من قبل القوات المسلحة السودانية. هذا في ظل عدم انسياب العمل الإنساني، وعدم إيجاد سبل آمنة لتوفير مدخلات الإنتاج للمشاريع الزراعية وعدم تجاوب منظمة الأمم المتحدة وتوفير مدخلات الإنتاج والإعياء الذي ظهر على الرأسمالية الوطنية وأبناء البلاد بدول المهجر جراء الدعم الذي قدموه لنا. وأيضًا، عدم تجاوب البيوتات الاقتصادية الداعمة ومراعاة حالة الولاية والاستجابة لنداءاتنا المتوالية لهم. كل هذه مشاكل تواجه الإدارة المدنية لكننا قادرون على تجاوز كل هذه العقبات.
(*) ما هي أهم آثار الحرب على مشروع الجزيرة الزراعي الذي يوفر الأمن الغذائي لمعظم سكان البلاد؟ وما هي خطتكم لتدارك هذه الآثار؟ وكيف يجري العمل على ذلك؟
لقد تأثر مشروع الجزيرة بسبب هذه الحرب، حيث فقد كل الكوادر العاملة بالمشروع، إما بسبب النزوح أو صعوبة الحركة. وقد تعرضت معظم الآليات للتعطيل وتعرض بعضها للسرقة، وكذلك المخازن.
إن خطتنا أولا، استعادة الكوادر العاملة بالمشروع. وقد بدأت عودتهم بحركة نشطة الآن، ومن ثم توفير الآليات وقطع الغيار، وحصر ما تبقى من تقاوي وأسمدة ومبيدات، بغرض تكملتها استعدادا للموسم الصيفي، وتسليمها لأمناء المخازن الأساسيين وحراستها بالشرطة المدنية. ونحن نعمل أيضًا على استعادة إدارة الري وتبعيتها لإدارة المشروع مع تطهير قنوات الري وتأمين مصادره.
نرفض الانتهاكات والتفلتات ضد المواطنين وشرعنا بالفعل في العمل على تقليلها
نرفض الانتهاكات والتفلتات ضد المواطنين وشرعنا بالفعل في العمل على تقليلها