السودان

“جدة” تجدد  الآمال .. وفلول النظام البائد يختلقون الأكاذيب  لعرقلة أحلام السودانيين

مدني – راينو الاخبارية:

تباشير جديدة، حلت في أفق المشهد السياسي السوداني، ربما تشير إلى قرب نهاية الحرب “الكابوس” التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل الماضي، بإعلان نائب القائد العام للجيش الفريق (شمس الدين كباشي) عن اعتزام القوات المسلحة السودانية، إرسال وفدها المفاوض إلى مدينة جدة السعودية، للمشاركة في التفاوض مع (قوات الدعم السريع، الخميس المقبل، لينهي بذلك جدلاً واسعاً منذ انسحاب الجيش من طاولات التفاوض، في يوليو الماضي.

 ورغم رواج حديث كثير عقب خروج القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان من مقر قيادته العامة في الخرطوم، عن اقتراب إعادة وفد الجيش لجدة، إلا أنه اكتفى بزيارات لمحطات إقليمية، ومشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون أن يحث قواته على المضي قدماً في مواصلة مسار التفاوض، إلا إن خروج نائبه كان له أثر أكبر، وفق قراءات محللين كثر، في تغيير خارطة التعامل مع الحرب. فعقب خروجه من مناطق ملتهبة إلى مناطق آمنة نسبياً، سارع (الكباشي) للحديث عن المسار التفاوضي، وحدد ميقاتاً لمغادرة وفدهم الى جدة للمشاركة في المنبر، وسط ترحيب كبير من قوى الحرية والتغيير، وقوى مدنية أخرى مناهضة للحرب، وسخط واسع من عناصر النظام البائد، المتهمين بإشعالها فتيلها وإطلاق رصاصتها الاولى في 15 أبريل.

فلول النظام بين النفي والتزوير:

لم يكد التسجيل المصور لكباشي، الذي كشف فيه عن إرسال وفد الجيش لمنبر جدة يأخذ نصيبه في الانتشار، حتى سارع عناصر النظام البائد للنفي، واستخدموا منصة اسموها “بين الحقيقة والإشاعة”، ادعوا عبرها أن فيديو كباشي قديم، ولا علاقة له بالأحداث الحالية، وهو ما أثار دهشة السودانيين جميعاً، فمتي خاطب كباشي كبار الضباط وهو المحاصر في القيادة العامة لأشهر؟ كما أنه يصعب تصديق قدم التسجيل المصور وهو يتحدث عن تفاوض جدة، وهو التفاوض الوحيد الذي جرى في جدة بين فرقاء سودانيين منذ سنوات طويلة. إذن فالتسجيل المصور حقيقي، نظراً لحداثة الموضوع الذي أثير فيه، واتخذ أنصار النظام البائد وسيلة جديدة لتكذيب الفيديو بإصدار بيان “مزور” باسم مكتب كباشي ينفي فيه حديثه. وفي هذا يقول المحلل السياسي والكاتب الصحفي محمد لطيف:(إن حملات النفي والتشكيك والتزوير التي استهدفت فيديو كباشي، وصلت لدرجة إصدار بيان مزور من مكتبه ينفي قوله بعودة التفاوض، هذا يصنف ضمن حملة اختلاق وصناعة الاكاذيب، وهذا يعني بوضوح الفشل في التعاطي مع الحقائق).

جدة .. أمل السودانيين:

في سياق سعيها لوقف الانتهاكات وإنهاء الحرب، واستعادة التحول المدني الديمقراطي، رحبت قوى الحرية والتغيير بحديث كباشي حول إرسال الجيش لوفده المفاوض إلى جدة، و قال القيادي بتحالف الحرية والتغيير (شهاب إبراهيم) لـ(راينو الإخبارية)، أن مواصلة التفاوض قرار شجاع، لأن الحرب يستحيل كسبها بإفناء الآخر عبر السلاح، مؤكداً أنه وبعد مرور أكثر من نصف عام من الحرب وتداعياتها المؤلمة على ملايين السودانيين، من قتل وانتهاكات جسيمة، وتشريد وتهجير ونزوح ولجوء، اتضح أن رؤية الحرية والتغيير الداعية لوقف الحرب منذ يومها الأول، هي الأكثر رجاحة ومعقولية .

 وشدد إبراهيم على ضرورة امتلاك المفاوضين لشجاعة اتخاذ القرار بالوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح المسارات للمساعدات الانسانية التي يحتاجها السودانيون بشدة، و محاسبة الذين تنكبوا طريق البندقية، وأوغلوا في إراقة دماء الأبرياء العزل، ومن ثم تحقيق السلام الشامل، وإصلاح المنظومة الأمنية، مؤكداً أن القوى المدنية الآن على أهبة الاستعداد لدعم خطى التفاوض، والوصول إلى استعادة كاملة للمسار المدني الديمقراطي.

 وأصدر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بياناً تلقته راينو،  أكد فيه أنهم ينظرون بعين الأمل والتفاؤل لقرب عودة أطراف التفاوض الى جدة، و زاد بالقول:(نأمل أن تسهم العودة في إيقاف الحرب وفتح آفاق الحل السياسي، وعودة المواطنين لدريارهم، وعودة الحياة لطبيعتها). وحث الأصل الطرفين على سرعة الوصول لوقف إطلاق النار، لتجنيب البلاد مخاطر التقسيم، وإعلاء مصلحة الوطن والمواطن.

بدوره أبدى الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف سعادته بعودة التئام منبر جدة التفاوضي، وقال بأن ما اعلنه الفريق الكباشي عن استئناف المفاوضات في جدة خطوة مهمة جداً، ولا بد من حشد الدعم والتأييد لها، قاطعاً بأن إيقاف الحرب والقتل هو (الأمنية الوحيدة التي تجمع كل السودانيين حالياً).

ولفت لطيف الى أن هذا الشعب له حق في الحياة الكريمة، و اضاف في تسجيل صوتي بثه أمس:(نؤمن بأن الحرب العبثية كما سماها البرهان، يجب أن تتوقف، وبعد وقفها لدينا معركتين، الأولى هي معركة عودة المواطنين لديارهم باستقرار وأمن، ونيل كامل حقوقهم بكل ما تحمل كلمة حقوق من معنى، سواءً التعويض عن الأضرار، أو محاسبة الجناة وعزل المتسببين في الحرب، ومعركة ثانية تتمثل في استعادة الوطن نفسه، واستقراره وسلامه وأمنه. لذا نأمل في التعجيل بإنهاء هذه الحرب، عبر منبر جدة التفاوضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار