السودان

كيف يعيش اللاجئين السودانيين في معسكرات دول الجوار؟

تقرير: راينو

تتجاوز فصول المعاناة من هم تحت زخات الرصاص وأزيز طائرات الموت التي تقصف الأبرياء تحت سماء السودان وتصحبهم ثالوث “الحرب، المرض، والجوع”، وانعدام العلاج حيثما القوا رحالهم، في معسكرات دول الجوار “تشاد، يوغندا، ليبيا، جنوب السودان، ومصر “

 أوضاع اللاجئين في تشاد:

وعن أوضاع اللاجئين السودانيين بمعسكرات تشاد يؤكد الصحفي السوداني “حافظ هارون” عبر اتصال هاتفي من تشاد، أن هناك تدفق  مستمر لأعداد كبيرة السكان من ولايات دارفور، لكن هارون يصف المعسكرات التي تقع في شمال شرق تشاد، التي تقع في الحدود مع ولاية شمال دارفور التي قدم لها  السودانيين من مدينة الطينة بأنها سيئة للغاية وتعد الأصعب من غيرها من المعسكرات، مشيرا لحدوث وفيات لأصحاب الأمراض المزمنة خاصة مرضي السكري والضغط، وذلك لعدم وجود الأدوية، مع وفيات أعداد من الأطفال لعدم وجود الرعاية الصحية، لافتاً لندرة مياه الشرب الصحية، إضافة للبرد القارس في ظل درجات حراره تتراوح ما بين “8- 6 ” درجات، الأمر الذي انعكس سلباً على صحة اللاجئين.

 مشاكل أمنية:

وحول معسكرات “أبو تنقى ومجا والأشا”، وهي معسكرات دائمة تقع شرق “تشاد”، لجأ إليها السودانيون من مدينة “الجنينة” بولاية غرب دارفور، يفيد “هارون” بأن بها مشاكل أمنية مع بعض السكان المحليين، وهم يدعون ملكيتهم لأراضي المعسكرات، وأن الحكومة التشادية لم تعوضهم مالياً عن أراضيهم.

وأشار “هارون” لوجود نقص كبير في المواد الغذائية والأغطية التي تقي اللاجئين البرد القارس، مع وجود مشاكل متعلقة بتوزيع الكروت التي بموجبها تمنح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المساعدات الإنسانية والغذائية للاجئين، مشيراً لعدم حصول أعداد كبيرة من سكان تشاد على تلك الكروت، “وهم غير لاجئين ولا يستحقون تلك الكروت، مما خلق أزمة بهذا الصدد تجري معالجتها “، لافتاً النظر لوجود مشكلة أخري متعلقة بعدم وجود شبكة للاتصالات، تُمكن السودانيين التواصل مع أقاربهم بداخل السودان.

 إيقاف تسجيل اللاجئين:

وحول اوضاع اللاجئين بالمعسكرات يقول اللاجئ “أبو القاسم آدم” المقيم بكمبالا لـ”راينو”، إنه وبعد ترحيل اللاجئين من الإقامة الموقتة إلى المعسكرات الدائمة، تفاجأوا بمعسكرات غير جاهزة بعد أن تصوروا أنهم سيقيمون في مباني ثابته، لكنهم وجدوا أنفسهم في “غابات أو مزارع”، حيث تم تسليمهم مواد ايوائية “خيام” للسكن بداخلها أغطية ومواد غذائية، مشيراً لعدم توفر المياه التي تتطلب الحركة لمسافات بعيدة لاستجلابها، مع عدم وجود مدارس أو مستشفيات للعلاج.

وحول أبرز مشاكل اللاجئين بالمدن قال آدم لـ”راينو”، أنه من المعلوم، أن اللاجئين بشكل عام في دولة بيوغندا، يتم تسجيلهم في اي مدينة أو معسكر ومنحهم بطاقة لجوء لمدة خمس سنوات بمميزات قريبة للمواطن اليوغندي، لكن اللاجئين السودانيين في المدن تفاجأوا بقرار إيقاف تسجيلهم في كل المدن اليوغندية، مما اضطر الكثيرين الذهاب إلى المعسكرات التي تبعد قرابة “235” كيلو متر، مشيرا الي أن إيجار السكن يتراوح ما بين “400 الي 500” دولار، كما أن غلاء المعيشة دفع الكثير من السودانيين للرجوع إلى المعسكرات.

ولفت “آدم” لحصول عدد من الوفيات قائلاً أنها “وفيات طبيعية”، وزاد:(حتى أصحاب الأمراض المزمنة ماتوا بطريقة طبيعية نتيجة مضاعفات مرضهم، كما يحدث في جميع أنحاء العالم).

 المنظمات الدولية والمساعدات:

وفي الاثناء أكدت اللاجئة “سعاد محمد” المقيمة بمصر، وهي من سكان مدينة “الفاشر” بولاية شمال دارفور، أن “برنامج الأغذية العالمي” ظل يقدم مساعدات مالية ومواد غذائية للاجئين، وكذلك قدمت “منظمة الصليب الأحمر” مساعدات في جانب الخدمات الطبية. وهنالك “منظمة الهجرة الدولية”، التي قدمت مساعدات مالية وغذائية وإيوائية للاجئين بعد دراسة حالتهم، لكنها مساعدات للاجئين المسجلين فقط دون غيرهم، مشيرة إلى أن غالبية اللاجئين السودانيين يستأجرون مساكناً على نفقتهم الخاصة، مشيرة للارتفاع في أسعار الإيجارات، وزادت:(السودانيون المتواجدون بمصر أوضاعهم صعبة، لأنهم قدموا بسبب ظروف الحرب، تاركين ما لديهم من ممتلكات في السودان).

ليبيا وجنوب السودان:

وقال رئيس برنامج منظم الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا “مالك الديجاوي” لـ”راينو” أن أعداداً كبيرة للفارين من جحيم الحرب فى السودان ما زالت تتدخل ليبيا من عدة منافذ “الكفرة – سبها – ام الارانب”، ووصف أوضاعهم بالصعبة ويحتاجون للمأوي والغذاء بشكل عاجل وبينهم الآن من هو متواجد في طرابلس أو مراكز الإيواء.

أما في دولة جنوب السودان فقد كشفت مصادر لـ”راينو”، عن احتياج العديد من اللاجئين للمساعدات المالية والغذاء والدواء خاصة للفئات الأقل فقراً، سواء كانوا في المدن أو بالمناطق الحدودية، مما يتطلب تدخل المنظمات الدولية بشكل فعال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار