السودان

بايدن ينسحب.. كيف تنظر واشنطن للخرطوم؟

تقرير: راينو

بشكل مفاجئ، وقبل أقل من أربعة أشهر على الانتخابات الرئاسية، قرر الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، الانسحاب من الانتخابات الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، استجابة لضغوطات ومناشدات مؤيديه. وذلك بعد أن فقد الديمقراطيون الثقة في قدرته البدنية والعقلية على التغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وفي ذات الوقت أعلن بايدن دعمه لنائبته “كمالا هاريس”، لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

ومن المقرر أن يتم تنصيب الفائز في هذه الانتخابات في 20 يناير 2025. وسوف يتم ذلك في نفس الوقت الذي تجري فيه انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، ومجلس النواب، وحكام الولايات، والمجالس التشريعية للولايات.

هزات بايدن:

منذ فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام “2021”، تسببت سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الداخلية والخارجية في أزمات داخل البيت الأبيض، وهزّت أركان الإدارة، خاصة تعاطي الرئيس مع القضة الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط، وكان كبار مستشاري بايدن قد اعترفوا في أوقات سابقة أن الصراع داخل البيت الأبيض حول مجموعة من القضايا، أضر بمكانة أمريكا على المسرح العالمي.

 وفي وقت سابق، نشرت شبكة “إن بي سي” الأمريكية، نتائج استطلاع للرأي العام، أظهر انخفاض الدعم للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أدنى مستوى له وهو 40%، لأن أغلبية كبيرة من السكان لا توافق على تصرفاته داخل البلاد أو في مجال السياسة الخارجية، لا سيما إدارته للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ولم تختلف استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق نحو الشرق الأوسط عن ذلك بكثير، حيث شددت إستراتيجية “ترامب” على أن الولايات المتحدة لن تسمح بأن يكون الشرق الأوسط ملاذاً آمناً، أو أرضاً خصبة للإرهابيين، ولا أن تهيمن عليه أي قوة معادية للولايات المتحدة. الأمر الذي يفسره المراقبون على أن استراتيجيات وسياسات البيت الأبيض، لا تتأثر بمن يفوز بالسباق الرئاسي.

بالأمس وبعد قرار انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة الأمريكية، تنفس الديمقراطيين الصعداء لترتيب أوراقهم في مواجهة المنافس الجمهوري الشرس “دونالد ترامب”، وينظر المراقبون إلى أن انسحاب بايدن يمثل فرصة كبيرة للديمقراطيين في الصعود الشعبي لمواجهة  ترامب، نظراً لأن بايدن تقدم به العمر، ونسبة لازدياد شعبية “دونالد ترامب”، بعد محاولة الاغتيال الأخيرة.

هل سيتغير الموقف تجاه السودان؟

وفيما يخص مستقبل سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والسودان يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية بروفسور “جلال زيادة “لـ”راينو”، إن السياسة الخارجية الأمريكية تبدو شبه ثابتة من حيث الدعم لإسرائيل، وقد تكون سياسة الحزب الديمقراطي أكثر عقلانية وواقعية تجاه السودان، وأضاف:(لذلك انسحاب باين قد يكون فرصة لفوز الديمقراطيين).

من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية “عبد الله علي” في حديثه لـ”راينو”، أن إستراتيجية الرئيس “جو بايدن” منذ توليه السلطة، لم تقدّم أي جديد يذكر حول الشرق الأوسط، فقد جاءت في شكلها العام تأكيداً لما ورد في إستراتيجيات الأمن القومي للإدارات السابقة، التي لا يهمها في الشرق الأوسط سوى الوقود، والممرات المائية.

ويشير علي إلى أن استراتيجية البيت الأبيض قائمة على عدم السماح للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط للخطر، وهذا يعني أن أمريكا لن تسمح بتنفيذ اتفاقية إقامة القاعدة العسكرية على البحر الأحمر التي وقعها الجيش السوداني مع موسكو، من أجل الحصول على السلاح في حربه التي يقودها الآن ضد قوات الدعم السريع.

ومن ناحية أخرى تركز سياسة البيت الأبيض على العمل مع حلفائها في الشرق الأوسط لكبح نفوذ إيران، والحد من زعزعتها للمنطقة عبر مجموعة الحوثي، التي عبثت بأمن الممرات المائية على البحر الأحمر.

تحليلات أخرى ترى أن وجود الديمقراطيين على سدة الحكم أفضل بكثير من وصول الجمهورين، لجهة أن اعتماد الديمقراطيين على قيمة حقوق الانسان كمعيار للتعامل مع الخارج، يتيح لها فرض ضغوط على اطراف الصراع في الخرطوم، بينما الجمهوريون يهمهم في المقام الاول والاخير المصالح الخاصة بأمريكا، غض النظر عن الثمن الذي يسدده العالم، لذا هم أكثر انغلاقا من الديمقراطيين، ولا يحفلون للملف السوداني بذات الاهتمام الذي يبديه الديمقراطيون.

من هو بايدن؟

جو بايدن، واسمه بالكامل “جوزيف روبينيت بايدن” الابن، من مواليد “1942”، وهو في الأصل محامي بدأ عمله عام “1969”، انتخب أول مرة لمجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي في عام “1972”، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، سعى “جو بايدن” إلى الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام  “1988”، وفي عام “2008”، وفشل في كلتا المرتين، ثم اختاره “باراك أوباما” ليكون زميله في السباق الرئاسي عام “2008”، وأصبح بايدن أول كاثوليكي وأول شخص من “ديلاوير”، يصبح نائباً رئيس الولايات المتحدة، وهو الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية منذ 20 يناير 2021 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار