السودان

بي بي سي: اليأس يخيم على النازحين السودانيين في أدري وبورتسودان

نوال المقحفي

على جانب طريق ترابي في معبر أدري الرئيسي على الحدود السودانية التشادية، تجلس بثينة البالغة من العمر 38 عاماً على الأرض، وتحيط بها نساء أخريات، بجانب كل واحدة منهن أطفالها، ويبدو أنه ليس لدى أي منهن أي متعلقات.

فقد فرت بثينة وأطفالها الستة من مدينة الفاشر بإقليم دارفور السوداني، على بعد أكثر من 480 كيلومتراً (300 ميل)، عندما نفد الطعام والشراب.

تقول بثينة لبي بي سي: “لقد فررنا دون أن نأخذ أي شيء من متعلقاتنا، لقد هربنا فقط للنجاة بحياتنا. لم نكن نرغب في المغادرة وكان أطفالي من المتفوقين في الدراسة وكنا نعيش حياة جيدة في منزلنا”.

وقد أودت الحرب، التي لا توجد أي علامات على قرب انتهائها، بحياة الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين الأشخاص وأدت إلى معاناة أجزاء من البلاد من المجاعة.

وتحذر وكالات الإغاثة من أن السودان قد يواجه قريباً أسوأ مجاعة في العالم ما لم يصل مزيد من المساعدات.

وكانت بي بي سي شاهدة على حالة اليأس التي سيطرت على الشعب السوداني بشكل مباشر، عندما قمنا بزيارة المخيمات في مدينة أدري التشادية الواقعة على الحدود الغربية للسودان، وكذلك في مدينة بورتسودان، مركز المساعدات الرئيسي في البلاد، على بعد 1600 كيلومتر على الساحل الشرقي.

لقد أصبحت مدينة أدري رمزاً قوياً للفشل السياسي والكارثة الإنسانية الناجمين عن الصراع الحالي.

وحتى الشهر الماضي، كان المعبر مغلقاً منذ يناير/كانون الثاني ولم يتمكن سوى عدد قليل من شاحنات المساعدات من الدخول إلى البلاد.

وقد أُعيد فتحه منذ ذلك الحين، لكن وكالات الإغاثة تخشى أن تكون المساعدات التي تدخل الآن عبر المعبر، قليلة للغاية ومتأخرة.

ويعبر عشرات اللاجئين السودانيين، كل يوم، الحدود إلى تشاد، والعديد منهم نساء يحملن على ظهورهن أطفالهن الجياع والعطشى.

وفور وصولهن، هرعن إلى خزان المياه الذي أنشأه برنامج الأغذية العالمي، وهو واحد من وكالات الأمم المتحدة العديدة، التي تحاول دق ناقوس الخطر بشأن حجم التأثير الإنساني للصراع.

بعد وصولنا إلى أدري، توجهنا إلى مخيم مؤقت بالقرب من الحدود قام بتجميعه اللاجئون بقطع من الخشب والقماش والبلاستيك. وبدأ هطول الأمطار.

وبينما كنا نغادر، ازدادت الأمطار غزارةً وتساءلتُ عما إذا كانت الملاجئ غير المستقرة هذه ستصمد أمام تلك الأمطار، فأجاب مرشدنا يينغ هو، المسؤول المساعد من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،” إنها لن تصمد”.

وأضاف: ” يصاحب هطول الأمطار انتشار مجموعة من الأمراض”، موضحا أن “الأسوأ هو أن الأمر قد يستغرق أياما في بعض الأحيان قبل أن نتمكن من العودة إلى هنا بالسيارة، بسبب الفيضانات، وهو ما يعني عدم إمكانية وصول المساعدات، هنا أيضاَ”.

نقلاً عن بي بي سي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار