تشهد مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور انتعاشاً كبيراً في الحركة الشرائية للمواد التموينية والسلع الاستراتيجية القادمة من دول الجوار، عبر البوابة الغربية. وكشفت جولة لوكالة راينو الاخبارية في اسواق مدينة الجنينة توفر المواد التموينية القادمة عبر معبر “أدري” التشادية، ورصد مراسل “راينو” إقبالاً كبيراً على شراء المواد وترحيلها إلى مناطق أخرى في دارفور.
وقال “مصطفى محمد” أحد التجار ان سوق الجنينة أصبح المغذي لجميع اسواق ولايات دارفور، وأضاف:(السيارات التجارية تشحن الدقيق والارز والبسكويت والمشروبات والصابون يومياً إلى “الضعين” و”نيالا” وباقي المدن)، مشيراً إلى انسياب الحركة التجارية عبر الحدود بصورة كبيرة، عبر إجراءات وضوابط فرضتها وزارة المالية والاقتصاد بغرب دارفور.
وعلى ذات الصعيد شهد سوق “الكتكت” للعملة بمدينة الجنينة انتعاشاً كبيراً في تداول العملة، حيث وصل سعر الفرنك “الوسط أفريقي” – وهو عملة كل من تشاد والكاميرون والكونغو وأفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية والغابون – إلى (8850) جنيه سوداني. وتعرف بالمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا.
وقال “وافي عيسى البشر” إن سوق العملة هذه الايام يشهد اقبالاً كبيراً، وارجع ذلك لشراء السلع والمواد التموينية من منطقة “أدري” التشادية بكميات كبيرة. وأشار إلى أن تحديد سعر التداول تفرضه آلية العرض والطلب ويتأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في السودان وتشاد.
ورصد مراسل “راينو” حركة تجارية كبيرة من وإلى غرب دارفور عبر بوابة “اديكونق”، لجهة ان هنالك شاحنات تجارية محملة بالمواد التموينية الى ولايات دارفور.
وفيما يتعلق بامتناع التجار من التعامل بالعملة “فئتي مائة ومائتي جنيه”، اصدرت حكومة ولاية غرب دارفور، قراراً قالت فيه في إطار الجهود الرامية للحفاظ على الاقتصاد الوطني، وبررت قرارها بأن العملات السودانية من فئتي المائة والمائتان جنيه، هي عملات قانونية ومبرئه للذمة، ولم يصدر من بنك السودان المركزي أي منشور يفيد بإيقاف تداولها او التعامل معها، عليه يمنع منعا باتا الامتناع عن استلامها. واعتبر القرار أي شخص يثبت امتناعه عن استلام أو تداول اي من الفئات المذكورة مخالفا لهذا القرار، ويعاقب بالغرامة ثلاثمائة ألف جنيه، أو السجن لمدة لا تزيد عن شهر.
في الأثناء قال رئيس الغرفة التجارية الاستاذ “تجاني يوسف”، أن جميع المحال التجارية في أسواق مدينة الجنينة، تعمل بصورة منتظمة، لافتاً إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بتأمين السوق الكبير عبر سبعة ارتكازات عسكرية، وزاد:(لم تصلنا حتى الآن أي عملية سرقة).
وأكد رئيس الغرفة التجارية عن استقرار أسعار المواد التموينية والسلع التي تأتي عبر البوابة الغربية، مؤكداً وجود تنسيق كبير مع الجانب التشادي من اجل انسياب الحركة التجارية وتبادل السلع، وأشار إلى أن امتناع بعض التجار من استلام بعض العملات السودانية أمر خطير، وكشف عن اتفاق تم بين الغرفة التجارية ومحلية الجنينة وتجار العملة، تم بموجبه إلزام التجار باستلام (30%) من المبلغ، في عملية تجارية من عملات فئة المائة والمائتان جنيه.
من جانبه تفقد والي غرب دارفور المكلف “تيجاني الطاهر كرشوم” سوق مدينة الجنينة، واستمع لشكاوى المواطنين والتجار، ووجه محلية الجنينة والغرفة التجارية بمراجعة أسعار بعض السلع التي قال إنه لا يوجد أي مبرر لارتفاع أسعارها.
