السودان

نيالا تحت سيطرة الدعم السريع واحتفالات للمواطنين في شوارع المدينة

نيالا: راينو – تمكنت قوات الدعم السريع اليوم الخميس من السيطرة الكاملة على قيادة المنطقة الغربية العسكرية للجيش بمدينة نيالا جنوب دارفور بعد تحرير جميع الوحدات التابعة لها صباح اليوم، لتصير ولاية جنوب دارفور بكل وحداتها الإدارية ومحلياتها، تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على جميع الحاميات العسكرية للقوات المسلحة الواقعة خارج نيالا، وأعلنت أنها تسعى للسيطرة على قيادة الفرقة 16 مشاة، باعتبارها آخر موقع عسكري تابع للجيش في المدينة.

وتضم الوحدات والمقرات التي تتبع للمنطقة الغربية داخل نيالا (قيادة المنطقة الغربية، رئاسة قيادة الفرقة 16 مشاة، سلاح النقل والإصلاح، سلاح الإشارة، نادي وفندق الضباط، المستودع الاستراتيجي، السلاح الطبي، رئاسة القوات المشتركة السودانية التشادية، مقر كتيبة الاستطلاع، رئاسة المدرعات، رئاسة المدفعية، رئاسة الفوج السابع حرس الحدود، ورئاسة كتيبة المهندسين).

أما الوحدات خارج المدينة فهي: (مطار نيالا الدولي ، رئاسة اللواء 110 “منواشي”، رئاسة اللواء 61 “منطقة كاس”، رئاسة اللواء 63 رهيد البردي،  حامية ابوجردل،  حامية ام دخن، حامية سنقو، رئاسة القوات المشتركة “أم دافوق”،  وحامية أم دافوق).

ميزات استراتيجية:

وجاء سقوط المدينة بعد معارك ضارية بين القوتين، أودت بحياة أعداد كبيرة من المدنيين، وأجبرت ما يزيد عن الـ 50 ألف شخص على الفرار نحو ولايات شمال وشرق دارفور.

وتعليقاً على سقوط المدينة قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أشرف عبد العزيز:(من المؤكد أن سيطرة قوات الدعم السريع على حامية نيالا العسكرية يغير كثيرا في مجريات المعركة ميدانياً، فالمنطقة استراتيجية وبها مقومات لوجستية مثل مطار نيالا، فضلاً عن أنها تعتبر معبرا مهما وتتوسط ولايات دارفور الخمس. وبسيطرة الدعم عليها فإن هذا يعني تمدده، وبسط نفوذه على دارفور، وتامين خطوط الإمداد).

ويرى مراقبون أن سقوط نيالا يمنح قوات الدعم السريع ميزة استراتيجية كبيرة في الصراع، حيث صار بالإمكان أن تصبح المدينة مركزًا إقليميًا للدعم السريع، وتسمح لها بتعزيز سيطرتها على جنوب دارفور.

وبسقوط الحامية 16 مشاة نيالا، يكون الجيش قد فقد ركيزة عسكرية وسياسية، وبالمقابل يضع الدعم السريع نفسه في مسار توطيد قبضته العسكرية بهيكلة الجيش ومسك بزمام السلطة السياسية في دارفور، لما لولاية جنوب دارفور من ميزات استراتيجية مهمة، كونها تقع في موقع القلب في كامل الإقليم، ومنفتح على الجوار الإستراتيجي من ناحية الامداد العسكري بكل أشكاله.

قصف جوي ومدفعي ضد المدنيين:

ودرجت قيادة الفرقة 16، على استخدام مدافع الهاون بكثافة على أحياء المدينة فور اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة في الخامس عشر من أبريل بحسب شهود عيان وأقارب الضحايا، ما أضطر سكان عشرة أحياء إلى مغاردتها لمدن الضعين والفاشر ومحليات جنوب دارفور بعد موت المئات منهم، ولم يتبق من سكان هذه الأحياء سوى الذين لا يستطيعون تحمل السفر.

الحاجة حليمة ابراهيم عزلو – في العقد الخامس من عمرها – تقول لـ(راينو) إنها لم تغادر منزلها، وأضافت: (الشخص الذي ينتقل من منطقة الخطر إلى مكان آمن هو من يمتلك المال لنقل عائلته، وعلى الرغم من إسقاط الطيران العسكري عدة مرات براميل متفجرة على رؤوس السكان قتلت البعض، وأصابت الآخر، لكني لم أستطع توفير قيمة إيجار عربة). وقالت إن دخلها اليومي لا يتجاوز توفير وجبة واحدة لها ولأحفادها السبعة، وثلاث زوجات تركهن ابنها المقتول بسقوط قذيفة في وقت سابق.

وفي الأيام القليلة الماضية شهدت نيالا معارك عنيفة استمرت لنحو سبعة أيام متواصلة، منها اشتباكات بالمدفعية الثقيلة واشتباكات مباشرة في محيط القيادة، وفي الليل يستخدم الجيش طائرة الأنتنوف، لكنها باتت تطير على ارتفاعات عالية، خشية من أن تصيبها مضادات الدعم السريع، بعد إسقاط طائرة قبل عشرة أيام .

احتفالات جماهيرية في المدينة:

وفور إعلان قوات الدعم السريع سقوط مدينة قيادة الفرقة 16مشاة، تبارت نسوة من أحياء المدينة في الزغاريد فرحاً بسقوط القيادة، وهذا يعني لهن ايقاف القصف الجوي، وعودة الحياة إلى مدينة نيالا، وعودة جيرانهم الذين غادروا منازلهم مجبرين.

وفي احتفالات عفوية تشبه احتفالات الشعب السوداني بسقوط نظام الإنقاذ، خرج معظم سكان نيالا احتفالاً طائفين شوارع المدينة، بعضهم يحمل علم السودان بيد، ويرفع اشارة النصر باليد الأخرى، ويتجاوب معهم جنود الدعم السريع بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.

ومن أمام قيادة الفرقة 16مشاة البوابة الرئيسية، أعلن النقيب بقوات الدعم السريع (موسى التوم حسوبة) سقوط القيادة، وهروب قائدها اللواء حسين جودات ليتزاحم مئات المواطنين على بوابات القيادة العامة، ودخولهم  لمناطق كانوا ممنوعين من مجرد الاقتراب منها.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل (نيسان) بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار