السودان

تدمير مصفاة الجيلي: تطور خطير في الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع

الخرطوم: راينو – خبر فاجع صدم السودانيين المكلومين على بلادهم اليوم الأربعاء من فرط الدمار والخراب والقتل والتشريد، عقب تدمير أبرز وأهم المنشآت النفطية في مصفاة الجيلي، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمالي العاصمة الخرطوم، في ثاني أكبر عملية عسكرية للجيش تتعرض لها المصفاة.

 

أهمية المصفاة:

وتعد مصفاة الجيلي أحد أبرز المؤسسات الاستراتيجية والحيوية في السودان، إذ تنتج حوالي (100) ألف برميل يومياً، لتلبية احتياجات البلاد، فيما يتم تصدير الفائض منها، حسب تقارير إعلامية، عبر ميناء (بشائر) على البحر الأحمر، بخط أنابيب بطول (1610) كيلومتر.

 

تدمير المنشآت:

وبتدمير مصفاة الجيلي، تكون عدد المنشآت التي تعرضت للتدمير، سواء كلياً أو جزئياً، قد بلغ (121) منشأةً استراتيجيةً، أبرزها القصر الجمهوري والقيادة العامة ومطار الخرطوم الدولي، الذي يعد أكبر مطارات البلاد، والمقر الرئيسي للخطوط الجوية السودانية، حيث يعد أول المؤسسات التي دمرتها الاشتباكات منذ وقت مبكر في الثامن عشر من أبريل الماضي، فضلاً عن مطار (مروي) الذي يطل على طريق (شريان الشمال) الاستراتيجي، بالإضافة إلى مبان الإذاعة والتلفزيون، وكذلك وزارة العدل، ديوان الضرائب، برج الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، برج شركة النيل للبترول، بنك الساحل والصحراء، كبري ود البشير، وكبري (شمبات) الرابط بين مدينتي بحري وامدرمان، بالإضافة إلى مستشفى شرق النيل، وكذلك ما رصدته (راينو) من قصف لمشفى الزيتونة، واعلى الجانب الشرقي لبنك السودان المركزي بالمقرن، آخر المناطق المطلة على جسري النيل الأبيض و(الفتيحاب) بالخرطوم ومنها إلى أم درمان، محدثةً خرقاً في الواح (الكلادن)، فضلاً عن مئات الآلاف من منازل المواطنين في الخرطوم فقط، دون باقي الولايات التي تشهد اشتباكات.

 

اتهامات متبادلة:

وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بتدمير مصفاة الجيلي، حيث اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف المصفاة مما تسبب “بتدميرها بشكل كامل”، بينما نفى الجيش ذلك واتهم قوات الدعم السريع بالتسبب في الحريق.

ويشير الكثير من المُراقبين إلى أن تبادل الاتهامات بتدمير المنشآت والبنى التحتية مثيراً للحيرة، في ظل صعوبة التحقق على الأرض، وتخوف شهود العيان من الحديث لوسائل الإعلام، ويذهبون إلى أن الطرف الذي يمتلك سلاحا للطيران، فضلاً عن امتلاكه لمدافع بعيدة المدى، هو الجيش السوداني، ويؤكدون أن انتشار قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، يشير إلى أن القصف سواء المدفعي أو بالطيران، يأتي من الطرف الآخر.

 

خروج البرهان:

فيما يرى المحلل السياسي (الشفيع أديب)، أن ضربة البداية لاحتدام حدة المعارك والصراع بين الدعم السريع والجيش، كانت لدى خروج الجنرال البرهان من مخبئه، وذهب إلى أن ما تتعرض له البنى التحتية في الخرطوم، يعتبر تطور نوعي في طبيعة المعارك المشتعلة بين الطرفين المتصارعين، منذ منتصف أبريل الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار