السودان

محمد الفكي سليمان: الحركة الاسلامية ابتلعت الدولة.. والمؤتمر الوطني يحشد لحرب 15 أبريل لأنها معركته الأخيرة للعودة للحكم

اتهم محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة الأسبق القيادي بقوى الحرية والتغيير الأجهزة الأمنية بالسودان بملاحقة كل من يدعو لوقف الحرب واحلال السلام، مؤكداً إن هذا المسار يتطابق تماماً مع خطاب الحركة الإسلامية. وقال الفكي في حوار مع وكالة راينو الإخبارية :(الاعتقالات مستمرة لكوادر الاحزاب السياسية والفاعلين المدنيين الذين ينشطون ضد الحرب، والغرض من ذلك خلق أجواء من الخوف وإسكات الصوت الداعي للسلام، وجعل المدن المستقرة مجرد خطوط إمداد للمعركة التي يجب أن تستمر في عرف الاسلاميين حتى آخر سوداني)، مثمناً جهود المملكة العربية السعودية وسعيها لإنهاء الأزمة، وقال:(السعودية تدخلت باكراً، منذ  أيام الحرب الأولى وحطت طائراتها وسط الرصاص لأخذ المتفاوضين، بل انها عقدت عدة رحلات لتعذر وصول المتفاوضين في الوقت المحدد لتحرك الطائرات، وهذا عكس جدية كبيرة من رعاة منبر جدة).

حوار: راينو

(*) هناك مساع اقليمية ودولية لإنهاء الحرب كمنبر جدة والايقاد والإتحاد الأفريقي، ماهو تقيمك لتلك المبادرات؟ وهل هناك أي عقبات تواجهها؟

 

هنالك تحرك كبير من كل الفاعلين الدوليين والاقليميين ودول الجوار لإنهاء الحرب التي بلغت مستويات غير مسبوقة في تدمير البلاد وبنيتها التحتية، فقد وصل عدد النازحين إلى 7 مليون نازح، وهذا يمثل أكبر رقم نزوح سوداني في التاريخ القريب، هذا يؤثر على الجميع وأولهم دول جوار السودان، منبر جدة كان هو السباق لحل الأزمة، المملكة العربية السعودية تدخلت باكرا، منذ  أيام الحرب الأولى وحطت طائراتها وسط الرصاص لأخذ المتفاوضين بل انها عقدت عدة رحلات لتعذر وصول المتفاوضين في الوقت المحدد لتحرك الطائرات وهذا عكس جدية كبيرة من رعاة المنبر، ولكن مهما فعل رعاة المنبر، فان إرادة السلام يجب أن تنبع من داخلنا وهذه غير متوفرة الان، ومازالت مجموعات النظام البائد تغذي الحرب بالمقاتلين وخطاب الكراهية عبر شبكات اعلام واسعة لنشر خطاب شيطنة في مواجهة الداعين للسلام ووقف الحرب .

 

(*) ماهي اسباب توقف مفاوضات جدة وما تقييمك لسير المفاوضات السابقة؟

 

المفاوضات متوقفة لان إرادة الحل غير متوفرة عند الأطراف المتحاربة، المنبر مجرد راعي وميسر للحوار، مازالت هنالك أصوات عالية تقول انها ستنهي هذه الأوضاع حرباً لا سلماً.

(*) هل تمتلك أمريكا والسعودية كروت ضغط يمكن عبرها عودة  الجيش والدعم السريع إلى حوار جدة وماهو مستقبل الحوار؟

 

أمريكا الدولة الأكثر تأثير عالميا والسعودية على رأس القوى الإقليمية، و تلعب دورا كبيراً في الملف السوداني ولكن في وقت سابق أوقفوا الحوار عندما لمسوا عدم جدية من الأطراف المتحاربة ولا سيما أن الدولة العميقة كانت قد استولت على الجهاز المدني بأكمله بعد انقلاب أكتوبر، ومن ثم سخرته  لاستمرار حرب ابريل فيما بعد. تستخدم أمريكا الان ورقة العقوبات ولكنها غير كافية كما أن استخدام هذه الورقة في مواجهة العسكريين بالذات سيجعلهم يواصلون في الحرب باعتبار انه لم يعد من طريق اخر

 

(*) برأيك ماهي اسباب تأجيل زيارة البرهان للسعودية ل3 مرات؟

 

البرهان يدير معادلة شديد التعقيد منذ انقلاب أكتوبر الماضي، ومع حرب ابريل وحصاره في القيادة تخلقت مراكز قوى جديدة يحاول ان يتعاطى معها ولعله يفكر دائما كيف سيذهب في مشوار الحل الذي يرفضه الإسلاميين في بلد يحكمها الاسلاميين بالكامل بل هو من سلمهم لها في الواقع عقب الانقلاب وابطال قرارات لجنة التفكيك، وقد فعل كل ذلك لتصفية إرث الحرية والتغيير في تفكيك النظام القديم والنتيجة انهم ابتلعوا الدولة بأكملها وقيدوا حتى حركته في اتخاذ القرارات التي يريدها

 

(*) ماهي روية الحرية والتغيير المجلس المركزي لإنهاء الحرب الحالية؟

 

رؤية إنهاء الحرب لايمكن التحدث عنها في عجالة، لأن الواقع الذي صنعته الحرب معقد بصورة لا توصف. الرؤية تشمل الاقتصاد والجيش والسلطة وغيرها، لكن كل ذلك يبدأ بضرورة وقف إطلاق النار اولاً لوقف النزيف المستمر في الأنفس والثمرات، وفي ذلك نراهن بصورة أساسية على استعادة منبر جدة عمله

(*) هل للحرية والتغيير اي تواصل مباشر مع طرفي النزاع الدعم السريع والجيش لتحقيق السلام ؟

 

الحديث لم ينقطع منذ الطلقة الأولى، والحرية والتغيير عبر تواصلها مع طرفي الصراع ودول الاقليم كانت ساعية لإيقاف الحرب منذ أيامها الأولى، ولكن الطرف الذي اشعل الحرب ابتداءً كان يستعد لذلك منذ وقت طويل، على المستوى العسكري حشد كتائبه، وإعلامياً وزع كادره في محطات خارجية، وصمم خطاب سياسي ملخصه يجب أن لاتقف هذه الحرب ابداً لأنها حرب كرامة السودانيين، وكل هذا كذب صميم طبعا، فالذي اهدر كرامة السودانيين هي الحرب وليس السلم

 

(*) الحرية والتغيير قامت بزيارات لعدة دول بينها يوغندا، إثيوبيا، كينيا قطر خلال الفترة الماضية، ماهي أهداف ومكاسب تلك الزيارات؟

 

الزيارات كانت لعرض قضية السودان وتعقيداتها وطلب الدعم لوقف الحرب بصورة مباشرة، و وجدنا كافة هذه الدول متفقة على ضرورة وقف الحرب فوراً لما خلقته من الم كبير للسودانيين، موت ونزوح وفقدان للحياة الكريمة، وأيضاً لمصلحتهم المباشرة في استقرار السودان، فالحرب أثرت في استقرار الإقليم بأكمله

 

(*) هل مارس النظام في السودان أي مضايقات أو انتهاكات تجاه بعض قيادات الأحزاب السياسية المعارضة.؟

 

الواقع الموجود الان ان الأجهزة الأمنية تلاحق كل من يدعو لوقف الحرب واحلال السلام وهذا يتطابق تماما ًمع خطاب الحركة الإسلامية، والاعتقالات مستمرة لكوادر الاحزاب والفاعلين المدنيين الذين ينشطون ضد الحرب، والغرض من ذلك خلق أجواء من الخوف واسكات الصوت الداعي للسلام وجعل المدن المستقرة مجرد خطوط إمداد للمعركة التي يجب أن تستمر في عرف الاسلاميين حتى آخر سوداني .

 

(*) كيف تفسر قرار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الذي منح بموجبه القادة العسكريين بمجلس السيادة ونائبه مالك عقار مسؤولية الإشراف على مجلس الوزراء والهيئات الحكومية، فيما استبعد إثنين من أعضاء المجلس من اي مهام سيادية أو تنفيذية.؟

 

الواضح ان البرهان أصبح لا يرغب في وجود الهادي إدريس والطاهر حجر، وهذا الأمر ليس جديد بل قديم وتفاقم نتيجة موقفهم الواضح من انقلاب ٢٥ اكتوبر َواصرارهم على دعم  استعادة المسار المدني، الأمر الذي اغضب البرهان كثيراً وأدى لتصدع تحالفه الانقلابي، كما أن التزامهم بموقف الحرية والتغيير من حرب أبريل  بوصفهم أعضاء فاعلين فيها جعلهم في الجانب الاخر  من خياراته

 

(*) أمريكا أعلنت فرض عقوبات في مواجهة الأمين العام للحركة الإسلامية على كرتى، ماهو تحليلك للقرار وماهي ابعاده؟

 

على كرتي شخص مدني، ولكنه وثيق الصلة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، والمعلومات التي نشرت مع قرار إيقاع العقوبات به هو ما ظلت تقوله الحرية والتغيير منذ اليوم في الحرب، وحتى ما قبل الحرب، ودوره في افشال الانتقال، وشبكة الحماية الكبيرة التي وجدها من الأجهزة الأمنية وكوادرها الاسلامية بعد التغيير. وربما على كرتي رأس قائمة تشمل عدد أكبر من الإسلاميين الضالعين بصورة مباشرة في افشال الحكومة المدنية واشعال حرب ابريل والبعد السياسي للقرار كشف دور الاسلاميين في المعركة، أما الأبعاد الأخرى ستتضح مع بقية القرارات، ولاسيما اذا استهدفت أموال الإسلاميين التي تم تهريبها للخارج على مدى ثلاثين عاماً.

 

(*) لماذا اتجه المؤتمر الوطني للتحشيد في الحرب الدائرة حالياً؟ وهل الحسم العسكري كما يدعى البعض يمثل حلا للأزمة؟

 

المؤتمر الوطني المحلول يحشد للمعركة لأنها معركته الأخيرة، وهو لن يدخر جهداً في سبيل ان تستمر لأطول فترة ممكنة، بغية استعادة سلطته المفقودة

 

(*) منذ بداية الحرب في 15 أبريل الماضي وبعد مضي حوالي6  أشهر كيف تقيم الميزان العسكري في الخرطوم ودارفور وكردفان… لمن التفوق ميدانيا؟

 

أنا اقيم الخسارة التي حدثت للسودانيين من موت وتهجير ونهب وانهيار اقتصادي، وعلى المستوى العسكري ألحقت هذه الحرب أذى بالغ بمنظومتنا الأمنية وأعني بذلك خسائر كبيرة في الجيش والدعم السريع

 

(*) هل ستكون بورتسودان هي العاصمة الأبدية البديلة للخرطوم ؟ وما هو مستقبل الخرطوم؟

 

قلنا رأينا عندما قال قائد الدعم السريع انه سيعلن حكومة  في الخرطوم حال إعلان البرهان حكومة في بورتسودان. نحن نرفض تلك الخطوات التي ستَودي حتما الي تفكك البلاد، السودان عاصمته هي الخرطوم، لذلك يجب أن تقف الحرب ونستعيد الحياة الطبيعية، ونذهب في حل سياسي شامل لتشكيل حكومة تعبر عن الجميع وعاصمتها الخرطوم.

 

(*) ماهو مستقبل اتفاق سلام جوبا بعد الحرب الحالية ؟

 

اتفاق سلام جوبا سيكون إحدى مرجعيات الحل السياسي مع عدد اخر من الوثائق السياسية التي شارك عدد كبير من السودانيين في كتابتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار