السودان

نقابة الصحفيين ترضخ لضغوط داعمي الحرب وترفض التراجع عن نعي ضابط الخلية الأمنية

راينو: وكالات – اتهم صحفيون سودانيون نقابة الصحفيين بالرضوخ لضغوط وتهديدات من مجموعات مؤيدة للجيش واستمرار الحرب، بعد رفضها التراجع عن بيان نعي ضابط في خلية أمنية كان يعمل في السابق مصوراً تلفزيونياً.

وطالب عدد من الصحفيين النقابة بإصدار بيان توضيحي حول النعي الذي أصدرته وانتشر في أوساط الرأي العام. وعلى الرغم من إقرار أحد أعضاء المكتب التنفيذي بالخطأ، إلا أن النقابة لم تصدر أي بيان توضيحي رسمي.

ورأى الصحفيون أن موقف النقابة الرافض لإصدار بيان توضيحي ينهي به الجدل الكبير بسبب النعي، يشكل فضيحة كبيرة، وينسف مصداقية الادعاء بحيادية النقابة حيال الحرب والموقف الرافض لها، ويضر بالتالي باي محاولات للحصول على الاعتراف من الاتحادات الدولية والإقليمية للصحفيين، التي لا زالت تتعامل مع اتحاد الصحفيين الإخواني، والذي يقوده الصادق الرزيقي.

ونقل موقع صحيفة الراكوبة الإخباري عن أحد الصحفيين قوله:(يبدو أن هناك ارتباك وأمر مريب حول هذه المسألة، إصرار النقابة على عدم إصدار بيان توضيحي يثير المزيد من الشكوك، وأضاف:(أحد أعضاء المكتب التنفيذي أقر بالخطأ، لكن صحفيون معروفون بتأييدهم للجيش انتقدوا الإقرار، ودافعوا عن النعي، وتحدوا عضو المكتب التنفيذي بإصدار بيان، مما دفع بعضو المكتب التنفيذي للرد على المطالبين بالبيان التوضيحي، بالقول أن مناقشة الأخطاء، يجب أن تكون في الجمعية العمومية).

وكان نعي النقابة لمهندس المسيرات حاتم مأمون الذي يعمل ضمن الخلية الأمنية المشتركة التابعة لتنظيم الإخوان قد أثار موجة غضب كبيرة في أوساط الصحفيين الذين اعتبروا الخطوة خروج عن النهج الحيادي الرافض للحرب الذي يفترض أن تسير عليه النقابة، مبدين تخوفهم من تعرض تنسيقية القوى المدنية “تقدم” من اختراق أمني كبير باعتبار أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة ممثلين في المكتب الإعلامي لتقدم.

وأبدى صحفيون استغرابهم من بيان نعي الضابط وعدم مراعاة أبسط القواعد النقابية، وقواعد الحياد المطلوبة في ظل ظروف الحرب الحالية، وعمليات القتل اليومي التي يتعرض لها مئات السودانيون يومياً بسبب انتهاكات الطرفين. وكانت لجنة ولاية البحر الأحمر الأمنية قد نعت الضابط ووصفته بانه “ابن الخلية الأمنية المشتركة القوي الشكيمة”.

ومضى البعض إلى حد اتهام اعضاء في المكتب التنفيذي للنقابة، وفي نفس الوقت أعضاء في المكتب الإعلامي لتنسيقية القوى المدنية “تقدم”، بالعمل على تنفيذ أجندة محددة لصالح جهات أمنية، مشيرين إلى أن خطورة هذا الاختراق تكمن في أنه يضر بجهود “تقدم” الرامية لتحقيق التحول المدني ووقف الحرب، باعتبار وجود بعض أعضاء المكتب التنفيذي المدافعين عن النعي، ضمن المكتب الإعلامي للتنسيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار