السودان

عزوف البرهان عن التصريحات الإعلامية .. هل يكمن السر في التفاوض؟

خاص: راينو – غاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن المنصات الجماهيرية والتصريحات الإعلامية قرابة ثلاثة أسابيع، مما أثار حفيظة بعض السودانيين، لكن مراقبون أرجعوا الأمر إلى دعوة واشنطن للتفاوض يوم الأربعاء 14 أغسطس المقبل في سويسرا، ورجحوا أن تكون هي السبب في غياب الرجل عن المشهد.

الصعود الأخير:

أجرى موقع راينو، عملية بحث ومتابعة، أظهر آخر ظهور للبرهان أمام منصة جماهيرية تحدث فيها، كانت يوم الخميس 11 يوليو الحالي، أثناء زيارته لمدينة عطبرة، وإلقاء البرهان كلمة أمام حشد جماهيري خاص بنفرة محليات “الدامر – عطبرة – بربر”. وللتأكد نشرت منصة مجلس السيادة الانتقالي على تطبيقها بفيسبوك، بتاريخ 11 يوليو الماضي فيديو لكلمة البرهان في النفرة ذاتها، وهو الصعود الأخيرة للبرهان على المنصات الجماهيرية.

تفاوض جنيف:

كلمته في عطبرة أعلن من خلالها عدم الذهاب للتفاوض في جدة أو جنيف العاصمة السويسرية مع الدعم السريع، يعد ذاك الظهور الأخير للبرهان على منصات جماهيرية أو زيارات ميدانية وأعقبها صمتاً مريب عن التصريحات الإعلامية، مما أثار عدد من التساؤلات.

لكن في الوقت الذي صرح فيه البرهان عن عدم الذهاب للتفاوض مع الدعم السريع – يقصد مفاوضات بشأن الوضع الإنساني التي كانت بدعوة من الأمم المتحدة. ووصل وفد البرهان لجنيف فعلياً يوم الخميس 11 يوليو الجاري، بحسب تصريح مسؤول بالأمم المتحدة.

غياب لثلاثة أسابيع:

غياب البرهان وصل إلى قرابة الثلاثة أسابيع، هو أمر غير عادي عند الرجال، لم يتعود السودانيين من غياب البرهان عن المنصات الجماهيرية الخاصة بالتعبئة والاستنفار، خاصة عقب خروجه من القيادة العامة إلى بورتسودان التي يتخذها مركزًا سياسيًا لإدارة شؤون البلاد.

البرهان كثير الخُطب والتصريحات الإعلامية أثناء زياراته الميدانية التفقدية لقوات الجيش، أو أثناء اللقاء الجماهيرية، خاصة عندما يكون المشهد مليئًا بالأحداث والمعلومات منها المتعلقة بالحلول السياسية، إذ يخرج الرجل ليدحض أي أحاديث تشير إلى أن الجيش يريد الذهاب للتفاوض والجلوس مع الدعم السريع، ويعلن تمسك الجيش بالحسم العسكري للمعركة، وأن التفاوض رهين بالتزام الدعم السريع بمخرجات منير جدة.

زيارات مهمة:

وفي يوم الثلاثاء التاسع من يوليو الجاري، زار آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي بورتسودان، ودخل البرهان وآبي أحمد في اجتماعًا مغلق لم تسرب ما جاء فيها لوسائل الإعلام، وسبقتها زيارة نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي لمدينة بورتسودان يوم الإثنين، والتي طلب فيها المسؤول السعودي من البرهان العودة إلى منبر جدة.

صمت البرهان:

لكن صمت البرهان وغيابه عن المشهد السياسي، خاصة عقب تواصله مع أمير دولة الإمارات هاتفياً يوم الخميس 18 يوليو الجاري، التي أحدثت جدلًا كثيفًا في الأوساط السودانية، ثم تلتها دعوة الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء 23 يوليو الجاري، لطرفي الحرب للمشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار في سويسرا.

ومضى أكثر من عشرة أيام للمكالمة الهاتفية التي جرت بين البرهان ومحمد بن زايد، إضافة إلى أسبوع عن دعوة واشنطن لبدء المحادثات بين الجيش والدعم السريع، والبرهان لم يخرج للإعلام بتصريح عن ما إذا كان سيقبل الجيش الجلوس للتفاوض مع الدعم السريع على خلفية الدعوة الامريكية أم لا؟

لقاءات مكتبية:

من خلال المتابعة والتقصي، فإن البرهان يكتفي هذه الأيام باللقاءات المكتبية في مقره بمدينة بورتسودان، فإن صفحة مجلس السيادة الانتقالي بفيسبوك، نشرت أخباراً عن استقباله أمس لوفدين من قبيلتي المساليت والبشاريين، وقبلها برقية تعزية دفع بها إلى رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد عن ضحايا الانزلاقات الأرضية، وخبر اعتماد تعيين “بحر الدين آدم كرامة” والياً لغرب دارفور.

على الرغم من الصمت والغياب المحيط بقائد الجيش، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تضج هذه الأيام بقضية عودة الجيش للتفاوض، وقبول دعوة واشنطن للمحادثات في سويسرا، إذ ينتشر وسم “يا جيش أمشي التفاوض” على نطاق واسع، مما دفع الناس إلى التساؤل عن موقف الجيش من الدعوة الأمريكية لاستئناف المفاوضات.

بيان منفى:

وكان قد انتشر بياناً في منصات التواصل الاجتماعي، مذيلاً بمكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة. ورحب البيان بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية للتفاوض في سويسرا، لكن سرعان ما خرج الناطق الرسمي للجيش، والذي نفى إصدارهم لأية بيان عن ترحيبهم بالمفاوضات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار