السودان

أمير قطر يعلن مساندته لجيش سوداني موحد يحمي ولا يحكم

تقرير: التجاني خضر

اكدت دولة قطر عن دعمها لمجهودات وقف الحرب في السودان، وجددت دعوتها لإيجاد حلول سياسية للأزمة المتفاقمة في السودان، والتي اسفرت عن مقتل الآلاف، ونزوح ما يزيد عن الخمسة ملايين، نتيجة للحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وإقليم دارفور.

 

جيش يحمي ولا يحكم:

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في كلمته أمام الجلسة الثامنة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء إن معاناة الشعب السوداني يجب أن تتوقف، وأن يتم السعي لتحقيق حلول تُفضي الي نظام سياسي مدني، والحفاظ علي مؤسسات الدولة الوطنية، والعمل على بناء جيش يحمي البلاد وعرضها، ولا يجلس على كرسي الحكم.

 

الشرق الأوسط:

الموقف القطري تزامن مع مواقف أُخري اعلنها الشيخ تميم متعلقة بقضايا مُلحة في الشرق الأوسط والعالم، وسجل إدانة للتعنت الإسرائيلي فيما يخص الحلول الدولية للقضية الفلسطينية، قبل أن يعرج على تغافل العالم عن الجرائم الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وتجاهل القرارات الدولية ومساعي الدول لتأسيس حل الدولتين، وتحقيق السلام. فضلاً عن التمادي في بناء المستوطنات غير الشرعية، الأمر الذي أحرج حُلفاء إسرائيل.

ولم يتوقف الموقف القطري عند الإدانة فقط، بل تعداه إلي إعلان قطر استمرارها في الدعم السياسي والتنموي والإنساني للشعب الفلسطيني، واستمرارها في دعم المُنظمات العاملة في الإغاثة، وخدمة الشعب الفلسطيني.

 

موقف متوازن:

يرى مراقبون أن المواقف القطرية التي تتسم بالتوازن  بعيداً عن تأثيرات الضغوط والمصالح تجعل من قطر لاعب رئيسي في المنطقة، وملجأ دولي يسهم في خفض التوترات والنزاعات، كما إن القبول العام للمواقف القطرية لدى أطراف عدة متنازعة يُسهم كثيراً في إيجاد حلول لقضايا خلافية تعذر حلها، بل وتفاقم بعضها ليصل مرحلة الصدامات العسكرية المباشرة، أو أعمال التخريب.

 

مُساعدات قطرية للمنكوبين

سجلت قطر حضوراً انسانياً لافتاً في توفير المُعينات للمتضررين من زلزال المغرب، الذي أودي بحياة ما يُقارب الثلاثة آلاف قتيل، ودمر المنازل والمُدن والمراكز الصحية. وسارعت فرق الإنقاذ القطرية لدعم مجهودات الإغاثة، والبحث والانقاذ عبر فرق مُتخصصة، سارعت بالوصول إلى المناطق المنكوبة، وقدمت مساعدات الإيواء والإغاثة والعلاج الطبي.

وعند انهيار سدي مدينة (درنة) الليبية، ودمار ما يُقارب ربع المدينة المتأثرة بالسيول والفيضانات، سارعت قطر إلى المُشاركة في جهود الدعم والإغاثة، ووفرت فرقاً إغاثية وطبية.

 

الحرب في السودان:

خلال الأسابيع الأولى من بداية الحرب في السودان، إستقبل مطار بورتسودان طائرات القوات المسلحة القطرية التي فتحت جسراً جوياً لنقل الإغاثات العاجلة للمتضررين من الحرب، حيث قدمت في الأسبوع الأول مايزيد عن (70) طناً من المواد الطبية والغذائية، بالإضافة لمستشفى ميداني ومعمل تحاليل ومستلزمات إقامة طارئة واحتياجات إنسانية ملحة. وبعدها استمر الدعم القطري دون انقطاع، حيث لازال مطار بورتسودان يستقبل مُعينات الهلال الأحمر القطري، ومنظمة قطر الخيرية، وغيرها من الجهات الداعمة والمانحة.

 

سياسة القوة الناعمة

تتجه قطر في منحاها للتعايش مع العالم وفق آلية تعتمد على رعاية الإنسانية، وتقديم مساهمات واضحة للعيان لإيجاد حلول لمختلف القضايا الشائكة في العالم، بينما لا تغفل مواقفها المبدئية المُرتبطة بدعم نضال الشعب الفلسطيني لحياة كريمة، وتحقيق السلام. وتسعى لجمع الفرقاء للتفاوض والتفاهم، وإيجاد نقاط وصيغ مشتركة تُفضي إلي إيجاد الحلول لمشاكلها.

ولا تبدو السياسة الخارجية القطرية مُتعنتة، أو ميالة للصدام والتشدد في المواقف، وتسعي لأن يكون هذا النهج هو الموقف الثابت لها لتتسم بهذه الصبغة، ما يجعل من الصعوبة بمكان وضعها في تصنيف أي من المعسكرات الدولية، ولا يلزمها بمبدأ الحياد الدائم عن أي نزاع في العالم، وهو موقف كثيراً ما يدفع أطراف متصارعة إلى قبول المُبادرات القطرية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار