السودان

الاغتيالات في إقليم دارفور .. أهداف منتقاة وأجندة سياسية حاضرة

تقرير: راينو

شهد إقليم دارفور خلال الأيام الماضية، عدداً من حوادث الاغتيال، كان أبرزها اغتيال شرتاي عموم قبائل “أم كدادة”، وهو من قبيلة “البزعة”، وسبق ذلك حادث آخر، قتل جراءه شابين من قبيلة “الزيادية” في سوق “مليط”، ثم وقع حادث إطلاق نار على مسافرين في طريق “نيالا – الضعين”، ما نتج عنه مقتل “12” شخصاً. وكان المتهمون في جميع هذه الحوادث، ينتمون لـ”حركة تحرير السودان جناح مناوي”، الأمر الذي دفع مراقبون إلى اتهامها بالعمل على زعزعة الأمن في اقليم دارفور، تنفيذاً لرغبة استخبارات الجيش، التي تهدف الى خلق حروب قبلية في دارفور، لتساهم في تقليل أعداد مناصري الدعم السريع، أو تمزيق النسيج الاجتماعي لـ”حواضن” الدعم السريع القبلية.

أجندة سياسية وراء حوادث القتل:

ويرى المقدم معاش “الصافي محمود”، أن حوادث الاغتيال في دارفور لم تكن “خبط عشواء”، إنما هو عمل منظم، تقف من وراءه استخبارات القوات المسلحة، باستخدام حركات دارفور المتحالفة مع الجيش، وهي “حركة العدل والمساواة” بقيادة “جبريل إبراهيم”، و”حركة تحرير السودان”، بقيادة “مناوي”، بهدف عودة النزاعات القبلية لدارفور، مثلما حدث في العام “2003”، وكيما يشتعل الإقليم بالنيران، لكي ترسل رسالة بأن مناطق سيطرة الدعم السريع غير آمنة. فإذا نظرنا لحوادث القتل في إقليم دارفور خلال 50 يوماً، نجدها وقعت على ضحايا مختارين بعناية.

في سوق مدينة “مليط”، وهي مدينة تقطنها أغلبية من قبيلتي “البرتي” و”الزيادية”، وعدد كبير من الزغاوة، وفي ظل هذه التركيبة القبلية المعقدة، أقدمت حركة “مناوي” على قتل اثنين من شباب “الزيادية” في يوم السوق الأسبوعي، لتدخل المدينة في أزمة أدت لإغلاق السوق الكبير. ولكن بعد تدخلات من ناظر “الزيادية” وأعيان المنطقة، تجاوزت المدينة الأزمة التي صنعتها حركة “مناوي”.

أهداف منتقاة:

أما شرتاي عموم قبائل أم كدادة “آدم عبد الله محمد مختار” فقد تم اغتياله بداخل منزله وامام عائلته، بعد اقتحام مسلحين يُرجح انتمائهم الى القوات المسلحة أو حركات دارفور، وهذا الحادث كاد أن يشعل حرباً بين قبيلتي “البرتي” و”البزعة”.

وحادث آخر وقع قبل عشرة أيام في طريق “الضعين – نيالا” في منطقة “تور طعان” بواسطة مسلحين من حركة “مناوي”، أطلقوا النار على مسافرين. وصادف أن يكون من بينهم نساء وأطفال من قبيلة “المعاليا”، لولا معرفة الأهالي بممارسات حركات دارفور لعادت الاوضاع بين قبيلتي “الرزيقات” و”المعاليا” إلى التوتر، بسبب عبور العربات المسافرة بمدينة الضعين.

والجمعة الماضية اغتيل الصحفي “خالد بلل”، مدير الإعلام بمفوضية الرعاة والرحل بولاية شمال دارفور، بواسطة مسلحين من قوات الجيش. وتم استهداف بلل بصورة عرقية، لكونه من قبائل دارفور العربية.

تدبير مسبق:

ويرى المقدم معاش شرطة “صالح موسى”، إن حادث “تور طعان” لا يجب النظر أليه كحادثة نهب، أو كـ”جريمة عادية”، يمكن أن تقع في أي بقعة في السودان، كونه تم بتدبير مسبق من حركة “مناوي”، لخلق المشاكل بين قبائل ولاية شرق دارفور، بهدف زعزعة الأمن فيها، وإدخالها في حروب داخلية لتخفيف الضغط على حاميات الجيش في كردفان والخرطوم، في وقت أعلنت فيه قوات “مناوي” انحيازها للجيش، ومشاركتها في القتال بأمدرمان، ضد قوات الدعم السريع.

ويتفق مع هؤلاء في وجهة النظر الصحفي “عثمان فضل الله” الذي كتب تغريدة قال فيها:(عزم الجيش على فتح جبهات قتال في دارفور، يتطلب تجهيز مكان لعلاج واجلاء الجرحى، وهو “طرابلس” بعد تفاهمات بين “عبد الحميد الدبيبة”، و”عبد الفتاح البرهان”).

وحذر المحلل السياسي “أنور الدومة”، من وجود مؤامرة كبرى تقودها حركة “مناوي”، لإشعال حرب قبلية بين “البرقد” و”الزغاوة” أو “الرزيقات” و”الزغاوة”، أو “المعاليا” و”الزغاوة”، وتوقع نشوب الحرب إذا استمرت قوات “مناوي” في ممارستها تجاه المواطنين من هذه القبائل، في منطقتي “لبدو” و”مهاجرية”، التي يقطنها الغالبية من قبيلة “الزغاوة”.

 تسليم سبعة من عشرة متهمين:

وتسلمت اللجنة الأهلية لتعزيز الأمن والسلم الاجتماعي بولاية شرق دارفور برئاسة العمدة “العاجب كبور” المتهمين بارتكاب مجزرة تور طعان التي راح ضحيتها 12 شخص من المسافرين على طريق الضعين -نيالا في فبراير الماضي.

وقال رئيس اللجنة العمدة “العاجب كبور شقرة”، أن عدد المتهمين يبلغ عشرة، قبض على أحدهم في اليوم التالي للحادث، واستملنا الستة وتبقى ثلاثة، راجياً أن يتم تسليمهم في أسرع وقت.

وتم التسليم من قيادة القوة المشتركة بموافقة الإدارة الأهلية للجناة بمنطقة “لبدو”، فيما التزمت اللجنة الأهلية بشرق دارفور” بتوفير الضمانات القانونية اللازمة لمحاكمة المتهمين محاكمة عادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار