السودان

بعد تصريحات كرتي والعطا .. هل تغادر القوى المدنية محطة الوسيط في حرب السودان؟

تقرير: راينو

تسارعت الأحداث منذ احتفال الجيش السوداني باسترداد مبنى الإذاعة والتلفزيون بأمدرمان، فبعد تصريحات الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي الرافضة لأي جهود لمفاوضات مع قوات الدعم السريع بهدف إنهاء الحرب، جاءت تصريحات ياسر العطا التي جزم فيها بعدم تسليم الجيش السلطة لقوى مدنية إلا عبر انتخابات لبعد فترة انتقالية برئاسة البرهان. وأثارت تصريحات العطا جدلاً واسعاً كونها أقفلت الباب تماماً أمام أي تنسيق للجيش مع القوى المدنية لإنفاذ فترة انتقالية مدنية ما يعني عودة الحركة الإسلامية عملياً وبصورة معلنة للسلطة بمباركة الجيش فما هي ردة الفعل والخيارات المتاحة أمام القوى المدنية بعد هذا التحول الكبير.

الحركة الإسلامية على الخط:

وكان الأمين العام لـ”الحركة الإسلامية في السودان” علي أحمد كرتي، قد أعلن الأسبوع الماضي رفضه القاطع لأي هدنة مع قوات الدعم السريع لأنه “تحالف مع الأجنبي على انتهاك سيادة البلاد، لتدمير جيشها ومؤسساتها الأمنية والعدلية والقانونية”، وفق قوله.

وفي إشارة إلى الضغوط الدولية الرامية لوقف الحرب بين الجيش والدعم السريع، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2724”، والقاضي بهدنة رمضانية بين الطرفين، قال كرتي لـ”الشرق الأوسط”:(السودان دولة ذات سيادة، ونرفض التدخل الدولي في الشؤون الداخلية للبلاد).

لم تلبث تصريحات “كرتي” أن أثارت ما أثارته من جدل انتهى ببيان له يكذب فيه صحيفة “الشرق الأوسط،” ويقر كل ما أوردته “في نفس الوقت”، حتى جاءت تصريحات مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق أول “ياسر العطا” السبت الماضي، والتي أكد فيها أن الجيش لن يسلم الحكومة لقوى مدنية دون انتخابات، وأن “البرهان” هو من سيشرف على “الفترة الانتقالية” التي ستعقب انتهاء الحرب.

تقدم تعلق على تصريحات العطا:

وفي أول تعليق على تصريحات العطا كتب الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “خالد عمر يوسف” على حسابه الشخصي في منصة فيسبوك السبت:(حسناً فعل الفريق ياسر العطا وهو يكشف حقيقة جانب من أهداف هذه الحرب وغاياتها. هي بالفعل حرب ترسيخ سلطة عسكرية استبدادية وقطع الطريق امام أي آمال في تحول مدني ديمقراطي في السودان).

وأضاف:(هذه الحرب امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات والتعديات لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة. بدايةً من فض اعتصام القيادة العامة، مروراً بالتآمر على الفترة الانتقالية وخنقها بإثارة الاضطرابات الامنية في ارجاء البلاد وقفل شرق السودان واعتصام القصر مدفوع القيمة، وصولاً لانقلاب ٢٥ أكتوبر وما تلاه من قمع للثوار واعتقالات تعسفية، انتهاءاً بحرب ١٥ ابريل التي تتكشف حقيقتها يوماً بعد يوم).

وتابع:(إن القوى المدنية الديمقراطية لن تضل الطريق ولن تزيغ هذه الحرب بصائرها. سنظل ضد هذه الحرب ولن ننحاز لأي شكل من اشكالها او طرف من اطرافها. سنظل نفضح زيف سردياتها الكاذبة ونقف بالمرصاد لكل من اراد ببلادنا وشعبها شراً، وسيخرج السودان من هذه المحنة وهو أقوى وأفضل وأجمل لا محالة).

عرمان يتساءل:

أما القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “ياسر عرمان” اليوم السبت – تعليقاً على تصريحات مساعد القائد العام للجيش الفريق “ياسر العطا” عن أن الجيش لن يسلم الحكومة لمدنيين إلا عبر انتخابات – أن العطا يقول الحقيقة في بحر من الأكاذيب، وتساءل مستنكراً:(من ينتظر سلطة من العسكر)؟

وكتب عرمان على حسابه في منصة فيسبوك السبت:(في لحظة صدق نادرة أفصح الفريق أول ياسر العطا في خطابه اليوم عن الأهداف الحقيقية لهذه الحرب، ونوايا الذين يقفون من خلفها، فهي لم تكن يوماً من أجل الكرامة أو الوطن، بل من أجل استعادة السلطة والجاه من قبل الإسلامين ومنسوبيهم، وحلفائهم من كبار الضباط).

وقال “عرمان” إنه يجب الفصل بين أي مفاوضات لوقف إطلاق النار والعملية السياسية، وزاد:(العملية السياسية يجب ان لا تترك لطرفي الصراع، والا فان السلطة ستنتهي في يد العساكر، وبمعزل عن الشعب وشعارات ثورة ديسمبر في المدنية والديمقراطية، لأن الذي يملك البندقية “لا يكتب نفسه شقياً). 

تحالف قوى الحرية والتغيير:

 الناطق الرسمي باسم “تحالف قوى الحرية والتغيير” جعفر حسن قال تعليقاً على الحدث:(لم نتفاجأ بما قاله الجنرال ياسر العطا اليوم، إذ قال الرجل أنهم لن يسلموا السلطة للقوى المدنية، وإن سلطة الانتقال بعد انتهاء الحرب سيكون على رأسها قائد الجيش، فالرجل بتصريحه ذكر الحقيقة المجرّدة، وقال ما خبأه الآخرون من الأسباب الرئيسية التي من أجلها أضرموا النيران في كل الأرجاء.

وأضاف:(كنّا نعلم من اللحظة الاولى أن من أهم أهداف هذه الحرب هي الاستمرار في مقاليد السلطة ولو بأي ثمن. بعد أن فشل انقلابهم على ثورة ديسمبر المجيدة. ما كان لهم من طريق آخر الّا عبر “إراقة كل الدماء”. نحمد للرجل أنه كشف السبب الرئيسي وراء هذه الحرب وكل هذا الدمار).

تحالف بين تقدم وقوات الدعم السريع:

الناشط السياسي “خالد محي الدين” قال في تسجيل صوتي له معلقاً على تصريحات كرتي والعطا، إنه لا بد من كسر بندقية الحركة الإسلامية أولا كشرط للوصول إلى مرحلة التحول المدني الديمقراطي.

ويرى “محي الدين” أنه لا بد أن تتحالف القوى المدنية مع قوات الدعم السريع لإقامة سلطة مدنية شرعية في مناطق سيطرتها والعمل معها على هزيمة جيش الحركة الإسلامية الذي يمثل العقبة الوحيدة والأكبر أمام التوصل لسودان حر ديمقراطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار