السودان

الإيكونوميست: قد يموت أكثر من 10 ملايين سوداني حتى أوائل العام المقبل إن لم تتوقف الحرب

للمرة الثالثة فقط خلال العشرين عاما الماضية، أعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة شاملة. يتعلق هذا الإعلان بمخيم للاجئين يسمى زمزم، على مشارف مدينة الفاشر في السودان. منذ شهر إبريل، قدرت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية أن طفلا واحدا في المخيم يموت كل ساعتين من الجوع أو المرض ـ ومنذ ذلك الحين ساء الوضع.

ولكن ليس مخيم زمزم وحده هو الذي يعاني من الكارثة المروعة. فقد تم اختيار هذا المخيم فقط لأنه أحد الأماكن القليلة في السودان الذي مزقته الحرب والتي تتوفر للأمم المتحدة معلومات موثوقة عنها. والواقع أن المجاعة تلتهم جزءاً كبيراً من البلاد. ومن المؤكد تقريباً أن هذه المجاعة ستكون أسوأ من تلك التي ابتليت بها إثيوبيا في ثمانينيات القرن العشرين. وإذا لم تصل المزيد من المساعدات في وقت قريب، فقد تكون أسوأ مجاعة في أي مكان في العالم منذ مات الملايين من الناس جوعاً أثناء القفزة العظيمة إلى الأمام التي شهدتها الصين في أواخر خمسينيات القرن العشرين وأوائل ستينياته.

في مايو، أصدر معهد كلينجينديل، وهو مركز أبحاث هولندي، تقريراً قدر أن الجوع والأمراض المرتبطة به من شأنها أن تقتل أكثر من مليوني شخص في السودان بحلول نهاية العام. ومنذ ذلك الحين، مدد تيمو جاسبيك، مؤلف التقرير، توقعاته لتغطية العامين المقبلين. وفي “سيناريو متفائل”، حيث يتوقف القتال ويكون حصاد هذا العام، المتوقع في أكتوبر، أفضل قليلاً من العام الماضي، يتوقع جاسبيك “وفاة زائدة” بنحو 6 ملايين شخص بحلول عام 2027. وفي السيناريو (الأكثر ترجيحاً) حيث يستمر القتال حتى أوائل العام المقبل، قد يموت أكثر من 10 ملايين شخص. وعلى الرغم من أن بعض الخبراء لديهم تقديرات أقل، إلا أن هناك إجماعاً ناشئاً على أن السودان يواجه مجاعة جماعية على نطاق لم نشهده منذ عقود، في غياب إجراءات حاسمة.

إن سبب المجاعة هو الحرب الأهلية في السودان، والتي بدأت في أبريل 2023، عندما نشبت خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويُعَد الصراع الذي أعقب ذلك هو الأكبر والأكثر تدميراً في العالم اليوم. وربما قُتل 150 ألف شخص في القتال نفسه. كما أُحرق ما لا يقل عن 245 بلدة أو قرية. ودُمر جزء كبير من العاصمة الخرطوم. واضطر أكثر من 20% من سكان البلاد قبل الحرب، والذين بلغ عددهم نحو 50 مليون نسمة، إلى الفرار من منازلهم. ولجأ البعض إلى دول مجاورة مثل مصر، لكن الغالبية العظمى من النازحين ــ نحو 8 ملايين نازح ــ ما زالوا داخل السودان، وكثير منهم في مخيمات مثل زمزم. وتقدر منظمة أطباء بلا حدود أن 80% من المرافق الصحية في المناطق التي مزقتها الحرب دمرتها الرصاص والقنابل إلى الحد الذي جعلها غير صالحة للعمل.

نقلاً عن مجلة الإيكونوميست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار