السودان
البيان الختامي للاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية بأديس أبابا
فيما يلي نص البيان الختامي للاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية بأديس أبابا والذي تحصلت راينو على نسخة منه:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة/ات ممثلي لجان المقاومة والأجسام المطلبية الثورية الجذوة المتقدة لثورة ديسمبر المجيدة
السادة/السيدات رؤساء وممثلي/ات الأحزاب والتحالفات السياسية، والحركات المسلحة، والقوى المدنية والمهنية والنسوية والشبابية
السادة/ات الحضور من الشخصيات الوطنية وأصحاب المبادرات والرموز الدينية والمجتمعية والأهلية
السادة/ات الحضور جميعا داخل القاعة وكل لشعب السوداني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في البدء نترحم على أرواح كل من فقدناهم في حروب السودان جنوبا وغربا وشرقا، وكل من فقدناهم في حرب الخامس عشر من ابريل اللعينة ، ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى والعودة الامنة للمفقودين، كما نتوجه بنداء عاجل لإغاثة الشعب السوداني الذي يرزح تحت وطأة مأساة انسانية غير مسبوقة تستوجب أقصى درجات الجدية والسرعة في ايجاد وسيلة فعالة لإيصال العون الانساني الى مستحقيه اليوم قبل الغد.
السادة والسيدات، يشرفني ان أتلو على حضراتكم البيان الختامي للجنة التحضيرية لاجتماع توحيد القوى المدنية الساعية لإنهاء الحرب وبناء السلام المستدام واستعادة المسار الديمقراطي، مسار ثورة ديسمبر المجيدة، مسار الحرية والسلام والعدالة الذي مهره الشعب السوداني بالدم، وفي سبيله صعدت ارواح مئات الشهداء، وما اندلعت هذه الحرب إلا لتصفية هذه الثورة العظيمة، ومعاقبة الشعب السوداني عليها، وإدخاله من جديد في سجن الاستبداد والفساد كسيرا مقهورا بغلظة الحرب وجبروتها، انعقد اجتماعنا هذا في سياق تمليك الشعب السوداني أهم أداة من أدوات انتصاره ممثلا في التحرر من هذا المصير الذي رسمه له مشعلو الحرب ودعاة استمرارها، الا وهي “وحدة القوى الديمقراطية المدنية “وتنظيم صفوفها في هياكل مؤسسية بقيادات متوافق عليها ومن ثم تعظيم فاعليتها في خدمة مصالح الشعب السوداني وعلى رأسها إطفاء حريق هذه الحرب بمشروع للسلام والتحول الديمقراطي مؤهل لأن يجعلها آخر حروب السودان.
على هذه الخلفية قدمت الدعوة للمشاركة في الإجتماع التحضيري لبناء اوسع جبهة مدنية ممكنة للوقوف ضد الحرب وإستعادة الديمقراطية، الذي انعقد بالفعل في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا في الفترة من 23 الى 26اكتوبر، قدمت الدعوة لكافة المبادرات والتنظيمات المدنية والسياسية من قوى ثورة ديسمبر المجيدة، ومن القوى والتنظيمات المناهضة لحرب الخامس عشر من ابريل.
ان اللجنة التحضيرية ترحب باستئناف منبر جدة التفاوضي، وتقدم بالشكر لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الدولتين الراعيتين للمنبر ، كما تثمن كل مبادرات ايقاف الحرب الاقليمية كمبادرة الايقاد والاتحاد الافريقي ودول الجوار وتدعو الى توحيد كل هذه المبادرات في منبر جدة التفاوضي، وتناشد طرفي النزاع التحلي بالمسؤولية والجدية في إيقاف هذه الحرب التي لا منتصر فيها.
وقد لبى نداء الدعوة لهذ الاجتماع التحضيري مائة مشارك ومشاركة، من فئات متنوعة شملت لجان المقاومة والأحزاب والتحالفات السياسية، وحركات الكفاح المسلح، وممثلون عن النقابات والأجسام المهنية، وتنظيمات وتحالفات المجتمع المدني، ومبادرات توحيد القوى الديمقراطية، وممثلات عن المجموعات النسوية، والشخصيات القومية والأكاديمية وقدامى المحاربين (من شخصيات عسكرية متقاعدة)والادارات الاهلية والرموز الدينية، حيث عكس حضور الإجتماع تنوعاً وتمثيلاً جغرافياً وجيلياً ونوعيا وفئوياً وفكرياً واسعاً من قوى ثورة ديسمبر ومن مناهضي حرب الخامس عشر من ابريل.
وفي توافق تاريخي مشهود، أجمع المشاركون على المضي قدماً في مسار عقد “المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، (تقدم)، لإيقاف الحرب وإستعادة الديمقراطية في البلاد، متفقين على هيكل تنظيمي مرن ومؤقت للتحضير للمؤتمر التأسيسي، وللإيفاء بجملة من المهام الضاغطة بسبب الحرب وإفرازاتها وعلى رأسها الإغاثة الانسانية العاجلة لضحايا الحرب، تاركين الباب مشرعاً لمشاركة كل من يرغب من قوى ثورة ديسمبر المنتصرة ومن دعاة السلام المناهضين لحرب الخامس عشر من أبريل في التحضير للمؤتمر المزمع وإنجاحه. ح تم الإتفاق على الهيكل التنظيمي المؤقت لـــ (تقدم) ليشمل الهيئة القيادية التحضيرية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك ، للقيام بالمهام الرقابية والإشرافية ومتابعة التحضير للمؤتمر التأسيسي. وتضم الهيئة القيادية عدد ستين عضوا وعضوة، وقد توافق الاجتماع على أن تمثل القوى غير الحزبية من لجان المقاومة والنقابات والاجسام المهنية وتنظيمات ومبادرات المجتمع المدني،والتنظيمات النسوية، نسبة 70% من الهيئة القيادية، بينما تمثل التنظيمات والتحالفات السياسية وحركات الكفاح المسلح نسبة الـــــــ 30 % فقط. وتوافق الإجتماع ايضاً على مكتب تنفيذي تنيسقي من ثلاثين عضو(ة)، يمثلون ذات نسب الفئات المكونة للهيئة القيادية لــــ(تقدم)، كما حددت مهام المكتب التنفيذي للقيام بالاعباء العاجلة والتحضير للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بما في ذلك تكوين لجنة تحضيرية وسكرتارية فنية للمؤتمر ، والذي قرر له ان ينعقد خلال الاسابيع الثمانية القادمة، وسوف تعمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي المنبثقة عن الهيئة القيادية المؤقتة لان يكون عدد المشاركين الف مشارك ومشاركة مع تخصيص نسبة 30% كحد أدنى لمشاركة النساء وفي هذا السياق نحيي فئة المهنيين والنقابات التي شكلت النساء نسبة 45% من ممثليها في الهيئة القيادية التحضيرية .
لقد كان تخصيص نسبة 70% من الهيئة القيادية والمكتب التنفيذي لقوى غير حزبية قرارا توافقيا القصد منه توسيع مشاركة قطاعات كبيرة فاعلة في المجال الديمقراطي وغير منتمية لأحزاب سياسية، لا سيما وان البلاد مقبلة على انتقال تأسيسي جديد يتطلب نجاحه مساهمة كل الخبرات الوطنية من موقع شراكة حقيقية وعادلة، وهذا التوافق نعتبره مأثرة لهذا الاجتماع تتساوى في فضلها القوى الحزبية والقوى غير الحزبية، وهنا لا بد ان نؤكد ان هذا الاجراء بعيد كل البعد عن نزعة الهجوم على الأحزاب وتجريمها حسب ثقافة الانظمة الدكتاتورية، فالأحزاب مؤسسات مهمة ولها دورها المفصلي في نجاح أي تجربة ديمقراطية وظرفنا الراهن يستوجب اعلاء روح العمل الجماعي بين كل الفاعلين.
لقد نجح الاجتماع التحضيري عبر مناقشات عميقة بين المشاركين شملت محاور رئيسة هي المحور السياسي والمحور الاقتصادي ومحور العمل الإنساني والمحور الإعلامي، نجح في بلورة مسودات لأوراق العمل التي ستعرض على “المؤتمر التأسيسي”، كما قرر الاجتماع تنظيم ورش عمل تخصصية لتقديم توصيات مفصلة في القضايا التالية:
-
تطوير الموقف التفاوضي للقوى المدنية
-
الإصلاح الأمني و العسكري
-
العدالة الانتقالية
-
إعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة ( الخدمة المدنية والأجهزة العدلية)
-
السلام ورتق النسيج الاجتماعي و محاربة خطاب الكراهية
-
صناعة االدستور الدائم
-
البرنامج الاقتصادي لإعادة البناء والاعمار
-
قضايا الولايات و الحكم المحلي
في المحور السياسي قرر الاجتماع التحضيري تحويل ورقة ” الموجهات العامة للعملية التفاوضية لوقف الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية” للهيئة القيادية المؤقتة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية”تقدم” لاعتمادها كمسودة موقف تفاوضي للقوى الديمقراطية المدنية.
كما أجاز “اسس ومبادئ إنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية” واهمها ان التصورات للحلول السياسية يجب أن تحافظ على وحدة السودان وسيادته على كامل أراضيه، و تضمن قيام دولة مدنية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة ، وان الضمان لبقاء السودان موحدا هو تأسيس دولة المواطنة، التي تعرف نفسها تعريفا شاملا يتضمن الأبعاد التاريخية والحضارية لمكوناته المتعددة و المتنوعة. دولة ذات رؤية ديمقراطية تنموية تشاركية وعادلة تقف على مسافة واحدة من كافة الأديان و الثقافات و تجرّم كافة أشكال التمييز، وأن جهود وقف الحرب وإعادة البناء وعمليات التأسيس لهذه الدولة يجب أن تقوم على عملية سياسية تفاوضية لا تستثني أي فصيل سياسي سوى المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وواجهاتها و كل من دعم و يدعم حرب الخامس عشر من أبريل، وان الاصلاح الأمني والعسكري وصولا الى الجيش الوطني المهني الواحد، وخروج الجيش والامن والشرطة والدعم السريع من النشاط السياسي والاقتصادي، والعدالة الانتقالية والعلاقات الخارجية المتوازنة شرط اساسي من شروط الانتقال التأسيسي.