السودان

نعي نقابة الصحفيين السودانيين لضابط في خلية أمنية إخوانية يثير شكوكاً حول حيادها

راينو: وكالات – أثار نعي نقابة الصحفيين مهندس المسيرات حاتم مأمون – الذي يعمل ضمن الخلية الأمنية المشتركة التابعة لتنظيم الإخوان – موجة غضب كبيرة في أوساط الصحفيين، الذين اعتبروا الخطوة خروج عن النهج الحيادي الرافض للحرب، والذي يفترض أن تسير عليه النقابة، وأظهروا تخوفهم من تعرض تنسيقية القوى المدنية “تقدم” لاختراق أمني كبير، باعتبار أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة، ممثلين في المكتب الإعلامي لتقدم.

ونقل موقع الراكوبة الإخباري عن أحد الصحفيين استغرابه من بيان نعي الضابط، وعدم مراعاة أبسط القواعد النقابية وقواعد الحياد المطلوبة في ظل ظروف الحرب الحالية، وعمليات القتل اليومي التي يتعرض لها مئات السودانيون يومياً بسبب انتهاكات الطرفين.

وكانت لجنة ولاية البحر الأحمر الأمنية قد نعت الضابط، ووصفته بانه “ابن الخلية الأمنية المشتركة القوي الشكيمة”.

ومضى البعض إلى حد اتهام أعضاء في المكتب التنفيذي للنقابة، وفي نفس الوقت أعضاء في المكتب الإعلامي لتنسيقية القوى المدنية “تقدم” بالعمل على تنفيذ أجندة محددة لصالح جهات أمنية، مشيرين إلى ان خطورة هذا الاختراق تكمن في أنه يضر بجهود “تقدم” الرامية لتحقيق التحول المدني ووقف الحرب، باعتبار وجود بعض أعضاء المكتب التنفيذي المدافعين عن النعي ضمن المكتب الإعلامي للتنسيقية.

وقال أحد الصحفيين لموقع “الراكوبة”، إن الكثير من الصحفيين يشعرون بإحباط شديد حيال تصرفات النقابة، واقدامها على خطوات لا تتسق مع الخط الرافض للحرب والداعم لاستعادة مسار التحول المدني. وأضاف متسائلاً: “لا يمكن أن يتصور أحد أن نقابة الصحفيين – التي يفترض أن تكون بمنأى عن أيا من طرفي الحرب – قد تقدم على نعى عضو في خلية أمنية متهمة بارتكاب انتهاكات كبيرة ضد المدنيين، بل متهمة أصلا بإشعال نار هذه الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من السودانيين.

وأوضح: “عندما تنادى الصحفيون لتشكيل نقابتهم واقتلاعها من أنياب الكيزان بعد نجاح الثورة التي دفع المئات من الشباب دماؤهم مهراً لها، كان ذلك بهدف المضي قدما نحو تحقيق أهداف الثورة لكنهم رأوا بعد ذلك العديد من الأخطاء القاتلة والاخفاقات”.

وأشار إلى أن الكثير من الصحفيين تفاجأوا بعد أسابيع قليلة من تشكيل المكتب التنفيذي ببيان منهم على قروب النقابة، يعلنون فيه عن اتفاق مع شركة زين للاتصالات لمنح الصحفيين ارقام مميزة، في وقت كانت فيه مجموعات حقوقية تخوض معركة قضائية مع زين لاتهامها بالمشاركة في قتل شباب الثورة، بعد أقدامها مع شركات أخرى على قطع الاتصالات وشبكة الانترنت، أثناء فض الاعتصام.

ووفقاً لناشطين على وسائط التواصل الاجتماعي فإن حاتم مأمون هو عنصر أمن تغلغل في أوساط الثوار خلال فترة الثورة ولقب ب “مصور الثورة” وعاد بعد الحرب إلى حدته الأساسية وهي الوحدة الفنية المسيرات وطائرات “الدرون” التابعة لكتيبة العمل الخاص بالإضافة للعمل في مجال التصوير والتوجيه المعنوي.

وتوفي “مأمون” في القاهرة التي كان يتلقى فيها العلاج، إثر تعرضه لإصابة خلال الهجوم الذي نفذته مسيرة مجهولة أثناء مشاركة البرهان في حفل تخريج ضباط جدد في منطقة جبيت العسكرية بشرق السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار