السودان

تدمير جسر ومصفاة .. الحركة الإسلامية في السودان: إما نحن أو الحطام

مدني – راينو الاخبارية

كارثة وطنية، حدثت بقصف جسر شمبات، الذي يربط الخرطوم بحري بمدينة ام درمان، وينقل على متنه ملايين السودانيين يومياً، ما ييسر الحركة بشكل كبير بين مدينتي ام درمان وبحري. وكان إنشاؤه حدثاً بارزا في منتصف العهد الديمقراطي الثاني، احتفلت به كل العاصمة المثلثة، كإنجاز ضخم تم بمبالغ مالية دفعها الشعب السوداني لشركة ايطالية للقيام بعمليات الإنشاء. وحين الافتتاح كانت العاصمة المثلثة في حالة عالية من الغبطة والفرح لعظم الإنجاز، لكن قرار طائش من “عسكري” لم تكن مؤسسته جزءً من أي بناء في البلاد “سوى داخل المؤسسة نفسها”، هدم جسراً يمثل شرياناً رئيسياً، لحركة التنقل داخل العاصمة المثلثة.

إنكار الكارثة:

أنكر طرفا النزاع ضلوعهما في تدمير كبري شمبات، وقال الجيش السوداني بان قوات الدعم السريع دمرت كوبري شمبات، نتيجة لتقدم قوات الجيش في الميدان، خاصة في ام درمان. وأشار إلى أنها جريمة جديدةـ تضاف لسجل جرائم الدعم السريع، حسب بيان نشره مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، تلقت راينو الاخبارية نسخة منه. بينما قالت قوات الدعم السريع إن ما أسمتها (مليشيا البرهان)، دمرت جسر شمبات، ظناً منها أنها تستطيع بذلك هزيمة أشاوس الدعم السريع، مشيرة إلى أن أبواق النظام البائد المتطرفة ظلت تطالب البرهان بتدمير الجسر. وأضافت في بيان تلقته (راينو الإخبارية):(لبى البرهان مطالبهم بدلاً عن اعتقال قياداتهم الذين اطلق سراحهم من السجون لقيادة حرب الخامس عشر من أبريل).

الفلول دمروا الجسر:

 دمغت حركة العدل والمساواة، عبر ناطقها الرسمي (ضو البيت يوسف)، فلول النظام البائد مسؤولية تدمير جسر شمبات، وقالت الحركة أن تدمير “الكوبري” سلوك غير أخلاقي، ومتجرد من الوطنية. وأكد يوسف أنه “بهذا النهج دخلت الحرب مرحلة جديدة وخطيرة تهدف الى تدمير البلاد”، و دعا (ضو البيت) الشعب السوداني إلى الانتباه لهذا الإسلوب الدخيل، الذي ينتهجه عناصر المؤتمر الوطني المحلول، بعد أن لفظهم الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة.

وفي هذا يتفق في الرؤية القيادي بالحرية والتغيير (شهاب إبراهيم) الذي قطع بأن المستفيد الأول من دمار البلاد هم فلول النظام البائد. وقال لـ(راينو)، أن فلول النظام البائد يرغبون في العودة للحكم باي طريقة ممكنة، حتى ولو حطموا البلد بشكل كامل.

استهداف البنية التحتية:

قبل تدمير جسر شمبات، المشيد في العام (1966)، استهدف قصف الجيش السوداني مصفاة الجيلي، ما سبب أضراراً بالغة بالمصفاة. ويؤكد الكاتب والمدون د.(يوسف السندي)، أن قصف الجيش للمصفاة هو الراجح، و اضاف:(استمرار الحرب هو السبب، إذ ظن الجيش أن الحرب لن تطول، وإنه قادر خلال زمن وجيز على حسم الدعم السريع، وحين تبين له إنها حرب طويلة، بدأت الأفكار السوداوية تسود داخله، فبدل ان يثوب الجيش الى رأي الراشدين والعقلاء داخله، والذين يدعون إلى ايقاف الحرب وتجنيب البلاد تكلفتها الباهظة، سقط الجيش في شراك المهووسين من الكيزان عسكر ومدنيين، وشدد (السندي) على أن فلول النظام البائد لن يتوقفوا عن إحراق كل البلاد في سبيل العودة للحكم مرة أخرى، ولو لم يتبقى في البلاد سوى الحطام.

من هو صاحب المصلحة؟:

على ذات النسق أكد كثير من الناشطين أن الدعم السريع بسيطرته على جسر شمبات على الجانبين، ليس من مصلحته تدمير الجسر، بل أن الجيش هو صاحب المصلحة في التدمير، علاوة على أن فلول النظام البائد كانوا قد طالبوا الجيش بقصف الجسر مراراً وتكراراً. ولعل المطالبة الاكثر الحاحاً كانت من ابن الحركة الاسلامية (محمد محمود السماني)، المتخفي في الميديا باسم “الإنصرافي”، والذي بات هو الصوت الأكثر علواً في مطالبات الاسلاميين لقيادة الجيش بالنزول لدى رغبات الحركة الاسلامية، إضافة إلى مطالبات تمت أيضاً من ابن الحركة الاسلامية والمتحدث باسمها في الجامعات السودانية (النعمان عبد الحليم)، الذي كتب في صفحته على منصة فيسبوك في 20 أبريل، بعد خمسة ايام من اشتعال الحرب:(مافي هدنة يا رجالة، يا تسليم كامل او تدمير شامل)، وها هو التدمير يحدث.

لكن أحد فلول النظام البائد، كتب نافياً تدمير الجيش أو الدعم السريع لجسر شمبات، وقال عبد الرحمن عمسيب، الإسلامي المتطرف لتنظيمه، بأن “دولة” حبيبة لهم قصفت الجسر، وتكشف فرحته العارمة مدى رغبة الفلول في تحطيم بنية السودان التحتية، فالعودة للحكم ولو على جماجم السودانيين وحطام وطنهم، هي “المبتغى”، أما الوطن وبنيته، فليذهب غير مأسوفاً عليه، والنظرية لديهم باقية:( إما نحن او الحطام). ويختصر القيادي بالحرية والتغيير (شهاب إبراهيم) المشهد لـ(راينو) بالقول:(يبدو أن الإسلاميين لم يعوا درس ثورة ديسمبر، فالعودة مستحيلة، إلى أن يقول الشعب كلمته في صناديق الاقتراع، ولا أظنه سيأتي بهم مطلقاً، ولو بعد عقود).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار