السودان

انتشار الجراد الصحراوي يهدد الموسم الزراعي في السودان

تقرير: راينو

كشف مهتمون بالشأن الزراعي بالسودان، عن توالد أعداد كبيرة من الجراد في الحدود السودان مع دولتي إريتريا ومصر، مرجحين أحداثه أضرار كارثية مدمرة على مختلف المحاصيل الزراعية، ومشاريع البساتين بولايات الشرق والشمالية ونهر النيل.

 انعدام وسائل الحركة:

 وأشار مهتمون لـ”راينو” لعدم اتخاذ إدارة مكافحة الجراد بوزارة الزراعة الإتحادية، أي خطوات استباقية فعلية نحو محاصرة ومحاربة الجراد في مناطق توالده، ما يرجح أن يؤدي لتكاثره بكثافة الفترة المقبلة بسبب توقف الفرق العاملة، ولعدم وجود وسائل الحركة، وعدم استيراد الدولة للمبيدات، وفقدان مبيدات حشرية بسبب الحرب الدائرة بالبلاد.

وقال الصحفي المتخصص في الشؤون الزراعية “على ميرغني”، إن الجراد الصحراوي يفقس ويتوالد حالياً في المناطق الساحلية على حدود السودان مع اريتريا، ومع حدود مصر على الساحل، وزاد:( من المعلوم أن مناطق التوالد الشتوي مرتبطة بساحل البحر الأحمر والأودية القريبة منه، وذلك لتوفر الظروف الملائمة لفقس البيض وخروج الجيل الجديد).

وحول المناطق التي يمكن ان يؤثر فيها الجراد الصحراوي بالسودان قال على في حديث لـ”راينو”:(هي المشاريع المروية في حلفا الجديدة، وولاية كسلا، ونهر النيل، والشمالية).

وتابع:(من المعلوم ان العروة الشتوية في هذه الولايات تنتج أهم محاصيل الأمن الغذائي القمح، بالإضافة للبصل والبقوليات الفول المصري والفاصوليا).

وأوضح “ميرغني” أن خطورة الجراد الصحراوي تتمثل في حجم استهلاكه، حيث يصل عدد الحشرات في السرب الواحد عدة ملايين قادرة على استهلاك في اليوم غذاء (35) ألف شخص، حسب تقديرات منظمة “الفاو”. كما أنه آفة عابرة للحدود، والهجرة من القارة الهندية حتى الساحل الافريقي مروراً بالجزيرة العربية.

 مبيدات حشرية:

وذكر رئيس اتحاد الزراعة الآلية “سابقا” بولاية القضارف “أحمد أبشر” إن مسؤولية مكافحة الجراد الصحراوي كانت تتبع في وقت سابق لـ”منظمة مكافحة الجراد الصحراوي”، ومقرها “كينيا”، وتشمل دول الجوار، الإيقاد، والسودان بينها. وهي ممولة ومدعومة من الأمم المتحدة، وتقوم باستخدام مركبات وطائرات، لكنها توقفت خلال الفترة الماضية.

وأضاف أبشر في حديث لـ”راينو”، إن عملية المكافحة بالسودان أصبحت تحت مسؤولية ومباشرة إدارة الجراد بوزارة الزراعة، فيما يتم تنفيذ المكافحة عبر إدارة الوقاية في القضارف وكسلا والشمالية باستخدام مبيدات حشرية في كل منطقة يتواجد فيها الجراد في مراحله الأولي، لأنه إذا توالد الجراد بكثافة وانتشر تصعب مكافحته، وتصبح العملية مكلفة للغاية. ووصف الجراد الصحراوي بـ”المدمر” للمحاصيل الزراعية والمشاريع البستانية مما يتطلب محاربته بسرعة في مناطق توالده قبل انتشاره.

 فقدان آليات:

وبشكل عام حول مكافحة الآفات بالسودان، ذكرت الصحفية المهتمة بالشأن الزراعي رحاب فريني، لـ”راينو” إن مكافحة الآفات هي مسؤولية الحكومة الاتحادية، وقالت إن الموسم الصيفي (2023 – 2024)، شهد انتشاراً كثيفاً لآفة الجراد والطيور، خاصة في ولايات القضارف، النيل الأزرق، والنيل الأبيض، وأجزاء واسعة من ولايات كردفان. وقد واجهت الحكومة مشكلة في مكافحة الآفات بسبب الحرب الدائرة بالبلاد.

 اجتهادات مزارعين:

 مشيرة لوجود اجتهادات لبعض المزارعين وتبليغهم الفورى لتدارك المشكلة ساهم في التوجيه الفوري من قبل نائب رئيس مجلس السيادة “مالك عقار” بالمكافحة الفورية، ولكن بحسب رحاب واجهت المكافحة الآفات مشكلة انعدام وقود الطائرات إضافة إلى أن المكافحة تمت بطائرة واحدة في ظل الانتشار الكثيف للآفات، والتي أثرت على مساحات زراعية واسعة، وأضافت:”أن تأتى متأخرا خير من أن لا تأتى. “

 آفات عابرة للحدود:

وأشارت “رحاب” إلى افتقاد البلاد آليات المكافحة اضافة الى توقف الأتيام العاملة بسبب عدم وجود وسائل حركية، بجانب أن هذه المبيدات يتم استيرادها سواء عبر الدولة أو القطاع الخاص، وفى حال تم استيرادها هناك صعوبة في إيصالها إلى مناطق الإنتاج الزراعي. وذكرت “رحاب” أن الآفات الزراعية وعلى رأسها الجراد والطيور، هى آفات عابرة للحدود مع دول الجوار، وبالتالي تتطلب المكافحة السريعة. ونبهت لضرورة قيام القطاع الزراعي لتدارك حدوث أنتشار الآفات، بتجهيز المعينات اللازمة للمكافحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار