السودان

ألمانيا في المشهد السوداني .. تفاصيل ظهور متأخر

تقرير: راينو

مرة أخرى تطل عاصمة جديدة من عواصم العالم في سياق الأزمة السودانية المشتعلة بفعل حرب الخامس عشر من أبريل، فبرز اسم العاصمة الالمانية برلين في المشهد السوداني بحثا عن حل.

 مدخل البروز والتحرك الألماني جاء عبر أنباء تأخر رحلة وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” إلى “جيبوتي” في شرق إفريقيا، والتي تأتي ضمن جولة في المنطقة تشمل كلاً من جيبوتي وكينيا وجنوب السودان، وذلك على خلفية الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي يشهدها السودان.

تفاصيل التأخير:

رحلة وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” إلى جيبوتي في شرق إفريقيا تأخرت بسبب عدم حصول طائرتها الحكومية على تصريح للتحليق فوق الأراضي الإريترية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر، إن طائرة “بيربوك” تم تحويل وجهتها إلى مدينة “جدة” بالمملكة العربية السعودية، ليقضي وفدها ليل الأربعاء فيها، قبل محاولة مواصلة الرحلة إلى جيبوتي يوم الخميس.

ونقلت الوكالة أن طائرة “بيربوك) وهي من طراز ايرباص “R321LR”، هبطت في مدينة “جدة” الساحلية الساعة الثانية والربع مساءً (13:15 بتوقيت غرينتش)، بعدما حلقت فوق البحر الأحمر لأكثر من ساعة.

وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن التأخير جاء لفشل الجناح الجوي بالقوات المسلحة الألمانية في الحصول على تصريح من إريتريا بالتحليق في مجالها الجوي. وقالت المصادر إن انقطاع الكهرباء في وزارة الخارجية الإريترية، تسبب في تفاقم المشكلة.

وكان من المقرر أن تلتقي “بيربوك” مع وزير خارجية جيبوتي “محمود علي يوسف” عصر الأربعاء.

أجندة الجولة:

وتشمل جولة وزيرة الخارجية الألمانية في شرق إفريقيا كلاً من “جيبوتي وكينيا وجنوب السودان”، وذلك على خلفية الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي يشهدها السودان. وذكرت متحدثة باسم الخارجية الألمانية في “برلين”، أن محادثات “بيربوك” خلال هذه الجولة، ستتركز على كيفية تنسيق مبادرات الوساطة الدولية بشكل أفضل، وزيادة الضغط على أطراف النزاع في السودان. وأكدت المتحدثة أن الدول الثلاث التي ستزورها “بيربوك”، تلعب دوراً بارزاً في الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في السودان. وستلتقي “بيربوك” في كينيا مع ممثلين عن المجتمع المدني السوداني، وستزور مركز تدريب تموله ألمانيا.

ألمانيا وسياسة العقوبات:

ومن الواضح أن زيارة الوفد الألماني تأتي في سياق تحرك دبلوماسي أوسع لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية، لدفع قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” وقائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان حميدتي”، نحو اللقاء تمهيداً لمواصلة التفاوض. ويقول الصحفي “محمد عبد العزيز” إنه من المهم جداً تكامل الجهود الدولية الإقليمية، من أجل دفع أطراف الحرب للجلوس للتفاوض، وأن المانيا وحدها لا تكفي، على الرغم من أن لديها ثقل سياسي ودبلوماسي في الإتحاد الأوربي، وعرفت بدعمها للديمقراطية والسلام في السودان، وقد كانت أول دولة تفرض عقوبات بعد انقلاب الإنقاذ، وأول دولة ترفع عقوباتها عن السودان بعد ثورة ديسمبر.

زاوية أخرى:

المحلل السياسي السوداني “الجميل الفاضل” أشار إلى أن السودان يتمتع بموقع جيو استراتيجي خطير وحساس للغاية، ولو أن كرة اللھب المشتعلة فيه لنحو عشرة أشهر تدحرجت وفق المؤشرات الميدانية الحالية للحرب إلى أطرافه الشرقية، فإن منطقة القرن الإفريقي برمتها يمكن أن تنفجر، خاصة وأن حزام شرق ووسط افريقيا – الذي يمثل السودان واسطة عقده – يعاني من توترات مزمنة. وأكد “الفاضل” إن هذا التطور من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه لتدفقات كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، التي فقدت جزءً كبيراً من أراضيها ونفوذها بمنطقة الساحل الإفريقي، بفعل موجة الانقلابات التي شھدتھا القارة مؤخراً. ويرى الفاضل أن المانيا تتطلع لسد فجوة انحسار النفوذ الفرنسي بعد الخروج المتدرج لقوات “برخان” عن المنطقة، وانتهاج الولايات المتحدة لسياسة القيادة من الخلف. وبالطبع لألمانيا اهتمام قديم ومتجدد، بإقليم دارفور، وعلاقات لا تخفى برموز الإقليم وقادته السياسيين.

ويشهد السودان عمليات حربية طاحنة منذ أبريل من العام الماضي‪ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها أكثر من (12) ألف من المدنيين، ونزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين شخص، بجانب تدمير البنى التحتية للدولة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار